قلوب حائرة فاطمة الألفي الفصل 13،14،15
الفصل الثالث عشر
قلوب حائره
بقلم /فاطمه الألفي
إذا كُنت حقًا تُرِيدُ الهروب من أشياء تؤرقُكَ ، فما تحتاجه ليس في أن ترحلَ إلى مكانٍ مختلِف بل أن تكونَ أنت شخصا مُختلِفا.
عندما أسدل الليل ستائره ، حانت لحظة الهروب ..
تطلع للخارج من شرفه غرفته يرا الظلام الكاحل ، فقلبه الآن محمل بالبغضاء والكراهية ، يحمل لون السواد ، تنهد بضيق وظل ينظر للهاتف بترقب ، يتلهف لاتصالها ، وفجاه صدع رنين الهاتف.
اجاب بلهفة:ايوه يا اميره ، انتى فين
تمام ، يعنى اخرج دلوقتي عادى ماحدش هيحس بيه
-لا اطمن الممرضات كلهم نامو ، والامن مش موجود دلوقتي اخرج بسرعه ، أنا مستنياك قدام المستشفي مع التاكسي
سيف بتسرع :حاضر انا جاي حالا
اغلق الهاتف وضعه بسترته وحمل حقيبه ملابسه فى عجاله وغادر غرفته وهو ينظر حوله بترقب ، سار ببطئ وحذر يخشى أن يلتقي باحد وينفضح أمره وتفشل خطته ..
تنهد.بارتياح عندما وجد نفسه أمام المشفي ينظر حوله بتلهف ، اغمض عيناه يحاول استنشاق الهواء العليل ويزفر بهدوء ، ابتسم لها بود واقترب منها والفرحه تنبعث من عيناه البنيه ، فقد أصبح الان يستنشق هواء الحريه وليس مقيدا باساور من حديد ..
وقف امامها ينظر لها بامتنان :شكرا يا اميره على وقوفك جنبي
أميره بابتسامه :طب أركب بقى بسرعه احسن نتقفش
استقل جانبها سياره الأجرة وانطلق السائق.فى طريقه.لمنزل اميره ....
**************
ظلت حبيسه.غرفتها ، تحاول استجماع شتات نفسها ، بعد تلك المصارحه التى.دارت بينها هى وزوجها ، شعرت بالضيق فقد تجاوزت معه بالحديث وهى غير مدركه بما تفوهه به ، فهو يعنى لها الكثير وليس شخصا عابرا بحياتها ،هو كل حياتها ، زوجها ، حبيبها، والدها، سندها ، رفيقها وطفلها ايضا ، لم تريد اغضابه .
قررت أن تهاتف والدتها لتعلم متى ستاتي لزيارتها ، فقد أجلت الموعد أمس .
وابلغتها أنها سوف تاتى لليوم التالي ، وعندما تأخر الوقت ولم تاتي قررت أن تهاتفها لتعلم ما الأمر...
***********
اما بمنزل عمار ، تركت زوجها يغط بنوم عميق ،وظلت تبحث عن هاتفها .
قلبت المنزل رأسا على عقب وهى تبحث عنه ، وبالاخير وجدته اسفل الوساده بغرفه الصالون .
ريم لنفسها :غريبه ايه جابه هنا ، تفقدته وجدته مغلق ، اعاده تشغيله تفاجئت بامتلاء البطاريه ، إذا هو مغلق بفعل فاعل .
وربنا ماانا مصحياك ، عشان متعمد يجرحني وانا مش هقبل بكده .
نظرت حولها بضيق :اوف البيت كده يضرب يقلب ، هتصل على البواب يبعت مراته تنضف الشقه ، لو عمار صحي ولاقاها مقلوبه كده هيستغل الفرصه عشان يضايقني .
أجرت الاتصال تفاجئت من عدم وجودها الآن ، اغلقت الهاتف بضيق ، والقت نظره اخيره على المنزل ، ثم قررت أن تبدء هى حمله النظافه واعاده ترتيبه مره اخرى ...
ظلت تعمل بجهد إلى أن نفذت قوتها وشعرت بالارهاق ، مسحت حبات العرق المتناثره على وجهها بتعب ، وتنهدت بارتياح عندما انهت مهمتها ، ودلفت لغرفتها لتخرج ملابس اخري لترتديها ، وتوجهت إلى المرحاض لتنعش جسدها تحت الماء البارد وتزيل الغبار العالق بجسدها ..
انتهت من حمامها وابدلت ثيابها واستقلت الفراش بجانب زوجها وهى تغمض عيناها باستسلام بعد معاناه ما مرت به اليوم ، وفى غصون ثواني كانت في سبات عميق ...
************
عندما وصل لمنطقتهم الشعبيه ،ترجلا سويا من سياره الأجرة أمام البنايه، قديمه البناء التى تقطن بها اميره مع جدتها بالطابق الأرضي .
حمل حقيبته ودلف خلفها ، كانت تسير امامه لتدله على الطريق .
وقفت أمام شقتهم ونظرت له :دى شقتنا انا وتيته عايشن هنا
اوما لها براسه وهو يبتسم لها .
اكملت سيرها :فى خمس سلمات هننزلهم ونوصل للبدروم
اتبعها وهو يهبط درجات السلم ووجد بنهايه الدرج باب خشبي متهالك ، فتحته أميره ليجد انها غرفه صغيره الحجم ، يوجد بها سرير صغير بجانبه دولاب خاص من ضلفتين ، ومنضده صغيره الحجم على شكل دائرة وكرسين من البلاستيك .
أميره بخجل :انا عارفه ان الاوضه مش قد المقام ، بس مؤقت وربنا يصلح لك الحال
ابتسم بود :لا بجد والله شكلها مريح جدا ، شكرا بجد على كل إللى بتعمليه معايا
أميره بابتسامه :،أنا ماعملتش حاجه ، ممكن تبطل كل شويا تشكرني
سيف :حاضر بلاش شكر خالص ، حلو كده ، بس فى حاجه مهمه ناقصه
نظرت له بترقب .
سيف بابتسامه :فين الحمام ده بقى أساسي
عضت شفتيها بخجل فقد نست أمر الحمام .
-ممكن تستعمل الحمام عندنا
سيف :بس كده هزعجكم ، اصل الحمام مش بمواعيد بصراحه
كده هقلقكم .
أميره بتذكر :بص مافيش مشكله عادى لو احتاجته بالنهار خبط علينا مافيش مشكله ، ولو بالليل اوى اصل تيته بتنام بدري ، فى المنطقه هنا مسجد ممكن تروح هناك وده مفتوح 24ساعه
هز راسه بتفهم استسلم لهذا الاقتراح ، استاذنته لتعود شقتها وتتركه بتلك الغرفه المتواضعه ..
احضرت بعض الطعام ودقت باب الغرفه ، فتحت لها بابتسامه عذبه تعلو ثغره :ليه كده تاعبه نفسك
اميره وهى تضع الصينيه أعلى المنضده :دى حاجه بسيطه ولا تعب ولا حاجه
، اسيبك بقى تاكل وتنام عشان ترتاح ، تصبح على خير
سيف بابتسامه :انا فعلا محتاج انام وارتاح يمكن اول مره من سنه انام بهدوء واحس بالراحه ،أنا مكنتش بعرف انام المده إللى فاتت .
وانتى من اهل الخير
نظرت له بحزن قبل ان تغادر غرفته ، والتوجه إلى شقتها .
دلفت الشقه واوصدتها برفق تخشي ان تستيقظ جدتها ، ودلفت لغرفتها ظلت تبكى بصمت إلى ان غفلت مكانها ..
**************
بعد ان أطمئن قلبه لرؤيه ابن عمه يبتسم براحه وهو ينظر له عن بعد ، يراقب كل تحركاته وانفعالات وجهه ، شعر بالراحه من اجله ، قاد سيارته عائدا إلى منزله بعد ان أطمئن على وجود سيف بأمان مع تلك الفتاه الطيبه الجدعه التى أصرت إلا تتركه وحيدا ، سوف تظل جانبه إلى أن تنتهى اذمته ...
*******
عاد ادراجه إلى منزله ، دلف بهدوء فقد تجاوزت الساعه الثانيه صباحا .
وجد المنزل هادئ لم يستمع لصوت التلفاز ، ظن انها نائمه الان ، توجهه لغرفته ، اراد ان يصالحها بسبب انفعاله عليها وان يتحدث معها بهدوء ويحاول اقناعها بتخليها عن متابعه حاله سامر .
دلف بهدوء وجد الغرفه مظلمه ، عندما اضاءها تفاجئ بعدم وجود زوجته .
ياسين باستغراب :هتكون راحه فين ، بحث عنها بارجاء الشقه ولم يجدها ، اغمض عينه بقوه وهو يركل رجله پغضب
معقول من اول نقاش بينا تسيب بتها كده ، اخرج هاتفه من جيب بنطاله وجده مغلق فقد نفذت بطاريته ، زفر بضيق والقاء جانبه ، جلس بالمقعد وارجع ظهرها للخلف بارهاق وحاول اغماض عيناه.ولكن جفاه النوم ، فزوجته حبيبته لم تعد جانبه ، تركته فى اول مواجهه بينهم ، فهو يخشى عليها بأن يصيبها مكروه بسبب ذلك المچرم او المړيض الغير مسئول عن افعاله أو تصرفاته ، وهى شخص عنيد لم يستسلم بسهوله ، فهو يعلمها جيدا منذ ان التقى بها ورغم رفضه العلاج النفسي الا ان اصرارها كان القوة ، واصبح الان اسيرها ، فقد أسرته بقلبها قبل ان يرا ملامح وجهها ، احبها بلا عشقها قبل رؤياها ، هى وحدها من عادت قلبه ينبض من جديد ....
***********
لم يغمض له جفن ، ظل يتقلب بالفراش وهو يتذكر الحديث الذى دار بينه هو وابنه عمه ، بخصوص مشاعره وطلبت منه أن يصبح عاشق معلوم الاسم ، وليس ان يظل عاشق مجهول ، عاشق الظلام ، فالحب والمشاعر النبيله الصادقه لابد وأن تظهر للعڼ ، تظهر بوضح النهار وليس التخفى ، عليه إظهار مشاعره الحقيقيه ، ليترك لها حريه الاختيار ، هل تقبل به أم ترفضه
هز راسه بنفي عندما وصل تفكيره بانها من الممكن أن ترفض حبه ومشاعره
يوسف باصرار:لا انا لازم اكسب قلبها ، أنا لازم اثبتلها حبي ، وأن صادق فعلا معاها .
اتخذ قرار جاد لإظهار مشاعره ''أن غدا لناظره قريب"
ابتسم بحب عندما وصل تفكيره لهذا الحد ، دثر نفسه بالفراش وهو يشعر بان هدفه أصبح قريب ولعليه السعي وراء تحقيقه ..
**************
اشرقت شمس الصباح تعلن عن بدايه يوم جديد ، منهما من يترك مشاعره ان تقوده ، ومنهما اراد ان يتمرد على حياته ، واخر قرار المصالحه مع النفس وتقبل حياته كما هى ،واخر قرر إعطاء فرصه لمواجه الحياه والتغلب على الضعف وعدم الاستسلام وكل منهما ينظرو لدنيا بمنظور مختلف ، لكل شخصا حياه وتفكير واساليب مختلفه عن الاخر ..
******
استيقظ عمار بنشاط. ، فقد استغرق ساعات من النوم وعندما فتح عيناه وجدها جانبه ، ابتسم بحب وقرب من وجنتها برقه وابتعد عنها وهو يتنهد ، شعرت هى بانفاسه نظرت إليه .
التقت اعينهم في حوار صامت ، فقط تنحدث لغه العيون .
كل منهما يشعر بالاشتياق للاخر وعيناه تفصح عن ما بداخلهم .
قطع الصمت عندما سألها بجديه :هى الساعه كام دلوقتي
نظرت بجوارها اعلى الكومود وتفقدت المنبه :،الساعه 9
عمار باستغراب :،9ايه بالليل
ابتسمت له برقه :،لا طبعا 9الصبح
عمار بجديه :يااا انا نمت كل ده ، هو انا مش قولت ساعه وتصحيني
ريم بتردد :اصل أنت صعبت عليا وكان شكلك مانمتش كويس ، سبتك براحتك بقى
نظر لها بشك :انتي متاكده ده السبب
ابتعدت عنه ونهضت من الفراش:هيكون ايه يعنى السبب غير كده ، أنا رايحه احضر الفطار
عمار :استني يا ريم
وقفت مكانها ونظرت له بترقب.وجدته ينهض من الفراش ويقترب منها ، اغمضت عيناها پخوف ، تخشى عقابه .
سحبها بهدوء واجلسها على الفراش وهو مازال ينظر لها باسف
-ريم فتحى عيونك عاوز اتكلم معاكي
ريم بحزن :عارفه هتقول ايه ، ان السبب فى كل حاجه ، أنا معترفه بغلطتي واعتذرتلك وندمت بجد على إللى حصل مني ، وانت مع ذلك مش طايق تبص فى وشي ومتعمد تجرحنى دايما ، كمان تعرف ان مابعرفش اطبخ وتعمدت تهني وتتبسط بفشلي ، حتى ماعرفتش اتصل بحبيبه ولا ماما اعرف منها الأكل بيتعمل ازاى ، أنت خبيت موبايلي ومُصر تحسسني بالفشل
انهمرت دموعها بغزارة :،ايوه انا فاشله وكمان كدابه ومش قد المسئوليه وانا هريحك مني خالص ، هنسحب من حياتك بهدوء
جحظت عيناه پصدمه واقترب منها جلس جانبها وضمھا لصدره بقوه
-انتى مجنونه تنسحبي من حياتي ، انتى كل حياتي يا ريم ، أنا ماليش غيرك. انتى امى واختى وصحبتي وبنتي وكل حاجه فى حياتي ، أنا قبلك كنت مش عايش اصلا حياتي كانت عباره عن شغل وبس ، انتى غيرتي حياتي ، ماانكرش ان زعلت منك عشان كنت رسمت حياه جديده وانا بتخيل ان بقيت أب وعندى عيله ، كنت فرحان اوى وفجاه الاحلام إللى رسمتها طلعت كذبه.كبيره ، كنت محتاج انسى يا ريم ، مااقدرتش ماازعلش ، وحبيت اديكي درس عشان ماتخبيش عني حاجه تاني ، حتى لو حاجه ممكن تدايقني او تزعلني لازم اعرف بيها ، وبعدين انا كنت محتاج وقت بس افكر صح وعمرى ما اقدر اتخلي عنك ولا ابعد عنك يا ريم انتى قلبي وكل حياتي ، ازاى بس تفكري كده
بكت بشده :ما انت متعمد تجرحني بكلامك وكمان تصرفاتك
عمار يمد يده ويمحى دموعها بانامله :بلاش دموعك دى بتوجعني ، أنا كنت بس برد واحد من عشره من إللى بتعمليه فيه ، صدقيني عارف ان زودتها معاكي امبارح اوى، بس بجد معدتي تعبتني واشتكت من الأكل الجاهز ، بصى انا هاكل من ايدك لو بيض وجبنه بس مش مهم ولو على تعليم الأكل ماحدش هيعلمك غيري انا هقف معاكي فى المطبخ واساعدك ، وهتحمل منك اى حاجه حتى لو حړقتي الأكل هاكله بردو، بس امبارح كنت راجع من الشغل مدايق من مشكله حصلت ، بسببها ممكن تقضي على اسمي وسمعه الچيم ، ڠصب عني ڠضبي طلع عليكي ، أنا آسف بجد حقك عليا
ابتسمت بخجل ، طبع رقيقه اعلى ونظر لها بحب :وحشتيني اوي اوي
ريم بابتسامه عانقته بقوه وهى تتشبث به :أنت اكتر ، واحشتني موووت
ابتعدت عنه بتسأل :مشكله ايه دى وعشان كده كنت عاوز ترجع الچيم
عمار بهدوء :ماتشغليش بالك
ريم باصرار :لا قولي فى ايه يمكن اقدر اساعدك. جربني مره من غير ماتستقل بيه ، وبعدين انت قولت بلاش نخبي حاجه عن بعض
عمار باسف :عمرى ماهقلل منك بعد كده ، امبارح كنت زعلان من نفسي اوى ان جرحتك بكلامي ، بس والله كنت هصالحك اول لم اصحي ، حتى دلوقتي لم طلبت منك تفضلي كنت هتاسفلك ونقعد نتكلم ونصارح بعض كل واحد ياللى جواه عشان نقفل صفحه الخصام بقى ونفكر فى إللى جاي ، صدقيني الأيام إللى فاتت عدت عليا كانها سنه
ريم بحزن :وانا والله كنت زعلانه من نفسي اوى وكنت بلوم نفسي مليون مره على تسرعي وتهورى واوعدك مش هخبي عنك حاجه تانيه خالص ، وعد بجد
قبل رأسها بحب :ربنا يخليك ليا
ابتعدت عنه ونظرت لعيناه :قولي بقى مشكله الشغل ايه
عمار بضيق :،كابتن هشام
ريم :ده إللى ماسك الچيم معاك
هز راسه بالإيجاب :،هو مسئول عن الچيم فى غيابي. بس مسئول عن الشباب ، فى اكتر من شكوه ان بيدايق البنات
ريم بعدم فهم :بيدايقهم ازاى
عمار بجديه :،بيدايقهم يا ريم ، يعنى پيتحرش بيهم
شهقت پصدمه ووضعت يدها على فمها
اكمل عمار حديثه بأسى :ومش بس كده ، مصور بنات كمان وبيستغلهم ، أنا ماصدقتش إللى سمعته. انا مصډوم فيه بجد ماتوقعش منه كده ، كنت فاكره صاحبي طلع واطى وندل ومابيرعيش اكل عيشه ، ممكن اخسر سمعه الچيم بسببه
ريم بحزن :معاك حق ، مشكله جامده ، طب هتعمل ايه لازم ترفده
عمار بضيق :هيحصل بس لازم اجيب حق البنات الأول ، دول اتصور فى مكاني يعنى انا مسئول ارجع حقهم وواعتذرلهم على اى تجاوز حصل
ريم بجديه :،بس صورهم ازاى مش فى صاله مغلقه للبنات وكمان مدربه هى إللى مسئوله عنهم
عمار باهتمام :ما ده إللى مجنني صاله البنات منفصله عن الشباب وممنوع دخول شباب عندهم ، إلا بقى لو حد جوه الصاله.ساعده. اكيد فى بنت ساعدته وهى إللى صورت.
لازم.اعرف مين
ريم :وانا معاك هقدر اساعدك
عمار :ازاى
ريم بجديه :بلاش تعرف هشام انك عرفت حاجه دلوقتي لم نمسك دليل ادانته وهى البنت إللى بتساعده. اتصرف عادي كأن شيا لم يكن ، وأنا هاجى معاك صاله البنات ومحدش يعرف أن مراتك ، كأني بدرب هناك عادي وانا بقى هراقب كل التحركات هناك وهعرف مين إللى بيعمل كده وساعتها نتكلم معاها وتواجه هشام بيها
عمار :ده ايه العقل ده ، تفكير سليم يا قلبي ، بس تخلي بالك واياكي تلبسي حاجه ملفته ولا تقلعي حجابك
ريم بغمزه :لا اطمن انا هراقب بس من بعيد
ابتسم بحب :متجوز المفتش كرومبو يا ناس
ريم :طبعا انت مستقل بيه. انا لم بفكر بجد بطلع بأفكار مذهله هههه
عمار بنظرات.مليء بالحب والشوق :سيبك من كل ده بقولك واحشتيني ، هو انا مواحشتكيش
ابتسمت له بحب :واحشتني طبعا
اقترب منها يضمها لصدره بقوه، فقد اشتاق لها طوال الأيام الماضيه ..
************••***
اما عن يوسف قرر أن يرسل إليها هذه المره اعتراف بحبه ولكن دون اسمه ، يريد ان يستحوذ على تفكيرها ويشغل.قلبها وعقلها أو لا ثم يعترف بشخصه...
انتقى علبه الشوكولا ووضع الرساله داخلها وقرر أن يصلها هو بنفسه هذه المره ليتاكد من استلامها ..
**********
جفاه النوم ولم يشعر بالراحه مطلقا ، وعندما بزغ طلوع الشمس ، توجه للمرحاض لاخذ حمام بارد وانعاش جسده المرهق من اثر قضاء الليل باكمله جالس على المقعد ، وعندما انتهى من حمامه ، خرج بنتقى لنفسه ملابس يرتديها .
ارتدى قميصه الاسود وبنطال ابيض ومشط شعره ونثر عطره ، ونظر لمكانها الخاوى ، تنهد بحزن .
ترك المنزل واستقل سيارته متوجهه إلى منزل والدتها ، ليتفقد وضعها ويعاتبها على تركها منزلها...
********
حمل علبه الشوكولا وصعد إلى حيث شقتها ، ضغط زر الجرس وترك العلبه أمام باب الشقه ، واختفى عن الأنظار ، فضل ان يراقب الأمر من بعيد ، فقد صعد دراجات السلم وتوار عن انظارها .
وجدها تفتح الباب وتنظر حولها باستغراب فلم تجد أحد ، نظرت عند قدمها وجدت هذه المره علبه الشوكولا بدون يد تحملها ، انحت تمسك بها وتنظر للفراغ لتتاكد من عدم وجود أحد ، ودلفت شقتها مره اخرة وانتابها الفضول لمعرفه من الشخص الخفي الذي يرسل لها كل يوم شيء .
فتحت العلبه بهدوء والتقطت الرساله وبدءت فى قراءه كلماته .
(تمر الأيام أنتظر سماع صوتك، تمرالأيام وأتمنى لقاءكِ
، ويمرالعمر وأنا أحبك.،. أنتظر اللحظة التي أبحث فيها عن صدرك ليضمّ رأسي ، فقد أغرمت بكى حد الجنون يا معذبه قلبي الحنون )عاشقك المجهول
فرح بتنهيده :مين بقى العاشق المجهول ده ، هو انا كنت ناقصه حيره .
***********
صدع رنين جرس المنزل ، نهضت من جانب والدتها واغلقت الباب خلفها بهدوء ، توجهت الي حيث الباب لتفتحه .
تفاجئت بوجوده امامها ، نظرت له باعين ذابله ، حزينه من أثر البكاء ، يبدو أنها أيضا لم تنم ليله أمس
نطقت اسمه بنبره حزينه منكسره :ياسين ، اتفضل
ظل واقفا مكانه ينظر لها ويتفحص ملامحها الحزينه ، تحدث بعتاب قبل ان يدلف للداخل
-بتسيبي بيتك ليه يا حبيبه ، معقول من اول خلاف بينا تسيبي بيتك وتمشي من غير حتى ما اعرف
نظرت له پصدمه فقد ظن انها تركت المنزل بسبب الحديث الذي دار بينهم...
.......
الفصل الرابع عشر
قلوب حائره
بقلم/فاطمه الألفي
نظرت له پصدمه فقد ظن انها تركت المنزل بسبب الحديث الذي دار بينهم...
ابتلعت ريقها بتوتر وكادت ان تخبره لماذا أتت إلى منزل والدتها ، ولكن قطع حديثهم زوج والدتها .
أقترب فاروق بتسأل :مين يا حبيبه
وجد ياسين امامه ، ابتسم له وهو يرحب به :
-أهلا يابني اتفضل ، واقف على الباب كده ليه ، ايه يا حبيبه مش هدخلي جوزك ولا ايه هههه
ابتسم ياسين بود واقترب منه يصافحه وسارا معه إتجاه غرفه الصالون
فاروق باسف : معلش يابني خدنا منك مراتك ، بس الحمد لله ناديه بقت احسن دلوقتي وتقدر حبيبه تروح معاك وتطمن انا موجود معاها
شعر ياسين بالصدمه فلم يتوقع أنها تركت المنزل من أجل مرض والدتها ، شعر بالخجل من نفسه على سوء الفهم ، فقد اخطئ بالحكم عليها وظن انها تركته من أجل الخلاف الذى دار بينهم ، نظر لها باسف .
لمح الحزن بعيناها الذابله من قله النوم، انطفى بريق عيناها وسحره الرمادي ، اصبحت كالغيوم التى تخفى جمال السماء
عندما تفهم الأمر نظر لفاروق بجديه :الف سلامه على طنط هى عامله ايه دلوقتي
فاروق :الحمد لله احسن بكتير ، بقولك ايه تشرب شاي معايا
ابتسم له :اشرب طبعا
وقفت حبيبه لتذهب وتعد الشاي ولكن رفض فاروق وتركها مع زوجها ودلف هو لداخل المطبخ ليعد الشاي بنفسه .
*********
نهض من مجلسه واقترب من الاريكه التى تجلس عليها ، وجلس جانبها تطلع لوجهه بحب :ايه إللى حصل
انهمرت دموعها وعانقته بشده ، شدد هو فى احتضانها وهو يشعر بالحزن من أجلها ، ظل يربت على ظهرها بحنو ، يحاول أن يهدئها: اهدي بقى ، عشان خاطري ماتبكيش
تحدثت.من بين شهقاتها.: انا مش هقدر اتحمل خساره ماما ، أنا مصدقت انها بقت موجوده فى حياتي ، أنا عرفت قد ايه انا كنت انانيه، عشان زعلانه انها اتجوزت بعد بابا، ماما لو مش عموفاروق كان جنبها مش عارفه كان حصل ايه .
ياسين :ماما كويسه دلوقتي ، ممكن تبطلي عياط ، حرام عليكي عيونك بقت لون الډم ولو طنط شافتك كده هتدايق عشانك
احتضن وجهها بكفيه وهو يحاول محو دموعها ويخفف.عنها :
-احكيلي إللى حصل.
حبيبه بتنهيده الم :اتصلت بماما لم تأخرت ، كانت قالت كده انها هتزونى ، لم اتصلت بيها عمو فاروق رد عليه وبلغني انها تعبانه ، حاولت اتصل بيك ، بس كان موبايلك مقفول
ياسين.بضيق :كان فاصل شحن وماخدش بالي منه غير لم روحت البيت ومالقتكيش موجوده.كنت هتجنن ازاى تسيبي بيتك.
حقك عليا اسف ان فكرت كده ، بس ده إللى وصلي فكرتك زعلتي مني وسبتيني وسبتي بيتك
حبيبه.بحزن.:انا كمان.أسفه.عشان انت.مش اى حد.، انت اهم حد.بالنسبالي ، جوزى وسندى وضلى وحبيبي وصاحبي ربنا ما يحرمني من وجودك في حياتي
ضمھا لصدره بحب :ربنا يديمك نعمه فى حياتي ، هنتكلم فى سبب الخلاف ده بعدين فى بيتنا ، المهم دلوقتي صحه ماما
حبيبه بحزن :نسيت تاخد الانسولين والسكر علي عليها وحصلها إغماء لولا ستر ربنا ووجود عمى فاروق مش عارفه كان حصل ايه ، الحمد لله الدكتور جى وطمنا عليها ، بس ماينفعش تفوت جرعه الانسولين
ياسين :ان شاء الله خير ، ربنا يشفيها ، ينفع اطمن عليها دلوقتي ولا نايمه
حبيبه :لا نايمه دلوقتي
ياسين :مش مهم ، هبق اعدى عليكى بعد الشغل واطمن عليها ، وانتى خليكي جنبها لم تتحسن خالص ، مافيش مشكله ، بس خلى بالك من نفسك ومن طنط
حضر فاروق فى ذلك الوقت ونظر له بامتنان :مش عارف اقولك ايه يا بني ، بس بجد ناديه الحمد لله احسن وأنا جنبها ماتقلقوش ، تقدر حبيبه تروح لبيتها
حبيبه تتصنع الحزن :هو حضرتك هتدايق من وجودي لو هتدايق خلاص همشي
فاروق بجديه :لا يا حبيبتي انتى منورانا طبعا ، بس حرام ناخدك من جوزك وانتو لسه عرسان جداد وانا هنا موجود مع ماما يعنى تطمني عليها
حبيبه بابتسامه.:بس جوزى راضي
ابتسم لها :هو صعب ابعد عنك ، بس راضي عشان خاطر عيونك وعيون طنط ، ربنا يطمنكم عليها
نهض من مجلسه :انا لازم امشى عندى شغل ، وأن شاء الله هعدي عليكم اطمن على طنط
فاروق.:ربنا يعينك يا بني ، البيت بيتك تشرف وفي أي وقت
قبل رأسها بحب قبل ان يغادر المنزل وهمس لها برقه :هتوحشيني ، خلى بالك من نفسك ولو احتاجتي لحاجه كلميني ماشي
حبيبه بابتسامه :حاضر ، خلى بالك من نفسك وسوق على مهلك
ياسين بغمزه :حاضر يا عيوني
استقل سيارته قادها إلى حيث شركته لمتابعه عمله ، ولكن ظل باله مشغول بسبب زوجته الحبيبه ..
*********
استمع لصوت طرقات الباب ، فتح عيناه بتكاسل ونهض من الفراش .
توجه إلى الباب لفتحه ، لتتسع عيناه بجحوظ وهى تتطلع لهيئته المذريه ، فقد كان غير مهندب كما تراه دائما وشعره اشعس .
عندما سمع ضحكتها التوى ثغره باستنكار ووضع يده خلف عنقه ليدلكها وهو ينظر ببلاهه .
أميره بضحكه خافته :أسفه ، شكلي صحيتك
سيف بابتسامه :لا عادى ، اتفضلي
دلفت لداخل الغرفه وهى تضع صينيه الافطار أعلى الطاوله
سيف باحراج :انتي ليه تاعبه نفسك ، مش معقول كل شويا تدخلي بأكل
أميره بابتسامه :ايه مش عاوز يكون بينا عيش وملح
سيف :على اساس انك بتاكلي معايا ، انتى بتسبيني اكل لوحدي
أميره بخجل :انا فطرت مع تيته ، بس عشان متزعلش هفطر معاك كمان
سيف بجديه :قوليلي بقى كنتي بتضحكي على ايه اول لم شوفتيني ، شكلي وحش وانا لسه صاحي من النوم مش كده
هزت رأسها بتوتر :لا لا أبدأ
ابتسم سيف بود وارسل لها غمزه بعينيه اليسرى :اصبري بس لم اخد شاور وهبق فله شمعه منوره وهسترد هيبتي ههههه
ضحكت برقه :عاوز الحمام اكيد
سيف بشرود.:ضحكتك حلوه اووى
تورد وجهها بالخجل وسارت امامه وهى تخبره أن يأتي خلفها ليتوجها إلى شقتها ليدلف للمرحاض .
سار خلفها وهو يحمل على كتفه ثيابه والمنشفه خاصته ..
بعد الانتهاء من حمامه وارتداء ملابسه ، خرج لينصدم برؤيه جدتها .
تسمر مكانه ونظر لها بخجل.
تفحصت هى هيئته عن كسب وحدثته بجديه :أنت بقى سيف
ابتلع ريقه وهو يجيبها بقلق :ايوه انا
زينب :طب تعالى اقعد جنبي هنا على الكنبه واقف ليه
اقترب منها وجلس بجوارها كما طلبت .
أتت أميره من المطبخ وهى تضع كوبان من الشاي
أميره :دى تيته زينب ، وده المهندس سيف إللى حكيتلك عنه يا تيته
زينب :أهلا بابني ، البت دى مابتخبيش حاجه عنى ، وماتاخذنيش يعنى فى السؤال أنت مبطل فعلا الهباب ده إللى بيبوظ عقولكم
نكث رأسه أرضا :اطمني حضرتك انا اتعلجت خلاص ولو وجودي هيدايق حضرتك انا همشي فورا
وقف مستعد للرحيل ، نظرت اميره لجدتها بأعين دامعه .
تحدثت زينب بنبره حانيه :اقعد يا بني انا ماقولتش تمشي وبعدين لو كنت رافضه وجودك من الاول ماكنتش دخلت بيتي
شعر بالارتياح وجلس جانبها مره اخرى .
نظرت هى لحفيدتها :يلا قومي شوفي هتطبخي ايه وسيف هيتغدا معانا
شعر بالود والالفه وهو جالس مع الجده ، فقد كانت تتحدث بطيبه قلب
زينب :قولي بابني كنت بتشتغل ايه
سيف :مهندس ديكور
زينب.:يعنى ايه بردو مش فاهمه
سيف بجديه :يعنى مسئول عن تصميم العفش وكل حاجه فى الشقه ، دهان الوان الحائط والعفش ، كمان برسم بنفسي التصميم إللى انا عاوزه والعمال يشتغلوه
زينب :نقاش يعني ، ماتقول كده من الصبح
ابتسم على طيبتها وساورها بالحديث : همس بصوت خاڤت نقاش دى اخرتها يا سيف
زينب :بتقول ايه
سيف.:ايوه يا تيته نقاش ههه
زينب :لا قولي زوزو احسن
سيف بابتسامه :حاضر يا زوزو إللى تشوفيه
زينب بجديه :كويس اوى أنت بقى هتاخد البيت ده وشين بويه ، اصلا من ايام المرحوم والدهان مااتغيرش
جحظت عيناه پصدمه ، اتت أميره فى ذلك الوقت واستمعت لحديث جدتها
أميره بتدخل :ماتخدش فى باله تيته بتهزر
زينب بجديه :لا يا عين ستك انا بتكلم بجد وههزر ليه
سيف بضحكه هادئه :خلاص يا زوزو إللى انتى عاوزه هعمله
اميره باستغراب :زوزو
سيف :طبعا احنا بقينا أصحاب
ظلت تتحدث معه بعده امور وهو يستمع لها دون أن يمل ، كانت ترسم البسمه على محياه ، شعر بالحنين والدفئ العائلي بجانب هذه الوقور طيبه القلب تغمده بالمشاعر الذى افتقد لها طوال عمره ، فلم يشعر يوما بحنيه والدته ولا تقربها اليه ، كانت دائما البعد عنه ولا تكترث لوجوده .
تنهد بحزن وهو يتذكر الماضي الأليم ، فقد كان يشعر بحنو زوجه عمه وكانت تهتم لوجوده أكثر من والدته ، كانت تبتسم لوجهه وتضمه لصدرها بحنان الام وهى تبارك نجاحه او تهنئة بعيد مولده ، وتعطيه هديته ، كانت تعامله كابنها الثالث ..
انسابت دمعه حارقه على وجنته وهو يتذكر الماضي ومعامله ياسين له كان مثابه الشقيق الأكبر والسند دائما يقف بظهره ، إلى أن دخل الحب قلبه واصبح لن يرا سوا محبوبته ، بذلك سبب الحب خسر عائلته ، خسر حبه وخسر نفسه ايضا واصبح قلبه محمل بالعداوه والكرهيه فقط ، فقد سيطر الشيطان على عقله تماما وجعله مغيب ، لا يرا غير الاڼتقام ..
***٠•••********
جلست بجانب والدتها وهى ټحتضنها بقوه ، تخشى فقدانها ، فلم تتحمل فراقها .
ربتت ناديه على ظهر ابنتها بحنان :اطمني يا قلبي انا بخير الحمد لله
ابتعدت عن احضانها ؛ربنا يخليكي لينا ، ممكن ماتنسيش تاخدى الانسولين تاني ، تهتمي بصحتك اكتر من كده
فاروق بابتسامة :انا إللى بعد كده هديكي العلاج بنفسي عشان اتاكد انك مش ناسيه
ابتسمت له بحب :خلاص بقى الحمد لله جت سليمه ، وانتى يا قلبي روحى بيت جوزك ، انتى بايته من امبارح ، ومانمتيش حتى فضلتي طول الليل جنبي ، أنا بقيت الحمد لله بفضل ربنا كويسه ومش حاسه بأي تعب
زمت.شفتيها بزعل طفولي :يعنى بتطرديني يا ماما
ضمتها ناديه بحنيه :انا اقدر يا روح قلبي ، بس حرام تسيبي جوزك ينام لوحده ، ده انتو لسه فى شهر العسل
حبيبه :انا راضيه عادي هههه كمان ياسين موافق ، المهم عندي صحتك ، أنا هعملك خضار سوتيه وأحضر الأكل ، عن اذنكم ..
تركت والدتها وزوجها وتوجهت إلى المطبخ لتعد طعام الغداء ..
*************
كان منصب كل تركيزه على المشروع الذى امامه ، ويضع خطوط معينه لاختيار الالوان التى سوف يستخدمها ، وفجاه قطع تركيزه رنين هاتفه ..
اجاب بلهفه ، فقد كان المتصل صديق عمره ورفيق دربه« مجد »
-مجد حبيبي ليك شوقه
على الجانب الآخر فى المانيا
كان يجلس بمنزله ويحمل صغيره بين احضانه وقرر أن يهاتف صديقه ليطمئن على وضعه .
مجد :حبيبي انتي يا سينو واحشتني يا جدع
ياسين بابتسامه.:وانت كمان يا صاحبي ، طمني عن أحوالك
مجد :الحمد لله كله تمام اعريس ، انت اخبار الجواز ايه
ياسين بقهقه عاليه :الحمد لله كله تمام ، قولي الكتكوت الصغير عامل ايه واحشني جدا ونفسي اشوفه
مجد :اهو فى حضڼي دلوقتي وهو بخير ، ماانا متصل بيك عشان كده ، أنا ماعرفتش احضر فرحك عشان تماره كانت لسه والده ، أنا بقى عازمك هنا على اسبوعين عسل تقضي معانا اسبوعين نشوف بعض ونتفسح ونعيش لينا يومين ايه رايك
ياسين بجديه :أنت عارف ظروف الشغل ، كله فوق دماغي ، كمان كنت غايب عنه فتره ، بص انا هحاول اظبط امورى واشوف رائي حبيبه ايه واكلمك نتفق
مجد :تمام يا حبيبي هستني منك تليفون ، عشان اظبط لك التأشيرة
ياسين :ماشي يا ابو ياسين ، اشوفك على خير
مجد : سلملي على حبيبه ، مستنيكم هاا مش تتأخر عليا فى الرد
ياسين بجديه:والله هخلص التعاقدات المهمه ومش هتاخر عليك حاضر
مجد.:فى رعايه الله يا صاحبي
اغلق الهاتف مع صديقه وهو يبتسم بسعاده من أجل رفيقه.، كان يخشي عليه بعد ما حدث معه فى الاونه الاخيره وفقدان زوجته ، ظن انها لم يعاود للحياه من جديد ، ولكن شاءت الأقدار وتبدلت حياته واصبح للامل نصيب فى حياته ، عاد للحياه بامل جديد ، عاد قلبه ينبض ويعشق من جديد ، تنهد بارتياح وهو يتمنى من الله ان تديم سعاده صديقه وان يعوضه الله خيرا عن ما مر به من معاناه ...
**٠**•******
اكمل متابعه عمله بعد ان انتهى من الحديث مع صديقه ، وقرر أن يذهب ليطمن على والده زوجته بعد انتهاء العمل .
*********٠*
داخل شركه الشامي .
ابتسم بسعاده وهو يتذكر ملامحها ، نظر لصورتها داخل محفظته بهيام وهو يتحدث معها وكانها امامه .
-اه لو تعرفي بحبك قد ايه ، مشتاق لشوفتك ، حاسس بقالي سنين ماشوفتكيش ، هانت انتى راجعه بكره الشركه وهحاول اختبرك كده فى مشاعرك .
اوبا نسيت اتصل بحبيبه عشان اعتذرلها وأعرف قررت ايه ، ربنا يستر ويكون ياسين مش دايقها .
هاتفها واعتذر لها وهى تقبلت الأمر وانهت الحوار الذى يخص سامر وساورته فى موضوع عشقه لفرح .
أصرت على أن يخبرها بمشاعره ولم ينتظر أكثر من ذلك ، طمئنها انه فى طريقه للمصارحه ، انهى الحديث معها وتابع عمله ...
دلفت مكتبه بلهفه وهى تخبره باصابه احدى العاملين بموقع البناء ،
هبه :الحق يا افندم ، المهندس غالي وقع من على السقاله فى موقع مدينه نصر
المهندس شريف هو إللى بلغني وهم فى المستشفي دلوقتي
نهض من مجلسه على الفور واسرع فى خطواته ، وهو يهاتف شريف ليعلم ما الأمر وما مدا اصابته .
**************
استقل سيارته وتوجهه إلى المشفى ليتفقد وضع المهندس المصاپ أثناء العمل ..
بعد مرور ساعه صفا سيارته امام المشفى ..
ترجل على الفور وسار فى اتجاهه لدخوله المشفي وهو يبحث عن مكان وجده ، استعلم من الاستقبال عن حاله الاصابه وتوجهه إلى الغرفه التى اخبرته بها فتاه الاستقبال ..
طرق باب الغرفه ودلف لداخلها وهو ينتابه القلق والخۏف من اصابه ذلك المهندس ، يخشي أن تكون حالته حرجه وان يكون تاذه بشده ، سوف يحمل نفسه ذنب ذلك المهندس اذا اصابه مكروه .
يوسف بقلق :مساء الخير ، طمني يا شريف ، المهندس غالي حالته ايه
شريف :مساء الخير يا مستر يوسف ، اطمن الحمد لله بخير هو كسر فى ايده واتجبر وكدمات فى الرجل ، الحمد لله جت سليمه
يوسف بارتياح :الحمد لله ، بس ايه إللى حصل بالظبط
شريف بجديه :هو كان مشرف على موقع مدينه نصر ، هو قام باول طابق وكان على السقاله بيشرف على الموقع ويطمن من كل حاجه تمام ، فجأه سقط من على السقاله.، تقريبا حصله هبوط مفاجئ وانا كنت بالصدفه رايح اخد رائيه فى تصميم بخصوص.تعديل كده فى التصميم وحصل كل ده فى لحظه والحمد لله أنه وقع من الطابق الاول واللى كان هتبق الاصابه اقوى الحمد لله قدر ولطف
يوسف :الحمد لله المهم يبق بخير
ظل يوسف جانبه إلى أن افاق واسترد وعيه :
حمدلله على سلامتك يا بشمهندس
غالى بتعب :الله يسلمك.يا مستر يوسف
يوسف :بعد كده تخلي بالك من صحتك كويس ولو حسيت بتعب بلاش تضغط على نفسك وتنزل وتباشر الشغل فى الموقع
غالي بتعب :الحمد لله جت سليمه ، فجأه حسيت بدوخه وماقدرتش الحق نفسي
انا اسف بخصوص المشروع الجديد ، فيلا خالد حداد ، بوضعي ده مش هقدر انفذ التصميم وهم محددين يستلموها بعد 3شهور
يوسف بجديه :ماتشغلش بالك المهم تقوملنا بالسلامه ، وأنا هتصرف فى تصميم الفيلا ماتقلقش
اطمن انت بس وارتاح فى البيت الفتره إللى الدكتور محددها ، طبعا مرتبك ماشي وانا هشوف الدكتور تقدر تروح ترتاح فى بيتك ولا تفضل هنا عشان نطمن عليك
غالى بامتنان :مافيش داعى لكل ده
يوسف بجديه :هاشوف الدكتور وراجعلك
تحدث مع الطبيب المعالج واخبره بحالته وعليه أن يلتزم الراحه شهر ونصف. ، واذن له بالخروج من المشفى ، دفع يوسف تكلفه المشفى اصطحب غالي ليقله إلى منزله وعندما أطمئن عليه استقل سيارته عائدا إلى شركته ..
****٠••*******
ترجلت من سياره زوجها ودلفت أولا لداخل الچيم ، صفا هو السياره ولحق بها ، ليتم المتفق عليه ، ارادت ان تساعده وتكشف له حقيقه ذلك المدرب ومن التى تساعده ليبتز الفتايات ..
صعدت الطابق الثاني الذى يخص الفتايات ودلفت صاله الالعاب الرياضية ..
استقبلتها فتاه ترتدى ملابس رياضيه
-هاي أنا مارينا
ابتسمت لها ريم بود :وانا ريم
مارينا.:اول مره تيجي هنا
ريم بجديه :ايوه فعلا اول مره
مارينا :طب هتفضلي متكتفه كده ماتغيري هدومك ، اطمني احنا كلنا بنات مافيش قلق يعني
نظرت لها ريم بريبه وظلت تتفحص هيئه تلك الفتاه وانتابها القلق عندما اصرت عليها بتبديل ملابسها ، إذا ما شأنها ، ولماذا تصر على ذلك وهى لا تعرفها من الأساس.
انتابها الشك اتجاه تلك الفتاه وفضلت ان تسايرها وتجاريها بالحديث .
ريم بضيق :بس انا نسيت ترينج التدريب ، مش مهم انا هفضل زى ماانا
مارينا بابتسامه :معقول جايا چيم ونسيتي هدوم الرياضه
ريم :عادى بتحصل هههه ، اصلا كنت محتاجه اشوف هعمل ايه الاول ، يعنى حابه العب رياضه ، ولا ادرب يوجا ولا ايروبكس لسه مش مقرره
مارينا بابتسامه : طبعا ايروبكس ده بيخليكي تعيشي حياتك بيخرجك من اى مود ، لو حزينه او مكتئبه الايروبكس هو الحل ، بتحسي بسعاده وانتى طايره فى الحركات ، وكمان بيساعد على الحړق
ريم :وماله نجرب
ابتعدت عن تلك الفتاه المتطفله وراقبت الموقف عن بعد ....
*****٠*••*****
كانت تجلس برفقه صغيرتها وهى تقرأ الرسائل الغامضة وتعيد قراءتها مره اخرى ، تحاول تخمين من هو العاشق المجهول ، الذي يرسل لها دائما خلال الأيام الاخيره شوكولا ورسائل تعبر عن مشاعره اتجاهها ، واثناء شرودها جاءها اتصال هاتفي .
فرح :الو ، إزيك يا هبه
هبه بجديه :إزيك يا فروحه ، عامله ايه
فرح :الحمد لله بخير ، انتى اخبارك
هبه بضيق :الشركه وحشه من غيرك ، انتى هتيجى امته
فرح بجديه :بكره ان شاء الله ، مال صوتك شكلك مدايق ، هو مستر يوسف مزعلك ولا ايه
هبه بجديه :لا والله مستر يوسف مابيزعلش حد هنا بالعكس بيعاملنا باحترام وكأننا عيله واحده ، بس حصل مشكله مدايقانا كلنا
فرح بقلق :خير حصل ايه
قصت عليها الاصابه التى تعرض لها المهندس غالي ، وعوده يوسف من المشفى وهو يشعر بالحزن بسبب الذي حدث .
شعرت فرح ايضا بالحزن من أجل هذا المهندس الوقور فقد كان مثابه الاخ الاكبر ، الذى تدربت على يده عندما أتت لتلك الشركه ، هو الذى ساندها فى محنتها أثناء وفاه والدها ، اغلقت الهاتف بحزن .
قررت أن تذهب لزيارته وعليها الآن ان ترد الجميل على ما فعله من أجلها ..
ولكن لا تستطيع أن تذهب اليوم عليها الانتظار للغد من اجل شقيقتها الصغرى ، عندما تاتى المربيه صفاء تمكت معها ، سوف تذهب لزيارته والعوده إلى عملها ...
******٠***********
انتهى من عمله واستقل سيارته متوجها إلى منزل والده زوجته ليطمئن عليها ويرا محبوبته ..
وخلال نصف ساعة كان يقف أمام باب الشقه ويضغط زر الجرس ..
كانت بالمطبخ تعد الطعام وعندما استمعت لرنين باب المنزل ، اسرعت لتفتح له ، فهى تعلم أنه زوجها الحبيب .
فتحت الباب والابتسامه تعلو ثغرها ، بادلها بابتسامه حب واقترب منها يقبل وجنتها :
-واحشتيني
ابتسم له برقه :وانت كمان ، اتفضل ادخل هتفضل واقف ولا ايه
دلف لداخل الصالون وهو ينظر لها بهيام :تعرفي ان ماعرفتش انام فى البيت وانتى مش فيه
حبيبه بخجل :انا كمان مانمتش بقالي يومين
اتت والدتها ورحبت به ، قبلها ياسين وامسك بيدها لتجلس جانبه
-سلامتك يا طنط ، عامله ايه دلوقتي
ناديه :الحمد لله يا حبيبي
رحب به فاروق ايضا وجلس يتحدث معه بامور عده ، توجهت هى لاعداد الطعام ...
وعندما انتهت من تحضير مائده الطعام ، جلسو جميعا يتناولو فى جو من المحبه والالفه .
اصرت ناديه بأن تعود لمنزلها برفقه زوجها واخبرتها أنها أصبحت بصحه جيده ، انصاغت حبيبه لاصرار والدتها وودعتها وهى تخبرها بانها سوف تاتي إليها فى الغد لتطمئن على صحتها ..
********
عادت برفقه زوجها منزلها وهى تشعر بالارهاق ، والتعب بسبب عدم النوم .
شعر هو بتعبها حملها على حين غفله وهو يبتسم لها بحب
شهقت پصدمه ، ارسل إليها غمزته المعتاده
-شكلك تعبان هشيلك اوصلك لسريرك بنفسي
ابتسم له بحب وعانقته :مش زعلان مني
نظر لها طويلا وزفر بضيق .....
******
الفصل الخامس عشر
قلوب حائره
ابتسمت له بحب وعانقته :مش زعلان مني
نظر لها طويلا وزفر بضيق .....
إيه رأيك تنامي دلوقتي وبكره نتكلم ، انتى مرهقه وتعبانه من قله النوم وانا كمان محتاج انام مش هركز فى الكلام دلوقتي
اومت له برأسها قبلت وجنته برقه :تصبح على خير
ياسين :وانتى من اهل الخير يا قلبي
ابدل ملابسه ودثر نفسه جانبها بالفراش ، ضمھا لصدره فقد اشتاق لقربها ، اشتاق لاحضانها ، اغمض عيناه بتعب وفى غصون دقائق كان الاثنان يغط بنوم هانئ ، خالي البال ...
************
ابلغ سكرتريته الخاصه بأن تضع إعلان لطلب مهندسين جدد.
يوسف بجديه :هبه من فضلك تعملي إعلان وتطلبي مهندسين فى مجال التصميم ، ومهندسين موقع ، وممكن حديث التخرج عادي ، مش لازم يعنى كفائه ولا خبره ، شباب ، بنات ، كمان العمر مش مهم زى ماقولتك ، حتى الخرجين الجداد من حقهم فرصه
هبه :تحت امرك يا افندم ، أنا هنزل الإعلان من دلوقتي
يوسف :خدى بالك يتحدد ميعاد الانترفيو خلال يومين بالكتير ، انامحتاج مهندسين فى الشركه ، تغطى ، الشغل كتير اوى ومحتاجين عماله زياده ، مش معقول مهندسين الشركه نضغط عليهم ونزود حملهم كفايه كل مهندس ولا مهندسه ماسك مشروع واتنين
هبه بجديه :معاك حق يا مستر يوسف ، وانا هكتبه واعرضه على حضرتك الاول
يوسف بجديه :مافيش وقت يا هبه ، اكتبيه ونزليه أنا مش معترض ولا عندى تحفظ على حاجه ، وهختار انسبهم طبعا
هبه :تمام ، بعد اذن حضرتك
يوسف :انتى اتأخرتي فى الشركه ، بعد لم تنزلي الاعلان ، روحي اسف اخرتك انهارده
هبه بابتسامة ود :دة شغلي يا افندم ومافيش اى مشكله ولا تأخرت ساعه زياده
يوسف بابتسامه :إن شاء الله مش هاخرك تاني ، مش عاوزين الباشا يزعل
هبه باستغراب :الباشا مين
يوسف :اكيد جوزك عندك باشا غيره
ابتسمت بخجل :لا طبعا ، احمد بيقدر ظروف شغلي
يوسف بجديه :كويس اوى ، يلا بقى كفايه تأخير اكتر من كده
غادرت مكتبه واسرعت تجلس أمام مكتبها ، وبدءت فى كتابه الاعلان ورفعه على جميع مواقع التواصل الاجتماعي ....
***********
كان يشعر بالاختناق بسبب وحدته ، يشعر بملل ، اراد فك هذا الملل ، خرج من غرفته البسيطه وتوجهه إلى شقتها ، يريد ان يتحدث معها ، فقد مل من وجوده وحيدا ، ولم يستطيع أن ينام ..
وقف أمام باب شقتها وطرق الباب بصوت خاڤت ، يعلم أن جدتها تنام مبكرا ولا يريد اقلاق منامها ..
استمعت لصوت طرقات الباب ، ارتدت حجابها وذهبت لترا من الطارق ..
أميره بابتسامة :ايه عاوز الحمام
سيف بضيق :لا حمام ايه ، أنا عاوز اتكلم معاكي ، مخڼوق
اميره بقلق :دلوقتي مش هينفع خالص
سيف بحزن :خلاص ادخلى نامي ، أنا أسف ان ازعجتك
شعرت بوخزه داخل صدرها عندما وجدت الحزن البادى على ملامح وجهها
-سيف استني مافيش ازعاج ولا حاجه ، بس انت عارف الوقت متاخر واخاڤ حد يشوفنا مع بعض واتفهم غلط
سيف باحراج :عندك حق فعلا ، أنا بكرر أسفي ، تصبحي على خير
تنهدت بحزن ولم تستطيع تركه ، لذلك قررت
-مافيش داعي للاسف ، بص شايف السلم ده
نظر إلى حيث تشير بيدها :ايوه ماله السلم
اميره بابتسامه :ابدا هتطلع عليه لحد السطح ، استناني وانا هعمل كوبيتين شاي واحصلك عشان نتكلم ماشي
ارتسمت البسمه على محياه :ماشي هستناكي اوعى تتاخري
هزت رأسها بالنفي ، ودلفت لداخل شقتها وهى تتنهد پألم ، وتضع يدها مكان قلبها الذى يزداد دقاته فى وجود ذلك السيف ، تنهدت بأسى :
اهدي يا قلبي ، هو مش من توبي ولا انا من توبه ، ومسيره يرجع لاهله ..
٠••••••••••••
اما عن عمار فقد جاء موعد مغادرة الچيم ، تعمد آن يتاخر ليلتقي بصديقه المسئول عن المكان بغيابه ...
يحاول السيطره على غضبه ، يحاول أن يعامله بهدوء لكي لايثير الشكوك ..
دلف لمكتبه شاب رياضي يحمل على كتفه حقيبته الخاصه بملابسه الرياضيه .
هشام هو يجلس أمام عمار :اخبارك يا صاحبي
عمار ببرود.:تمام
هشام :مالك فى حاجه ولا ايه
عمار بضيق :مضايق شويا
هشام بجديه :خير هى المدام منكده عليك ولا ايه
عمار بجديه:لا أبدأ المدام مالهاش علاقه ، بس فى ناس اديتهم اكبر من حجمهم ، وخدعوني ، بمعني اصح اڼصدمت فيهم
هشام بتوتر :تقصد مين
عمار بزفير :حد ماتعرفوش ، بس بجد غريبه يبق الواحد لابس قناع عكس شخصيته والناس تتخدع فيه ، بس مع الأيام القناع ده بيسقط وبيبان الوش الحقيقي
هشام بقلق :ااه فعلا ، اكيد بيجي يوم ويتكشف
عمار :عليك نور فى الاخر بيتكشف ويظهر الوش الحقيقي
هشام بتوتر :طب همشي أنا بقى ، يادوب أغير هدومي عندى تدريب ملاكمه
عمار :اتفضل يا ... صاحبي
غادر المكتب واثناء خروجه اصطدم بفتاه .
هشام بابتسامة :انا اسف يا جميل ماخدتش بالي
ريم بتوتر ارتدت للخلف :حصل خير ممكن تعديني
هشام بشرود :انا شوفتك قبل كده ، فين فكريني
ريم پحده :بس انا اول مره اشوفك
هشام بنظرات متفحصه :لا انا متاكد ان شوفت الوجه الجميل ده قبل كده ، اصل الوجه الحسن بيفضل فى زاكرتي طول العمر
ريم بضيق :أنت هتخليني امشي ولا ابلغ صاحب المكان
هشام بمكر :انا صاحب المكان وتحت امرك
جحظت عيناها پصدمه :خلاص عديني من فضلك
هشام بابتسامه مرحه :طب ماتعدي ايه مشكلتي انا
ريم بضيق :الصبر يارب ، اعدي ازاي وانت واقف زى الحيطه ماشاء الله سادد المكان
هشام بغمزه :عنيه ليك يا جميل ، افسح لها الطريق وهو مازل ينظر لها إلى أن اختفت عن الأنظار
حك موخره رأسه :صاروخ بنت الايه
************
صعد الدرج إلى أن وصل لسطح البنايه ، استند يده بالسور وهو ينظر للمكان بإعجاب .
يتطلع حوله ، ينظر لأسفل البنايه ، يرا الماره ويرا معامله الناس الطيبه بهذا الحي البسيط ، يشعر برضا الناس رغم قله المال ولكن راء سعادتهم وابتسامتهم لا تفارقهم ، أول مرة بحياته يحتك بالطبقه المتوسطه ، أو تحت خط الفقر ولكن لديهم قناعه ورضا وايضا الشهامه وكرم الأخلاق ، شعر بانه شخصا اخر وهو يتعامل مع هذه الناس البسطاء ..
وقفت جانبه وهى تضع صينيه الشاي أعلى سور السطح
-اتفضل الشاي
أبتسم عندما استمع لصوتها الرقيق ونظر لها بامتنان :
مش هقولك شكرا المره دى بس هقولك ربنا مايحرمني منك
ابتسمت بخجل والتقطت كوب الشاي لتعطيه إياه ، اخذه منها وهو يرا حمره الخجل بوجهها ، كادت ان تنصهر من كلمات بسيطه ، يا لها من فتاه رقيقه ، بسيطه ، ليسه بصارخه الجمال ، فقد كانت ملامح وجهها تعبر عن شخصيتها البسيطه ايضا ، جمال هادئ ، بيضاء البشره ، عينان بلون العسل ، ملامح رقيقه هادئه ، تغطى شعرها بحجابها الذى يزيد من بساطتها ، تعامله برقه ، تقف جانبه دون مقابل ، لاول مره يرا الحياه بوجه آخر ..
عندما طال صمته ، حدثته برقه :
-مخڼوق من ايه ، احكي
نظر لها بتنهيده حارقه :كنت مضايق من وحدتي ، عاوز حد اشوفه ويسمعني ، جوايا كلام كتير مش عارف اخرجه
اميره بابتسامه صافيه :انا جنبك اتكلم
سيف بنظرات ضائعه :يا ترى هتفضلي جنبي لأمته
اميره بقلق من ظريقته بالحديث :مالك يا سيف ،بتفكر فى ايه ، اتكلم انا سمعاك
سيف بضيق :مش قادر افكر غير فى الكره والحقد إللى جوايا
اميره پصدمه :ليه قلبك رافض يصدق حقيقه قدامك وانت بتحاول تبعدها عن عينك ليه؟
تعرف يا سيف طول ماانت محمل ياسن ذنب كل حاجه حصلت معاك ولسه جواك فكره الاڼتقام يبقي انت لسه محتاج تراجع حساباتك عشان انت بنفسك المسئول والمتهم الوحيد انت ډمرت نفسك بنفسك،ولازم تعرف عمر الكره والحب ما يتجمعو في قلب واحد، طول ماالانتقام جوه قلبك وعاميك عن حاجات كتير عمرك هاتعرف تحب ولا تقدر الحب في يوم من الايام، انا عارفه وواثقه انت شايفني ازاي وبتعاملني بالطريقه دي ليه، بس انا مش مستنيه منك مقابل لوقوفي جنبك وجدعنتي معاك
هتف بانفعال : انا حبيت ندى الاول، كانت زميلتي في الجامعه وانا اللي شغلتها في الشركه وكنت مخطط اصارحها بحبي لكن ياسين دخل بينا، هو السبب في كل حاجه هو اللي دمر سعادتي وهو اللي زرع الاڼتقام جوايا ناحيته، انا كنت طول عمري شايفه اخويا الكبير لكن ان ياخد حاجه بحبها ده اللي مش قدرت اتحمله انا كنت عاوزه هو اللي ېموت مش ندى لكن انا ورحمه ندى ما هسيبه يتهني بحياته كده، انا لازم اخد حقي منه وحق ندى
هزت راسها بأسف وهمست بنفاذ صبر : ربنا يهديك ويبعد عنك شيطان نفسك اللي هيدمرك، مش هقولك اكتر من كده
تركته وغادرت بخطوات واسعه وهي تزفر انفاسها بضيق ونبضات قلبها كالطبول تقرع بحزن وخيبه أمل فقد دق قلبها لهذا السيف الذي لا يعرف الحب ومازال الاڼتقام مسيطرا علي قلبه، شخصا قاټلا ولم يعترف بخطئه..