قصة قصيرة قلوب من حجر للكاتبة فاطمة الألفي

بسلك كهربائي وتضع طرفه داخل مكبس الكهرباء والطرف الأخر تلقيه أسفل بركة المياة المحاطة بها ليتم صعق جسدها وتنتفض أكثر من مرة لتبتسم الأخيرة بتشفي
وبعد أن فصلت سلك الكهرباء اقتربت منها تجذبها من خصلات شعرها الاشعث المتناثر حولها بهوجاء أثر ما تلقاه من تعذيب
مش هرحمك يا سمر هدفعك التمن غالي أن يونس بص ليكي وحبك واتجوزك وانتي لسه صغيرة ومن سنه لازم اخلص منك ومن عيالك عشان يرجعلي أنا يكون ليا انا وبس ماحدش يشاركني فيه وعيالك انتي اللي هتتخلصي منهم بايدك اختاري حياتك قصاد حياتهم وأنا هقبل تفضلي خدامتي وتعيشي تحت رجليه.
هزت رأسها مستسلمة كالمغيبة تماما سلبت منها كل طرق النجاة ولم يبقى أمامها الا ان تتخلص من صغارها من أجل التحرر من قيود الغدر والتجبر.
لا تصلح كونها أما مسئولة عن أنجاب أطفالا وهي من تلقي بهم في الچحيم المستعر لا يحق لها بهذا اللقلب المقدس فهي شيطان اخر على هيئة بشړ قررت أن تنجي بحياتها وتترك صغارها في مهب الريح تجرفهم الرياح ليلاقوا حتفهم الأخير..
زفت جواهر الخبر لزوجها بأن سمر ستلبي مطلبهم وعليه ان يحضر هاتفا وكارت ممري لكي يصور الچريمة الكاملة أمام اعينه.
اعد كل شيء وملئ حوض الاستحمام بالمياه وأخبر سمر بأن تدلف لداخل المرحاض ومعها طفلتها الأولى مي بعدما نزعت الثياب عن الصغيرة ذات الرابعة عاما حملتها ودفشت بها داخل الحوض المملوئ بالمياه لتحاول الصغيره النهوض ولكن يد والدتها دفعتها بكل قوتها لقاع الحوض لتفقد الصغيرة القدرة على التنفس او على هز جسدها طالبة الفرار صعدت روحها إلى بارئها في غضون لحظات قليلة والاب واقفا أمامهم يصور ما يحدث بقلب بارد جامدا خالي من اي مشاعر أغلق كاميرة الهاتف التقط جسد الصغيرة يخرجها من حوض المياه ويلف جسدها الصغير داخل ملاءة ووضعها جانبا لتعاود تكرار الفعلة مع طفلتها الأخرى ملك ذا الثالثة من عمرها بنفس الطريقة بقلب متحجر ټقتل صغيرتيها قطعة من قلبها وروحها بدم بارد أيعقل بأن تجرد الأم من اموميتها وتنزع الرحمة من قلبها الام التي هي الأمان لاطفالها اليوم هي التي تمثل لهم عزرائيل لقبض روحهن تقبض ثمرة فوادها أيعقل هذا يا بشړ
باي ذنب قتلوا هاتين الصغيرتين اذا لم يكن والديهما بهن رحيما ف رب العزة الرحيم بهن ولن يتركهن رحمته أحن عليهن من والديها اللذين عجلوا پقتل روحين أبرياء قتلوا البراءة والطهارة والنقاء وحل الظلام على أرواحهم كم حل على قلوبهم ووضعوا مكانها قلوب من حجر.. 
الأم هو أسمى حب عرفه الإنسان في الحياة ومن الطبيعي أن تغمر الأبناء ب لطفها وحبها ولكن هذه السيدة مجردة من هذا الإحساس لا تستحق شرف أن يقال لها أم وهذا الأمر مخيف للغاية فمن الصعب أن نقول عنها أم فهي مجردة من كل أحاسيس الأمومة والمحبة والدفء والاحتواء. 
الأم هي واحدة من أجمل ما يمكن وصفه على هذه الأرض فهي الحب الذي لا يمكن أن يقارن بأي حب آخر نظرا لأن الأم هي الأمان والحب والحنان واللطف.
كيف تبدل قلبك إلى حجر
ونسيت أن لك كبدا ولك رحم
أبناؤك التي ألقيتهم في أودية التعب
ورقت في أحشائهم أشواك الألم
يقرأون عنك في جريدة الأوجاع
في كل يوم خبرا يتلوه خبر
يشربون من بحورك المالحة أجاج الدموع
وتموج أنفسهم بقواقع الأسف 
الشخص القاسې لا يمكن أن يكون شخص عاقل أبدا فالقلوب القاسېة لا تعرف الحب ولا تدرك له سبيل
الا تشفق سمر على نظرات الصغيرين وهن يستنجدون بها هي والدتهم الحنون كيف طاوعتها نفسها بهزق روحهن كيف تحول قلبها إلى حجر بكل هذه القسۏة والجفاء
السماء تبكي حزنا على فراق الصغيرين انهمرت حبات المطر وغز السماء سحب كثيفة تغيم السماء في جوف الليل الكاحل تتساقط مياه المطر دون توقف وكأنها تنعي الصغيرتين اللاتين فارقن الحياة بكل ما فيها من قسۏة وتجبر وتحجر قلوب البشر تجمدت مشاعر الأمومة أختفت عن عالمهن الرحمة والعطف في عمر الزهور لازالوا ورود مغمضة يريدون الحب والحنان وبحاجة للأمان والاحتواء لكي تتفتح الورد وتزدهر وتترعرعر أوراقها ولكنها تلك الام بدلا من أرتواء صغارها واحتواهن داخل احضانها هي التي قطفت ثمارهن بكل غل وحقد وقسۏة وتبلد