خيوط العنكبوت الفصل الثالث عشر للكاتبة فاطمة الألفي
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
كل ليلة لم تتركها الكوابيس.
في ذلك الوقت عاد سراج من سفرته وفتح الباب بهدوء ثم سار بخطوات متبطئة لكي لا يقظ جدته في ذلك الوقت نظر لساعة ي ده وعلم بأن الفجر أقترب على أذانه فقرر أن يتركها تستيقظ وحدها ثم يفاجئها بوجوده دلف أولا لغرفته وضع الحقيبة أرضا ثم نزع سترته والقاها اعلى المنضدة وبدء في فك ازرار قميصه ثم أضاء أنارة الغرفة والقي بالقميص ثم ارتمى بفراشه الوثير لكي يرتاح من عناء الساعات التي قضاها بالطائرة
تفاجئ سراج هو الآخر بوجود فتاة بغرفتها ونهض مسرعا مبتعدا عن الفراش وعيناه تحدق بها پصدمة
وحياة لم تكف عن الصړاخ
هتف سراج بدهشة
يخربيتك أنتي هنا بتعملي أيه!
أتت سناء تركض وثريا خلفها تحمل بكوب الماء لكي تعطيه لحياة كعادة كل ليلة فهم كل ليلة يعانون نفس المعاناة التي تمر بها حياة
أقترب منه تعانقه بحنان
سراج أنت جيت أمته يا حبيبي حمدالله على سلامتك
ضم جدته بقوه وطبع ق بلة على رأسها بحنان وقال بصوت حاني
واحشتيني يا سنسن
كفت حياة عن الصړاخ بعدما أستوعبت وجود سراج وشعرت بالخجل فهي الدخيلة على غرفته فبعد كوابيسها التى تصارعها يوميا أقترحت سناء عليها بالمكوث بغرفة سراج ريثما يعود لعل تلك الكوابيس تختفي وبعد إلحاح من سناء وثريا وافقتهما الرأي لأنها كانت بحاجة لنوم هادئ دون كوابيس مزعجة ومعاناة تهاجهمها أثناء نومها.
تعالى يا سراج في أوضتي وأنا هفهمك كل حاجة
سار منساق خلف جدته وقبل أن يترك الغرفة ألقى نظرة أخيرة على حياة التى كانت ترتجف داخل أحض ان ثريا
دلف لغرفة جدته وهي تتبطئ ذراعه ثم أغلقت الباب وجلست على الفراش تسترد أنفاسها بهدوء وأشارت إليه لكي يجلس جانبها
جلس بجانب جدته وبدء في غلق ازرار قميصه وقال بتسأل
مين دي يا تيته وإيه جبها هنا
رفعت أناملها لكي تقرص أذنه وقالت بتوبيخ
ما هو يا عين تيته لو كنت بتتصل تطمن عليه وأنت مسافر كنت عرفت دي تبقى مين وإيه جابها هنا
حك أذنه التي تؤلمه وقال
ڠصب عني والله كنت دائما مع أسر في المستشفى ده غير فرق التوقيت يا تيته عشان كده ما كنتش بعرف اتصل بيكي والله
طيب وأسر عامل ايه دلوقتي
سيبك من أسر دلوقتي وفهميني حياة هنا ليه
نظرت له بابتسامة ثم قالت
يعني تعرف إسمها
ايوة طبعا قابلتها في شركة سليم وأنا اللي عملت معاها الانترفيو والمفروض أنها تكون استلمت الشغل في الشركة بس بردو أنا ما فهمتش هي هنا بصفتها أيه
دي تبق بنت خالتك دلال
رفع حاجبيه بدهشة وقال
يا بني سبني أكمل كلامي بتقاطعني ليه أصبر على رزقك
قصت عليه القرابه التي تجمع بينها وبين والدة حياة وأنها ابنة شقيقها الراحل إذا حياة مثابة حفيدتها كما أن والدتها ووالدته مثابة الاشقاء
فهم سراج صلة القرابة وقصت عليه سناء ما تعاني به حياة منذ أن خطت بقدميها ذلك المنزل وهي الآن تحت رعايتها ريثما تأتي عائلتها وتمكث بالقاهرة من أجل عمل حياة.
لم ينكر بأنه أشفق على حالتها فكل ما تعاني به يوميا مرهق حقا لاعصابها
هتف سراج بجدية مقترحا
جدته
البنت دي شكلها أعصابها تعبانه وعشان كدة بتحلم بكوابيس كل يوم أية رأيك يا سنسن تعرضي عليها نوديها لدكتور نفسي تتابع معاه ونفهم منه حالتها ايه بالظبط
تنهدت بعمق وقالت
والله يا سراج أنا ما عارفة أعمل ليها ايه يا بني حتى دلال مش هاين عليا أعرفها اللي بيحصل لبنتها
مافيش داعي تعرف مدام قربوا ينزلوا القاهرة مافيش داعي يقلقوا بكرة يشوفوا بنفسهم ويمكن حياة حالتها النفسية تتظبط في وسط أهلها
ثم أردف قائلا
أنا دلوقتي وضعي ايه في البيت ده أنا محتاج أنام وارتاح مش قادر
م سدت على ظهرة برفق وقالت
معلش يا حبيبي ريح جسمك هنا على سريري وأنا هقوم اشوف حياة واطمن عليها وهسيبك تنام وتصحى براحتك
تركت له الغرفة وذهبت إلى غرفة سراج لكي تطمئن على حياة.
كان شاردا داخل غرفته وفجأة لمعة فكرة برأسه أراد تنفيذها
لذلك هاتف شخصا متخصص بتلك الأعمال
لم يكترث للوقت ووضع الهاتف على أذنه ليهاتف ذلك الشخص
الذي اجابه على الفور
قال سليم بكلمات مقتضبة
تقابلني بعد ساعة محتاجك في مهمة خاصة
ثم أغلق الهاتف ومدد بج سده أعلى الفراش وهو يحدق في سقف الغرفة بجمود ..