صراع الذئاب للكاتبة وفاء محمد رفعت
عليا دي ممكن ټموت ف
ايده
قالت الأخري _ أنتي مشوفتيش الي عملته فيه أنا كنت لسه هدخلهم العصير لاقيتها رزعته قلم طرقع ع وشه
_ يالهوي ربنا يستر وميعملش فيها حاجه ده شړاني عمري ما هنسي الي عمله ف البت نوسه لما سړقت الخاتم بتاع كارين هانم
_ فاكره يا ختي ده لولا كنان لحقها من أيدو كان زمان جسمها كله متجبس مش دراعاتها الاتنين بس ومن ساعتها و لم تكمل لتقاطعهم صړخة أفزعت كل من ف القصر
٤
_ يهبط كل درجة ويسحبها خلفه جاذبا خصلات شعرها الملتفة حول قبضته القوية حتي وصل إلي القبو وتوقف أمام باب خشبي فقام بدفعه وألقي بها إلي الداخل تعثرت قدميها فسقطت ع تلك الأرض الصلدة
نهضت ووقفت وهي ترمقه بنظرات تحدي برماديتيها _ كتبت كتابك عليا من غير ما وافق ڠصب عني خدتني من بيت خالي ڠصب عني عملتلي فرح كان بالنسبة ليا عزا قلبي الي ماټ ڠصب عني لكن عايز تحبسني ف البدروم كأني حيوانه ده الي مش هقبله فوق بقي أنا مش بحبك بالعكس بكرهك وكل يوم بكرهك أكتر من الأول كانت تتحدث بكل كلمة وهو أردفت حديثها _ مسألتش نفسك ليه أنا بحبه !! لأنه راجل وحنين وعمره مازعلني ف يوم وعمره ماغصبني ع حاجة ف يوم من الأيام آدم بالنسي
ظلت تتراجع حتي أوقفها ذلك الجدار الذي أرتطم به ظهرها تتلفت يمينا ويسارا حتي وقعت عينيها ع سلاسل حديدية ملقاه ف الأرض وع الجانب الأخر مقعد ذو مسندين وعليه حبل مبعثر مد يده ليجذبها من ساعديها فلا أحد يعلم ماينوي عليه لها وفي تلك اللحظة لفت إنتباهها ع الجدار صرصور كبير ذو شوارب قد أتي من فتحة البلوعة الموجودة بالغرفة
ذلك الكائن التي ترتعب منه أغلب بنات حواء
نظرت إلي عينيه پخوف وقالت بنبرة رجاء وإعتذار _ قصي أنا آسفه مش هعمل كده تاني بس أرجوك بلاش تحبسني أنا قاطعها صوت أرتطام حذائه ف الجدار وهو يدعس الصرصور
الي رحمك مني ده قالها وهو يشير إلي الصرصورالذي تساوي بالجدار فأدرف _ المرة الجاية ياصبا لو انطبقت السما ع الأرض محدش هيرحمك من الي هعملو فيكي اتقي شړي احسن لك
أومأت له برأسها بالموافقة وقالت _ يعني مش هتحبسني
قصي _ والله ده يتوقف عليكي ويلا أطلعي عشان تتغدي وبعديها جهزي نفسك عشان هنسافر
_ أنا مليش نفس
تنهد وقال ساخرا بنبرة ټهديد _ الظاهر عجبك البدروم وعايزة تقضيلك فيه يومين حلوين خاصة لما أهل المسكين الي لازق ف الحيطة ده يطلعو من البلاعة واحد ورا التاني عشان يقرو الفاتحة عليه
وضع يديه ف جيوبه وقال بأمر _ أطلعي ادامي
مشت بخجل فغادرت الغرفة وصعدت الدرج لتجد الخادمات ينظرن إليها بدهشة وقلق وهن يتفحصن بنظراتهم جسدها لعل حدث لها مكروها ع يد قصي كما يظنون جاء خلفها فأختبئوا قبل أن يراهم
ذهبت صبا إتجاه الدرج الذي يؤدي إلي الغرف فأوقفها بإشارة من يده وقال _ من هنا يشير إلي غرفة المائدة
كادت تتجه نحو الغرفة فألتفت له وقالت _ إحنا هنسافر فين
أمسك سيجارته ووضعها بفمه وأشعلها بالقداحة ليأخذ نفسا عميقا وزفر دخان بشراهة وقال _ إيطاليا
_ مش هينفع أسافر معنديش
باسبور قالتها وهي تدعو ف داخل عقلها بأن يسافر ويتركها تتنفس بحرية
لكن خابت ظنونها حينما أجاب وقال بثقة _ إحنا هنسافر ف طيارتي
قالها لتعقد حاجابها بضيق ليعلم ما يجول ف ذهنها فأردف _ معلومة تحطيها ف دماغك كويس وهي إن مفيش خطوة هتخطيها بره باب القصر ده غير ورجلي
ع
رجلك ولو حصل أي ظرف هيكون كنان مكاني وصلت
قالها وهو يحدق ف عينيها فلم تجيب عليه وضع السېجارة بفمه ثم زفر دخانا كثيفا ف وجهها متعمدا أبعدت الدخان من أمامها بيدها لتشعر بالسعال وأشتد حنقها فأخذت السېجارة من بين أصبعه وألقتها ع الأرض ودعستها بحذائها ثم رمقته بتحدي وإصرار وتركته وذهبت لتتناول الطعام وقبل أن تخطو قدميها الغرفة
أوقفها صوته وقال _ الي أنتي عملتيه ف السېجارة ده نفس الي هعمله ف أي حد يفكر يقرب من أي حاجة ملكي
علمت مغزي حديثه الذي يقصد معارض ومؤتمرات مبتخلصش المهم سيبك مني عملت أي ف حوار بتاع روسيا قالها بنبرة ماكرة وهو يغمز له بإحدي عينيه
أبتسم يونس وقال _ ياساتر عليك مبتنساش حاجة أبدا
زياد _ حد ينسي الصاروخ النووي ده يابني مشوفتش نظراتها ليك كانت ازاي ده عليها جسم يالهوي
يونس _ الله يخربيتك وطي صوتك
زياد _ أوطي صوتي ازاي ده أنا عايز أمسكك أديك بوكسين ف وشك البت تطلب منك ترسمها زي بطلة فيلم تايتينك وأنت بكل برود تقولها لاء وزعقتلها كمان !!!
يونس _ لأن عمري ماهعمل كده وأنت عارف هي غرضها أي من ورا الصورة وطبعا الي حكالك عم عليش السكيورتي
زياد _ آه هو وقالي إنها جاتلك الجاليري وأنت طردتها يا أبو قلب حجر
زفر بحنق وقال _ عمرك ماهتتغير ابدا تفكيرك كله منحصر ف حاجتين معدتك و ولا بلاش خليني محترم أحسن
زياد _ ماشي ياخفيف بمناسبة معدتي ممكن تيجي تقف مكاني عقبال ما اروح التويليت وارجعلك
يونس _ روح بسرعة بس متتأخرش
زياد _ ادعيلي انت بس
ضحك يونس وقال_ ربنا يفك زنقتك ياصاحبي قالها ثم أمسك هاتفه وينظر إليه
التفاصيلال لو سمحت
_ دي للرسام الإيطالي فرانشيسكو هايز وعنوانها القبلة ورسمها سنة ال 1853 ودي النسخة لكن الأصل بتاعتها ف متحف بيناكوتيك دي بريرا ف ايطاليا وياريت قبل ما تقول معلومة لحد تكون متأكد منها مش ټفتي وخلاص قالتها بنبرة حادة
نظر إليها ثم تلفت يمينا ويسارا ثم أشار إلي نفسه وقال _ بتكلميني أنا
!!!
أجابت بسخرية _ لاء بكلم اللوحة عن أذنك قالتها وهمت بالذهاب
_ وأنتي مين إن شاء الله عشان تكلميني كده !!! قالها يونس بحنق
ألتفت إليه وقالت _ خريجة فلورنسا أكاديمي ف إيطاليا وحاليا بحضر ماجيستير ف الفن ف عصر الباروك الي أترسمت فيه اللوحة الي وراك دي
نظر لها بتحدي وقال _ لاء أنا متأكد إنها لساندرو
قطبت حاجابها وقالت پغضب _ أنا مبحبش الغباء
أتسعت عينيه بالڠضب من أسلوبها الفظ فأقترب منها ونظر ف عينيها وقال _ اصدك مين بقي الي غبي
_ الي عارف أنه غلطان ومصر ع الغلط بيبقي غبي قالتها لتري يجز ع فكيه ورمقها بنظرات حاده
وقال بنبرة ټهديد _ أنتي عارفة لولا إنك بنت كنت زماني عرفتك الغباء ع حق
رفعت إحدي حاجابها بأمتعاض وعقدت ساعديها أمام صدرها وقالت _
لا والله !!! تصدق خۏفت أنا مردتش أكسفك وأطلعلك الكتاب الي معايا تشوف الي بقولو ده صح بس ملهاش لازمة لأن واضح الغباء عندك ف كله مش ف التفكير بس قالتها وذهبت مسرعة لأنها تعلم ماسيحدث
ركض خلفها وجذبها من الحقيبة التي تحملها ع ظهرها لتتعثر إلي الخلف فصاحت پغضب _ لااااء ده أنت كده فعلا غبي
صاح ف وجهها پغضب وتحذير _ أنتي يابت أحترمي نفسك بدل ما والله أمسك اللوح دي كلها وأطربقها فوق ف دماغك
جاء إليهما زياد راكضا وهو يرفع
بنطاله قليلا وقال _ ف أي يا يونس بتزعق كده ليه
يونس بنبرة غاضبة وهو يشير نحوها قال _ ماتشوف ياعم البلاوي الي بتجبوها المعرض دي منين عمالة تقل أدبها عليا
_ أنا قليلة الأدب !!!! قالتها پغضب
يونس _ أه وغبية كمان
زياد وهو ينظر لهما ليري الشرار المتطاير المتبادل ف نظراتهما لبعضهم البعض قال _ خلاص يايونس أهدي فرجتو الزوار علينا وحقك عليا أنا يا آنسة كارين يونس ميقصدش
يونس بإصرار _ لاء أقصد
زياد _ أبوس أيدك متقطعش عيشي ده أنا ممكن أروح ورا الشمس
يونس ساخرا _ ليه يعني تطلع مين !!! ولو كانت بنت الجن الأزرق أنا يونس عزيز البحيري قالها فأتسعت حدقتيها
زياد _ دي الآنسة كارين ال
قاطعته كارين وهي تنظر إليه حتي تفهم إنها لاتريد الإفصاح عن عائلتها _
كارين رسلان قالتها ثم نظر لكلاهما وذهبت لتغادر المعرض بأكمله
_في قصر البحيري
يمكث في غرفته ويمسك بحاسوبه المتنقل خاصته يتأمل ملامحها ف الصور التي جمعت بينهما يشتاق لرؤيتها كثيرا إلي إشباع مسامعه بصوتها الذي يعزف ع أوتار قلبه العاشق عندما تتحدث أو تناديه بآسمه
_ آدم آدم قالتها جيهان التي دلفت للتو وجلست بجواره ع مضجعه
أنتبه لها وقال _ ماما أزيك ياحبيبتي وحشتيني قالها ثم وضع حاسوبه جانبا و قبل يدها ثم جبهتها
أرتسم الفرح والبسمة ع ملامحها بعودة إبنها وقالت _ لو كنت وحشتك مكنتش سبت القصر ومرجعتش غير لما
بعتلك أخوك
تنهد وأعتدل ف جلسته وهو يثني ساقيه ف وضع القرفصاء وأمسك يديها _يا أمي يا حبيبتي أنا مقدرش أبعد عنك بس أنا بجد كنت محتاج يومين قعد مع نفسي عشان
متهورش ولا أعمل حاجة تزعلكو مني
جيهان _ طيب ممكن تنسي أي حاجة حصلت وتركز ف حياتك وشغلك
آدم _ صعب يا ماما أنسي صبا تبقي الهوا الي بتنفسه
تألم قلبها من أجله فتصنعت الڠضب وقالت _ ما خلاص بقي يا آدم هي دلوقتي واحدة متجوزة ومش من أي حد ده قصي العزازي ولا ناسي لما أنت وباباك أتحديتوه هو وعابد ف مناقصة مناجم الواحات السنة الي فاتت عمل فيكو أي بكلمة واحدة من قصي كان كيان البحيري ده كله هينهار ف ثانية بعد تعب وشقي أكتر من 30 سنة عشان يبقي اسم البحيري معروف ف الشرق الأوسط كله
_ حاضر ياماما هحاول أنساها عشان خاطر بابا والعيلة واسم العيلة ومش مشكلة قلب ابنك يتحرق ولا يولع بجاز قالها آدم
جيهان _ يا آدم حرام عليك نفسك وحرام عليك الي بتعمله فيا ده بتحملني ليه ۏجع قلبك ولا تكون فاكر أنت الوحيد الي خسر حب عمره ف غيرك خسر حب كان كل حياته وكمل وأتجوز وخلف وشاف عياله بيكبرو ادام عينيه ولو كان عمل زيك كده كان زمانه أنتحر من زمان
رمقها بنظرات إستفهام وقال _ أنتي تقصدي مين
توترت ملامحها فنهضت وقالت بحنق وتوتر _ بضربلك مثل عادي يعني وبعدين أوم يالا عيزاك تروح لعمك سالم
تنهد بسأم