الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

زهرة الخريف فاطمة الألفي قصة قصيرة

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

تلك الفترة وهي ما زالت جانبه لن تتركه أبدا ستظل هي الترياق من كل داء أكسير الحياة الأبدية لهم وهم سعادتها المطلقة
ترك الغرفة بثورة هائجة غاضبة كان يتمنى بأن يعود والده وتعود الضحكة ثانيا لعائلتهم المتلاحمة المترابطة فقد تبعرث كل شيء ولم يعد كسابقه حدث الفراق وكبرت الفجوة وتحول منزلهم الدافىء لبرد قارص شديد البرودة كبرودة القطبين الشمالي والجنوبي.
وهي لا حول لها ولا قوة من أمرها وضعت كفيها تمسح على وجهها في ڠضب جامح داخلها ولكي تخرج شحنة الڠضب التي اجتاحت جسدها القت بهاتفها المحمول بالمرآة التي تهشم زجاجها واحدث ضجة ثائرة وتبعثر بارضية الغرفة ولكن ليس بيدها فعل شيء تعلم بأن الأحمال أصبحت ثقيلة على عاتقها ولكنها ستظل قوية واقفة مثل اللبؤة الشامخة التي ټصارع من أجل أطفالها داخل الغابة تتمتع بالسرعة والذكاء والقوة المتمثلة في قدرتها على الاعتماد على نفسها في صيد فرائس تفوق حجمها في بعض الأحيان لتأمين غذائها وغذاء أشبالها وهذه الدنيا مثل الغابة إذا تغافلت عن صغارها التهمتهم الضبعة و الذئاب وستصبح هي لقمة سائغة في افواههم سهلة المضغ و البلع لكنها أقسمت بأنها لقمة سامة لن تمضغ وتهضم بكل لين ويسر أنما سوف تكوي الافواه وتقطع الألسنة پسكين حاد أذا تجرأ أحدا على إھانتها وإهانة صغارها..
وميض من ذكريات الماض تلاحق عقلها الشارد بعد حديثها مع طفلها الذي باح بنصف ما يشعر به رغم صغر عمره يشعر بفقدان والده وحرمانه منه بين ليلة وضحاها فقد وجود والده والاحساس بالأمان صغيرها يشعر بالضياع الان وهي تقف عاجزة مکبلة الايدي لا تعلم بماذا عليها أن تفعل.
لمحات مرت كشريط سينمائي تتجرع مرارته وأطفالها هم اللذين يدفعون الثمن بسب رجلا متبلد المشاعر تركهم ورحل عنهما بلا وداع ..
انقشع ظلام الليل وتساقطت الأقنعة لنرى الحقيقة التي طمست هويتها تحت مسمى الحب.
الحب الذي تحملت من أجله الكثير ومرت بصعاب لكي ټدفن خيانته .
الحب ليس أعمى كما يظنون البعض ولكن قلب المحب يبصر ويرى الحبيب مجردا من العيوب يتغافل عن ثغراته يزداد هوسا وتعلقا به إلى أن تأتي لحظة كشف القناع لتبصر بعين الحقيقة ما نجح في أخفائه لانه ظن خداعه سيدوم ولا زال يفعل ما يحلو له يحلق مثل الطير من غصن لآخر تحت وطاء الحب ولكن أت نور الصباح معلنا عن بداية جديدة لهذه السيدة التي أنخدعت بوجه أخر وطمس هويتها الآن رأت الوجه الحقيقي دون قناع..
سقط القناع عن وجهه لترى الوجه الآخر الذي إنهال عليها بقسۏة كلماته شرد روحها وكيانها كأنثى رقيقة ناعمة تحلق في سماء الحرية ينهرها بلاذع كلماته يخرق جسدها ويصيبها بسهام غادرة في أنوثتها الحائرة التائهة يصيب قلبها في مقټل لأنه سأم منها وضجر العيش معها بعدما نظر لغيرها وسال لعابه على فتاة صغيرة ودعسها لتتساقط أوراقها وتتطاير مع رياح الخريف العاصفة
تذكرت ما عانته وهي تتحمل فقط من أجل الحب فقد كانت تعشق سكناته قبل حركاته تحب صمته وتكتفي بالتطلع له بعين محب لا يرى ولا يسمع ولا يشعر إلا بحبيبه عشقه الذي يقودها بتر كل لحظاتهم الجميلة من أجل نزوة جديدة ألقاها كخرقة بالية ليبحث عن أخرى متوهجة متفتحة أمتص عبيرها ونثر أوراقها الذابلة لم يهتم بها ليبحث عن زهرة غيرها ينهل رحيقها ويفعل بها كما يفعل تجاوزت كثيرا عن أخطاءه ونزواته ودائما ما كانت تغفر له من أجل ابناءها فقد أطفىء روحها كأنثى عاشقة انتهى منها وجعلها تسير في متاهة الحياة وحدها دون أن يتطلع لها.
كالعصفور الذي سلب منها أريج عطرها وشوه أوراقها لتسقط وريقاتها ويكون مصيرها الدعس تحت الأقدام لكنها جاهدت لاسترداد روحها النقية وعطرها الفواح الجذاب التي لا زالت تتمتع به رغم كل ما قاسته.
اتذكر جيدا صدمتي عندما علمت بخيانته شعرت كأنني سقطت من فوق جبل شاهق وتفتت جسدي إلى أشلاء لم أعد أشعر بحواسي هل ما زالت على قيد الحياة ام فارقت روحي الحياة ولم يبقى لي إلا جسدا بلا روح حطام تجمد قلبي في محجره بعد تلك الطعڼة التي التقفتها بقلب مكلوم وعقل مغيب.
كيف غفرت له نزوته كنت هشة ضعيفة مشتته الذهن مغيبة العقل احني رأسي من أجل مرور العاصفة العاتية لكي لا تطول ابنائي خشيت عليهم ممن كسر روحي وچرح كرامتي تنازلت عن أخر ما بقيا لي من ۏجع من أجلهم وحدهم تلحفت بالصمود والثبات لاظل كما اعتادوا علي قوية وصلبة تقف تحارب الخذلان لملمت شتاتي المبعثر لاكمل طريقي الذي سأسيره وحدي لن ينفعني البكاء على الاطلال ولا الندب على حظي العاثر مع أشباه الرجال هذا الذي هرب مثل الفأر المذعور وتخلى عن مسئولية أبنائه وتركهم في لحظة هوجاء لا يفكر إلا بنفسه فقط دون حماية من البراكين والعواصف التي تكاد تفتك بارواحهم المفتته المبعثرةالمشردة المعذبة دونه تركهم وهم في أمس الاحتياج لاب حاني يشدوا بهما عضدهم.
في اليوم التالي..
يوم الجمعة عطلة نهاية الأسبوع من المدرسة ومن عملها أيضا قررت أن تشارك الصغار وتطالبهم بمهام خاصة لكي تجعلهم قربين منها وهذا سوف يتيح لها فرصة التحدث معهما بكل شيء تعلم بأن شخصية زين المشاغب يحب أن يكون هو القائد وتشعره بأنه رجل قوي لكي يفعل لك ما تريده بحيلة ذكية منك تستطيع أن تجذب الصبي وسوف تتعامل مع كل منهما حسب شخصيته أما زياد فهو منطوي على نفسه مرهف الحس والمشاعر يخشى التعلق بالأشخاص ثم يهجرونه كما هجرهم والده لا زال عقبة بعد والده لم يتجاوزها بعد وېخاف التقرب والانجذاب لأشخاص أخرى رحل وتركنا نعاني أثر هذا الهجران اللعېن لقد ترك خلفه جراح وعقد داخل الأطفال سوف تحاول معالجتها فلن تيأس من ذلك..
ايقظتهم لكي تخبر كل واحد منهما بمهامه التي يجب عليه فعلها لمساعدتها في أعباء المنزل. 
تأفف الصغير زين وهتف غاضبا
اليوم أجازة يا أمي لما نستيقظ مبكرا 
اجابته بقبلة الصباح على خصلات شعره الأسود الداكن 
من أجل مساعدتي في ترتيب المنزل وتحضير الطعام و
قاطعها بدهشة وفتح فاه قائلا
ولكن هذا من أختصاص الفتيات والسيدات ليس من أختصاص الرجال. 
ووالدة الرجال تحتاج لمساعدتهم لأنها كما قولت سيدة وضعيفة بحاجة ليد قوية مثل رجالي الصغار لكي ننتهي من أعباء المنزل معا أشعر بتعب ولن أستطيع فعل كل هذا وحدي بطلي الحبيب زين القوي إلا مقدر له مساعدة والدته. 
أجتاحته حالة من الغرور بأنها ضعيفة تحتاج لقوته ولذلك لمعت عيناه بفرحة وقال بصوت رخيم رغم ضعف نبرة صوته كطفل ولكن أخرجه بثقة قائلا
حسنا أمي دعك من كل شيء أنت اليوم أجازة تجلسين وتشاهدي رجالك الأقوياء كيف يفعلون وكل هذا تحت أشرافك. 
نظرت لزياد الذي اقترب منها يقبل وجنتها ويأكد على حديث شقيقه فهو الهادئ الحنونالمطيع الذي يتملكه الحزن إذا شعر بأن والدته تتألم مرضا أو حزنا فهو شاهدا على بكاءها المرير الذي تبكيه خلسة داخل غرفتها وتظن بأنها لم يرأها أحد ولكنه يرأها ويشعر

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات