زهرة الخريف فاطمة الألفي قصة قصيرة
تلك الفترة وهي ما زالت جانبه لن تتركه أبدا ستظل هي الترياق من كل داء أكسير الحياة الأبدية لهم وهم سعادتها المطلقة
ترك الغرفة بثورة هائجة غاضبة كان يتمنى بأن يعود والده وتعود الضحكة ثانيا لعائلتهم المتلاحمة المترابطة فقد تبعرث كل شيء ولم يعد كسابقه حدث الفراق وكبرت الفجوة وتحول منزلهم الدافىء لبرد قارص شديد البرودة كبرودة القطبين الشمالي والجنوبي.
لمحات مرت كشريط سينمائي تتجرع مرارته وأطفالها هم اللذين يدفعون الثمن بسب رجلا متبلد المشاعر تركهم ورحل عنهما بلا وداع ..
الحب الذي تحملت من أجله الكثير ومرت بصعاب لكي ټدفن خيانته .
الحب ليس أعمى كما يظنون البعض ولكن قلب المحب يبصر ويرى الحبيب مجردا من العيوب يتغافل عن ثغراته يزداد هوسا وتعلقا به إلى أن تأتي لحظة كشف القناع لتبصر بعين الحقيقة ما نجح في أخفائه لانه ظن خداعه سيدوم ولا زال يفعل ما يحلو له يحلق مثل الطير من غصن لآخر تحت وطاء الحب ولكن أت نور الصباح معلنا عن بداية جديدة لهذه السيدة التي أنخدعت بوجه أخر وطمس هويتها الآن رأت الوجه الحقيقي دون قناع..
اتذكر جيدا صدمتي عندما علمت بخيانته شعرت كأنني سقطت من فوق جبل شاهق وتفتت جسدي إلى أشلاء لم أعد أشعر بحواسي هل ما زالت على قيد الحياة ام فارقت روحي الحياة ولم يبقى لي إلا جسدا بلا روح حطام تجمد قلبي في محجره بعد تلك الطعڼة التي التقفتها بقلب مكلوم وعقل مغيب.
كيف غفرت له نزوته كنت هشة ضعيفة مشتته الذهن مغيبة العقل احني رأسي من أجل مرور العاصفة العاتية لكي لا تطول ابنائي خشيت عليهم ممن كسر روحي وچرح كرامتي تنازلت عن أخر ما بقيا لي من ۏجع من أجلهم وحدهم تلحفت بالصمود والثبات لاظل كما اعتادوا علي قوية وصلبة تقف تحارب الخذلان لملمت شتاتي المبعثر لاكمل طريقي الذي سأسيره وحدي لن ينفعني البكاء على الاطلال ولا الندب على حظي العاثر مع أشباه الرجال هذا الذي هرب مثل الفأر المذعور وتخلى عن مسئولية أبنائه وتركهم في لحظة هوجاء لا يفكر إلا بنفسه فقط دون حماية من البراكين والعواصف التي تكاد تفتك بارواحهم المفتته المبعثرةالمشردة المعذبة دونه تركهم وهم في أمس الاحتياج لاب حاني يشدوا بهما عضدهم.
في اليوم التالي..
يوم الجمعة عطلة نهاية الأسبوع من المدرسة ومن عملها أيضا قررت أن تشارك الصغار وتطالبهم بمهام خاصة لكي تجعلهم قربين منها وهذا سوف يتيح لها فرصة التحدث معهما بكل شيء تعلم بأن شخصية زين المشاغب يحب أن يكون هو القائد وتشعره بأنه رجل قوي لكي يفعل لك ما تريده بحيلة ذكية منك تستطيع أن تجذب الصبي وسوف تتعامل مع كل منهما حسب شخصيته أما زياد فهو منطوي على نفسه مرهف الحس والمشاعر يخشى التعلق بالأشخاص ثم يهجرونه كما هجرهم والده لا زال عقبة بعد والده لم يتجاوزها بعد وېخاف التقرب والانجذاب لأشخاص أخرى رحل وتركنا نعاني أثر هذا الهجران اللعېن لقد ترك خلفه جراح وعقد داخل الأطفال سوف تحاول معالجتها فلن تيأس من ذلك..
ايقظتهم لكي تخبر كل واحد منهما بمهامه التي يجب عليه فعلها لمساعدتها في أعباء المنزل.
تأفف الصغير زين وهتف غاضبا
اليوم أجازة يا أمي لما نستيقظ مبكرا
اجابته بقبلة الصباح على خصلات شعره الأسود الداكن
من أجل مساعدتي في ترتيب المنزل وتحضير الطعام و
قاطعها بدهشة وفتح فاه قائلا
ولكن هذا من أختصاص الفتيات والسيدات ليس من أختصاص الرجال.
ووالدة الرجال تحتاج لمساعدتهم لأنها كما قولت سيدة وضعيفة بحاجة ليد قوية مثل رجالي الصغار لكي ننتهي من أعباء المنزل معا أشعر بتعب ولن أستطيع فعل كل هذا وحدي بطلي الحبيب زين القوي إلا مقدر له مساعدة والدته.
أجتاحته حالة من الغرور بأنها ضعيفة تحتاج لقوته ولذلك لمعت عيناه بفرحة وقال بصوت رخيم رغم ضعف نبرة صوته كطفل ولكن أخرجه بثقة قائلا
حسنا أمي دعك من كل شيء أنت اليوم أجازة تجلسين وتشاهدي رجالك الأقوياء كيف يفعلون وكل هذا تحت أشرافك.
نظرت لزياد الذي اقترب منها يقبل وجنتها ويأكد على حديث شقيقه فهو الهادئ الحنونالمطيع الذي يتملكه الحزن إذا شعر بأن والدته تتألم مرضا أو حزنا فهو شاهدا على بكاءها المرير الذي تبكيه خلسة داخل غرفتها وتظن بأنها لم يرأها أحد ولكنه يرأها ويشعر