حب صحفي فاطمة الألفي نوفيلا

محتواها لتبتسم عندما شعرت بأنه يشاطرها حزنها ويريد ان يبث بداخلها الأمان
كلمات بسيطة ولكن عندما تأتي من قلب شقيق محب تشعرك بأنك ملك الدنيا ومن عليها
لن أترك يديك يا أميرتي
غمرتها السعادة بسبب كلماته التي لمست روحها وقرأت أيضا مقالته التي جعلت الدموع تتلألأ بحدقتيها ولكن شعورها بالراحة والسكون يغزو قلبها دفئا وحنانا
أجابته قائلة
أشكرك أخي على وجودك بحياتي
أعلم إنك لن تنتظر من شكرا ولكني اود أن أقولها بأعلى طبقات صوتي شكرا لانك جانبي فأنت شقيق دربي وتؤام روحي أدامك الله في حياتي إلى أن تنقطع أنفاسي
تنهيدة عميقة خرجت من أعماقها براحة وسكون وهي تبتسم برضا ثم اغلقت الهاتف وعادت تضم قطعة من روحها لصدرها تتشبث بها تود لو أن تخبئها داخل قلبها لكي لا يقترب منها أحد ولن ېؤذيها بشړا تبعدها عن عيونهم المتلصصة ونظراتهم المتنمرة ستكون سندها وستدعمها لآخر نفس وأخر نبضة تخرج من قلبها الذي ينبض من أجلها وحدها ستجعلها تقوى على المواجهة لن تختبئ خلف قناع الضعف ولا اليأس ابنتها ستستمد قوتها منها لذا يجب عليها ان تتحلى بالصبر والشجاعة ولا تترك باب اليأس الاحباط والفشل يدق بابها لا ستفتح باب الأمل من جديد ستشرق شمس نهار جديد سعيد مليء بالسعادة والأمل والتفائل 
الأمل هو تلك النافذة الصغيرة التي مهما صغر حجمها إلا أنها فتح آفاقا واسعة في الحياة
الأمل والتفائل هما زهرة الحياة فبهما تزداد رونقا وجمالا ويبعثان نورا يضيئ طريقنا ويمنحنا القوة والعزيمة للاستمرار ويمنحاننا نظرة إيجابية تبعث في النفس الطمأنينة والراحة ويشعراننا أن كل شيء ممكن 
الفصل الرابع
انقشع ظلام الليل وسكونه وتوارى القمر عن سمائه وأتى الصباح وافترشت الشمس قلب السماء وأدلت بأشعتها الذهبية خيوط أمل تثنت على زجاج نوافذنا بدفء تغمز للأحلام بطرفها وتنقش حروفا تتلألأ نورها ضي السماء. 
نهضت ندا عن فراشها بعدما قبلت صغيرتها ووقفت خلف الشرفة ترفع الستارة لتضي الغرفة بشروق شمس الصباح وهي تبتسم برضا حيث استمعت لصوت زقزقت العصافير التي تحلق باغصان الأشجار في معزوفة ربانية بديعة يصاحبهم صوت الكروان ونغماته العذبة التي تبعث الأمل داخل النفوس تنهدت براحة وتركت غرفتها وهي تحمل منشفتها متوجهة إلى المرحاض لتنعش جسدها بالماء وعندما أنتهت من حمامها ابدلت ثيابها ووقفت أمام المرآة تمشط شعرها ثم رفعته لأعلى وسارت مغادرة الغرفة لتجد والدتها جالسة أمام التلفاز
اقتربت منها ندا بوجه باسم ثم مالت على راسها تقبلها
صباح الخير يا أمي
صباح الخير حبيبتي
قالت وهي تتوجه صوب المطبخ 
ساعد الإفطار
أومت لها والدتها بخفة ثم عادت تصوب أنظارها على شاشة التلفاز تتابع مسلسلها المفضل.
بعد لحظات معدودة انتهت ندا من أعداد طعام الإفطار وسكبت الشاي ثم حملت صينية الطعام ووضعت ها أعلى طاولة الطعام اخبرتها والدتها بالانتهاء وهي اقتربت من غرفتها لتيقظ صغيرتها بينما صدح رنين هاتفها بأرجاء الغرفة التقطته بخفة لتجد الشاشة تنير بأسم مريم
أجابتها على الفور 
مرحبا مريم كيف حالك 
أخبرتها الأخيرة أنها ستاتي لقضاء اليوم معهم وسوف يأتي يوسف في المساء لأصحابها ثم اغلقت الهاتف.
غمرتها السعادة بقربهم هذا وعادت إلى صغيرتها تيقظها وهي تدغدغها لتجعل البسمة ترتسم على ملامحها الملائكية وحملتها بخفة لتنهض عن الفراش وتدور بها كالفراشة الصغيرة لتعلو ضحكاتهن معا انزلتها برفق ثم طبعت قبلة رقيقة أعلى وجنتها وقالت 
هيا أذهبي إلى المرحاض وأستعدي في ضيف غالي ساعرفك عليه
غادرت نور الغرفة بينما تنهدت ندا بعمق وهي تربت الفراش ثم غادرت الغرفة هي أيضا لتجلس بجانب والدتها تنتظر صغيرتها لتناول طعام الإفطار معا.
قصت على والدتها معرفتها ب مريم ويوسف الشاب الصحفي الذي أجرا معها حوارا صحفيا والتقت به ثانيا ومريم سوف تأتي لتعارف عليها وعلى طفلتها رحبت والدتها بقدومها فهي سيدة حنونه تبلغ من العمر ستون عاما أرملة منذ عشرة أعوام وبعد زواج بناتها مكثت ندا معها بالمنزل بسبب أنفصالها عن زوجها.
وشقيقات ندا الاخريات متزوجات ويقطنون خارج البلاد مع ازواجهن.
بمنزل يوسف..
بعدما استيقظ من نومه استعد لمغادرة المنزل بصحبة شقيقته ليصلها إلى منزل ندا كما اتفقا أمس ارتدا تيشرت كحلي اللون ووضع الكوفية السوداء على عنقه وارتدا بنطال اسود وحذائه الأسود أيضا 
وغادر غرفته ليجد مريم تنتظره وهي في كامل اناقتها ببنطالها الأبيض يعلوة كنزة سماوية وحجاب ابيض يزيد من جمالها فهي شديدة الشبه بشقيقها حاوطها يوسف بكتفه وقال بمشاكسة
أين مريم شقيقتي الشقية
رمقته بنظرة غاضبة ليكركر ضاحكا وهو يجذبها اليه ثانيا بعدما ابتعدت عنه غاضبة قرص وجنتها وقال
تبدين جميلة يا أميرتي
تنهدت بارتياح وقالت بغرور مصطنع
هذا أقل شيء تبا لتواضعي
انهت كلماتها بضحكة رنانة عاد يوسف متسألا
هل تحدثي مع ندا
أجل وهي تنتظرني
حسنا هيا بنا ساصلك هناك وأنا سااتي في المساء لدي مشوارا هام
أعطته فطيرة الجبن وجلبت له كوب الشاي وهي تقول 
تناول هذا أولا قبل أن نذهب وانا سأجلب حقيبتي
تركته يتناول طعامه ودلفت غرفتها تحضر حقيبتها الشخصية ثم وقفت تنتظر انتهاء يوسف الذي أنهى افطاره سريعا وغادروا المنزل سويا ثم أوقف سيارة أجرة واستقل هو وشقيقته بالمقعد الخلفي وأملى على السائق العنوان المنشود..
بعد مرور نصف ساعة ودع يوسف شقيقته وأكمل هو في طريقه يود أن يذهب للطبيب النفسي ياخذ مشورته بخصوص الصغيرة نور
وصعدت مريم إلى حيث الشقة وقفت عند باب الشقة وهي تحمل علبة شكولاته قد جلبها يوسف لكي تأخذها معها من أجل الصغيرة ثم رفعت أنامله تطرق الجرس بخفة.
بينما بالداخل نهضت ندا مسرعة عندما أستمعت لرنين جرس المنزل وهي تقول لوالدتها
يبدو أن مريم أتت
فتحت لها الباب لتستقبلها بترحاب ويعانقان بعضهن في ألفة ومحبة ثم دعت لدخول
اعطتها مريم العلبة وهي تقول بلطف
هذه من أجل الأميرة الصغيرة أين هي أود التعرف عليها
تركتها ندا وقالت
حسنا اعطيها إياها بنفسك
ثم رفعت صوتها تنادي ابنتها التي اتت اليهن وهي تمشي على أستحياء
احتوتها ندا أسفل ذراعها ثم مالت عليها قائلة
نور حبيبتي هذه مريم صديقتي وتود ان تكون صديقتك أيضا وجلبت لك الشوكولاتة التي تعشقينها
تقدمت منها مريم ثم دنت منها أصبحت في مستوى الصغيرة تنظر لها بحب وقالت بصوت هامس حنون
ما رأيك بأن نكون اصدقاء
مدت يدها قائلا
هل تقبليني صديقة لك
هزت الصغيرة رأسها بايماءة طفيفة
عانقتها مريم وهي تهتف بمرح
لا هذا الموقف لا يوثق إلا بالاحتضان
ثم رفعتها عن الأرض ودارت بها عدة مرات وندا تطالعهن بسعادة 
وبعد ذلك جلست مريم بغرفة الصالون مع والدة ندا وطفلتها في جلسة تعارف وتثامر 
وعندما لاحظت مريم انطواء نور امسكت بيدها وقالت 
هل تسمح لي صديقتي برؤية غرفتها واللعب معها وقفت نور وهي تنظر لوالدتها كأنها تنتظر اذن القبول تبسمت لها ندا وقالت بحنو
اصطحبي صديقتك الجديدة معك وأريها غرفتك والمنزل بأكمله وأنا سوف أتوجه إلى المطبخ لكي اعد لكم البيتزا الشهية من صنع يدي. 
وأثناء وجود ندا بالمطبخ استمعت لرنين الهاتف ووجدت المتصل يوسف 
فتحت الخط لتستمع لصوته الدافء قائلا 
كيف حال شقيقتي الآن 
بأفضل حال الحمد لله 
هتف بمشاكسة
لا توجد جرعة من النكد الصباحي 
ضحكت برقة وقالت 
لا 
وما هو الوضع هل نجحت مريم في الاقتراب من نور 
أجل فعلتها حقا 
قال بفخر 
أنها تربيتي 
عادت الضحكة تنير وجهها وقال
أشكرك يوسف.. 
قاطعها بحدة
لن أنتظر شكر ندا اغلقي الهاتف الان 
قالت بلهفة 
اعتذر منك ولكن 
قاطعها بصوت حاد 
حمقاء أيضا ولن انتظر منك أعتذارا يا مچنونة هيا اخبريني ماذا تفعلي الآن 
انا داخل المطبخ وقررت أن اصنع لهم بيتزا 
مذهل وهل لي نصيبا من تذوق طعامك 
بكل تأكيد سوف ننتظر لتناول الغذاء معا 
حسنا سوف أاتي لدي أمر هام وأود ان نتحدث 
أنتظرك 
إلى اللقاء 
أغلق الهاتف ودلف العيادة الخاصة بالطبيب النفسي كانت مطلية باللون الاوف ويت المريح للعينين ووجد شابا تقريبا بنفس عمره جالسا خلف مكتبه يدون أسماء المرضى ويأخذ بيانات الحالة تقدم بخطوات واثقة ثم تحدث معه بأنه يريد مقابلة الطبيب أخبره بهويته وانها سينتظره ريثما ينتهي من متابعة الحالات. 
ثم جلس على مقعد ينتظر تفرغ الطبيب
عودة إلى منزل ندا..
جالت مريم داخل الشقة فقد كانت شقة متوسطة الحجم يوجد صالة صغيرة قابعة خلف باب الشقة وعلى جهة اليمين يوجد الحمام يلية المطبخ وفي المنتصف غرفة الصالون ذات الاثاث البني الغامق الطلاء باللون الړصاصي الخاڤت وعلى الجهة الأخرى توجد غرفتين نوم غرفة خاصة بوالدتها مطلية باللون البيج الفاتح توجد بها شرفة صغيرة وداخلها الفراش بجانب الحائط وامامه خزانة الملابس وكومود صغير بجانب الفراش وفي المقابل برواز كبير الحجم لوالد ندا الراحل والغرفة الثانية خاصة بندا وابنتها نور.
ذات لون الطلاء الموف وعند منتصف الحائط توجد رسومات كرتونيه لعالم ديزني بها خزانة ملابس كبيرة الحجم وفراش كبير يعلوة نافذة صغيرة وعلى الجانب الآخر من الغرفة فراش صغير الحجم خاص بابنتها يمتزج ألوانه بالأبيض والموف معا
وعلى الحائط خلف فراش الصغيرة ملصقات لعرائس باربي
بالمنتصف مكتب خاص بندا يوجد أعلاه الحاسوب التي تكتب عليه رواياتها وبعض الكتاب مصفوفة في ثلاث ارفف متصلة بالمكتب.
بجانب الخزانة منضدة زينة صغيرة الحجم الاثاث الخاص بندا باللون الخشابي اللامع أعجبت مريم بديكور الغرفة ثم سحبتها نور من يدها لتغادر الغرفة وتعود الي ركن خاص بها بالصالة توجد به الألعاب الخاصة ب نور.
منزل بلاستك مربع الحجم طولة 100سم يوجد به العرائس الخاصة بها وكور بلاستيكية بالألوان المختلفة صغيرة الحجم وصندوق المكعبات والأرقام الحسابية دلفت نور داخل بيت الألعاب خاصتها وبدأت تتجاوب مع مريم وتحدثها بصوت خاڤت متوتر بسبب تلعثمها فهي ترفض الكلام خوفا من التنمر وكل ذلك بسبب تعرضها لمشاكل نفسية أثرت عليها..
جلست مريم أيضا بجانب نور داخل منزلها الصغير وظلت تقص عليها بعض القصص الكرتونية التي تتذكرها بينما منشغلة ندا بتحضير الغداء ريثما يأتي يوسف وقد أخبرت والدتها من قبل بقدومه..
أما عن يوسف جاء دوره ليدلف غرفة الكشف صافحه الطبيب بود وقال 
مرحبا يوسف سررت بلقاءك
وأنا أيضا أعتذر عن عدم اخذ موعد سابق
تفضل أجلس يا رجل ولا تقل هذا انت تأتي في أي وقت
جلس يوسف بالمقعد المقابل له ليهتف الطبيب قائلا
هل انت بخير يا يوسف
تبسم له يوسف وقال بهدوء
انا بخير والحمد لله ولكن أتيت من أجل ابنة شقيقتي
نظر له الطبيب باهتمام وقال
ما بها
تنهد يوسف بحزن وتلاشت بسمته عندما تذكر اڼهيار ندا أمس ثم عاد ينظر للطبيب وسرد عليه الظروف التي مرت بها الصغيرة من معاناة مع الاب المتسلط القاسې الذي ينهال عليهن دائما بالضړب المپرح وهو مدمن للمخډرات وانفصلت والدتها عنه وخرج من حياتهن للأبد ولكن ترك أثر على طفلتهم بكل ما مرت به وواجهته وهي في عمر صغير ومنذ هذا الوقت وهي لا تتعافى تشعر اضطراب في شخصيتها وعدم ثقة بنفسها وتتعرض للتنمر