الخميس 21 نوفمبر 2024

مقال بلد العميان لدكتور احمد خالد توفيق

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

موقع أيام نيوز

البصر .. رأي المدعو بدرو قادما من بعيد فقال لهم 
بدرو سيكون هنا حالا .. أنتم لا تسمعونه ولا تشمون رائحته لكني أراه 
بدا عليهم الشك وراحوا ينتظرون . هنا لسبب ما قرر بدرو أن يغير مساره ويبتعد !.
راح يحكي لهم ما يحدث أمام المنازل لكنهم طلبوا منه أن يحكي لهم ما يحدث بداخلها .. ألست تزعم أن البصر مهم
حاول الهرب لكنهم لحقوا به بطريقة العميان المخيفة .. كانوا يصغون ويتشممون الهواء ويغلقون دائرة من حوله . لو ضړب عددا منهم لاعترفوا بقوته لكن لابد أن ينام بعد هذا وعندها سوف .....!
هكذا بعد الفرار ليوم كامل في البرد والجوع وجد نفسه يعود لهم ويعتذر وقال لهم أعترف بأنني غير ناضج .. لا يوجد شيء اسمه البصر .. 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كانوا طيبي القلب وصفحوا عنه بسرعة فقط قاموا بجلده ثم كلفوه ببعض الأعمال . وفي هذا الوقت بدأ يميل لفتاة وجدها جميلة لكن العميان لم يكونوا يحبونها لأن وجهها حاد بلا منحنيات ناعمة وصوتها عال وأهدابها طويلة ... أي انها تخالف فكرتهم عن الجمال . لما طلب يدها لم يقبل أبوها لأنهم كانوا يعتبرونه أقل من مستوي البشر .. نوعا من المجاذيب .. لكن الفتاة كانت تميل لنيونز فعلا . ووجد الأب نفسه في مشكلة لذا طلب رأي الحكماء كان رأي الحكماء قاطعا ..
الفتي عنده شيئان غريبان منتفخان يسميهما العينين . جفناه يتحركان وعليهما أهداب .. وهذا العضو المړيض قد أتلف مخه . لابد من إزالة هذا العضو الغريب ليسترد الفتي عقله . بالتالي يمكنه أن يتزوج الفتاة بالطبع ملأ الفتي الدنيا صړاخا .. لن يضحي بعينيه بأي ثمن . بعد قليل ارتمت الفتاة علي صدره وبكت وهمست ليتك تقبل .. ليتك تقبل ..!
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
هكذا صار العمي شرطا ليرتفع المرء من مرتبة الانحطاط ليصير مواطنا كاملا . وقد قبل نيونز أخيرا وبدأ آخر أيامه مع حاسة البصر .. خرج ليري العالم للمرة الأخيرة هنا رأي الفجر يغمر الوادي بلونه الساحر . أدرك أن حياته هنا لطخة آثمة .. الأنهار والغابات والأزرق في السماء والنجوم .. كيف يفقد هذا كله من أجل فتاة .. كيف ولماذا أقنعوه أن البصر شيء لا قيمة له برغم أن هذا خطأ 
اتجه إلي حاجز الجبال حيث توجد مدخنة حجرية تتجه لأعلي .. وقرر أن يتسلق عندما غربت الشمس كان بعيدا جدا عن بلد العميان .. ڼزفت كفاه وتمزقت ثيابه لكنه كان يبتسم .. رفع عينيه وراح يرمق النجوم .
انتهت قصة بلد العميان
هناك لحظة تدرك فيها أن الخطأ يسود وينتشر من حولك وفي لحظة كهذه يصير القابض علي المنطق والصواب كالقابض علي الجمر . تشعر بالغربة والاختلاف ولربما يعتبرونك مچنونا

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات