چريمة على السحور فاطمة الالفي
علي بعضها مش عجباني
نظر لها بحب وقال بصدقمافيش حاجة عجباني غيرك انتي بصراحة
نكست رأسها تنظر أسفل قدميها وقالت بصوت مهزوز
مش عاوزه اتجوز كل اللي أنا بتمناه أربي ولادي وبس
امسكها من ذراعيها وقال بصوت حاني
بصيلي يا رحمة
تطلعت له باضطراب
هنربي الولاد سوا وهكون ليهم أب ومش كلام مرسل وخلاص لا أنتي لسه ماتعرفنيش وهتعرفيني أكتر أن شاء الله أنا طالب منك تديني فرصة بس فكري بقلبك مش بعقلك عارف أنك خاېفة علي ولادك وده شيء طبيعي بس تخافي من الدنيا كلها إلا مني رحمة والله العظيم أنا صادق معاكي وجد جدا كمان ولا بلعب بيكي ولا بمشاعرك ولا عاوز استغلك انا واحد بيحبك ومستعد يقدملك عمره كله تحت رجلك
أنهي كلماته بضحكه رنانه أو ظل يتطلع بمقلتيه البنية الي بركة العسل خاصتها يريد أن يخبئها باحضانه ويبعدها عن العالم بأكمله ولا تجد ملجأ إلا حضنه يكون هو عالمها الصغير وسندها ورفيق دربها يمشون الطريق سويا مهما تعثرت خطواتهم معا يصلون إلى بر الأمان ظل عيناه تعانق عينيها ينتظر منها أن تروي ظمأ عشقة وتبادلة نفس المشاعر الذي لا يشعر بها إلا بقربها يا ليتها تنظر داخل قلبه وتعلم بمكانتها داخله ستجد نفسها متربعه علي عرشة.
يتبع
الفصل الحادي عشر
بقلم فاطمه الالفي
كانت عيناه تملئها الأمل ينتظر سماع كلمة تروي ظمئه ولكن خابت أماله عندما سمعها تهتف بصوت مضطرب ضعيف قائلة
أحنا اتنين مختلفين تماما حضرتك ليك عالم خاص بيك وأنا ليه عالم تاني خالص فرق بين السماء والأرض
ماينفعش استغل الموقف في صالحي أنا كده هكون أنانية وبظلمك معايا
دموعها الساخنة اعلي وجنتيها وقالت بحزن
الناس هتقول إيه .. أستغليت حضرتك .. حتي الأستاذ عادل قالها أن وقعتك يعني الناس هتبصلي أن خطڤتك من مراتك وأنا ماانفعكش حضرتك فين وأنا فين
أقترب منها بثبات ورفع ذقنها وظل يتطلع لبريق عيناها العسلية وقال بصوت حاسم
رحمة مافيش مخلوق علي وجة الأرض يهمني غيرك أنا راجل ناضج وعندي ثلاثين سنه ومسئول عن تصرفاتي ماحدش يقدر يحاسبنيثم أردف قائلا
شهقت پصدمة ثم هتفت قائلة لا بناته والله لو كان في حاجة كانت سهر حكتلي
عندما زاد صمتها هتف معتز قائلا باقتراح
طيب بلاش تقعدي معانا في الفيلا هتخدي انتي الاوضه اللي كنت بنام فيها في الجنينه وده افضل حل دلوقتي عشان تكوني تحت عنيه لحد لم شهور العدة تخلص ونتجوز
لا هرجع الشقة القديمة
هتف معترضا لأ طبعا محمد وعمرو هيكون سهل يوصلولك كده وأنا مش هكون مطمئن عليكي وأنتي بعيد عني كده
أبتسمت برقة وقالت بعد إصراره علي وجودها خلاص هقعد أنا وولادي في الأوضة
تنهد بارتياح أخيرا بقا مش معقول دماغك ناشفة بشكل
قالت بجدية مش هتندم في يوم علي اختيارك ليه
قال بحنان لو هندم فهندم علي الأيام اللي عدت من عمري قبل ما اقابلك ولا اتعامل معاكي أنا نفسي اتجوزك حالا بس للاسف ماينفعش وهحاول اتحمل الشهرين الجاين عشان نتجمع في بيت واحد
وهنعتبر نفسنا في فترة خطوبة علي فكرة وهنجهز بيتنا سوا وهتختاري شبكتك بنفسك
وأنا مش عاوزة حاجة غير الستر والأمان
نظر لها بحب وقال
يعني معايا حاسة بالأمان بجد
هزت رأسها وتوردت وجنتيها بحمرة الخجل منما جعل معتز يتنهد وصړخ بمرح
يااه يا رحمة أخيرا شايفة فيه حاجة حلوة ههه
بادلته إلابتسامة وفضلت الصمت علم معتز كل ما يدور بداخلها وأراد أن يطمئنها فقط وعدها بأن يكون الزوج الصالح لها والأب الحنون علي أطفالها ولا يريد سواهما فهو لم يعد لحياته طعم بدونها..
قرر معتز التحلي بالصبر وتركها بالغرفة الملحقة بالفيلا ودلف لداخل الفيلا صعد إلي غرفة شقيقة بعدما ترك الصغيرتين مع الهام.
لية يا عادل لية تعمل في نفسك كده حرام عليك لية عاوز تسبني أنت كمان
ظل يهز في جسده الساكن ولكن لا يستجب له حملها علي كتفة كالطفل الصغير وسار بخطوات مسرعة يهبط الدرج وهو في طريقة للمغادرة رأته إلهام وهرعت إليه في تسأل
لم يستطيع التحدث معها فقد كان بحالة يرثى لها وضعه داخل السيارة وجلس هو بالمقعد أمام المحرك وهم بالانطلاق ولكن استوقفه صوت رحمة وهي تدق أعلي زجاج الباب الآخر ليفتح لها الباب
دلفت بجواره وهي تهتف بحزن وتسأل
إية إللي حصل
نظر لها وعينياه مغرقة بالدموع وأجابها بصوت تائه
ماعرفش حصل إية بس دي محاولة أنتخار
قالت بصوت حاني ليخفف عنه أوجاعه
أطلع علي المستشفى بسرعة وأن شاء الله هيكون بخير
أنطلق مسرعا في طريقه لأقرب مشفى..
مرت عليه ساعات كالدهر وهو متسمر مكانه أمام غرفة العمليات ينظر لباب الغرفة يترقب خروج الطبيب.
لا يعي بالوقت فقد كان بعالم أخر شاردا في اللحظات التي عاشها بعد الحاډث المروع الذي أصاب والديه وفارقا الحياة ولم يجد سوا أحضان شقيقه الأكبر الذي يتمسك به بقوة يخشي فقده هو الآخر عان الكثير بالماضي وتحمل شقيقه مسئوليته منذ أن كان في مرحلة المراهقة وكان له الأب الذي مارس دوره ببراعة يتذكر اللحظات الصعبة والايام القاسېة التي واجهتهم بعد فقدانهم لوالديهم ومثابرة عادل في تحمل مسئوليته ومسئوليه شقيقة الأصغر كان يعمل بكد وجهد من أجل توفير لقمة العيش وتعليمه ورفض أن يذهب معه الي العمل أمره بأن يلتزم دراسته وساعده اغلي أن وصل بمساندته إلي الحصول علي شهادة عليا وبعد أن أستقر هو بعمل بدء عادل في التخطيط لمستقبلة وتزوج من سهر ولم يتركه وحده بلا ارغمه علي العيش بمنزلة الصغير فهو لازال مسئول منه ولكن رفض هو الاستمرار بمنزل شقيقه وعاد الي منزل والده ظل به الي أن تحسنت أحواله الماليه وبدء العمل بشركة ضخمة وزاد راتبه تزوج هو أيضا منذ عامين فقط الآن شقيقه بداخل الغرفة يصارع المۏت سيفقد والده مرة أخرى ولم يقدر على العيش دونه.
علت شهقاته عندما شعر بأنه سيخسر والده وشقيقه وصديقه وكل شي لديه
اقتربت منه رحمة تواسي حزنه
أدعيلوا وأن شاء الله هيكون بخير
هتف بصوت مكلوم
بقالنا ٣ساعات واقفين وماحدش عاوز يطمناعادل لو جراله حاجة أنا ضهري هيتكسر ومش هقوم تاني هو أبويا واخويا وصاحبي وكل عيلتي ماليش إلا هو
ربتت علي كتفه برفق
خلي عندك ثقة في ربنا ويقين ربنا مش هيخذلك
فتح الطبيب باب غرفة العمليات وغادر منها هرع إليه معتز بقلق يتسأل عن حالة شقيقه هتف الطبيب بأسف
للاسف الحاله مش مستقرة وأحنا عملنا إللي علينا والباقي علي ربنا أدعلوا الساعة الجاين يعدو علي خير لانه ڼزف ډم كتير وأحنا حولنا قدر المستطاع نخيط أوردة أيدة وكانت عملية دقيقة وممكن تترك أثر ربت علي كتفه بهدوء قبل أن يغادر وقال
هو هيفضل في العناية تحت الملاحظة ادعيلو
ثم سار في خطواته مبتعدا ونظر معتز بعدم فهم لرحمة وهتف بأنفعال
يعني إية أنا لازم أشوفه وأطمن عليه
معلش ممكن تهدى الدكتور طمنا الحمد لله عمل له العملية بس لازم يفضل في العناية وأن شاء الله هيسترد وعيه وتطمن عليه ده لمصلحته ثم هتفت قائلة
ممكن تليفونك أكلم إلهام اطمن علي الولاد والبنات
دس يده داخل سترته وأعطاها الهاتف
التقطته منه وأضاءت شاشته التي تفاجئت بوجود صورتها أمامها علي شاشة هاتفه أبتلعت ريقها بتوتر ومدت يدها به وقالت ممكن تفتحة وتتصل بيها وأنا هكلمها
فتحه ببصمة وجهه ثم أخرج رقم الهام واعطاها الهاتف ثانيا
إبتعدت عنه قليلا لتسترسل حديثها مع إلهام وهي تطمئن علي الصغار وبعد أن أطمن قلبها عادت إليه
وجدته يضع رأسه علي النافذة الزجاجية الصغيرة ويطل منها علي شقيقه القابع بالعناية ولا يفصل بينهما سوا جدار ولكن لم يستطيع أن يفض ذلك الجدار ويقترب منه يعانقه ويخبره بأن لا حياة له بدونه..
الأخ سند وحصن أمان ذراع دافئه تحتويك من صقيع الحياة يد قوية تحميك وتمسك بك لتصلها لآخر الطريق وتلتقط العثرات لتخلو حياتك من المتاعب الأخ لا يعوض ولا يأخذ مكانه أحد..
الأخ نعمة من الله عز وجل فهو قطعة من القلب والروح هو الكتف الذي نتكئ عليه إذا
ما اشتدت الدنيا وهو الذي يحمي ظهورنا ويحمل عنا عبء الحياة وقسۏتها الأخ هو السند والذخر والصديق الأول فلولاه لكان طعم الحياة مرا..
الفصل الثاني عشر
بقلمي فاطمه الالفي
مرت الساعات الفاصلة بحياة شقيقة عليه كالدهر وهو ينتظر سماع صوته تشتاق عيناه لتعانق عيناه والاطمئنان بأنه مازال موجودا علي قيد الحياة.
لم تكف رحمة عند الدعاء لشقيقه بالشفاء وان يسترد صحته من أجل صغاره فهم بحاجة لوجود والدهم.
كانت عيناه معلقة بغرفة العناية وفجأة غادرت الممرضة وهي تبتسم له وتبشره بإيفاقت شقيقه
شكرها بأمتنان واعطاها بعض النقود بعدما ذفت له ذلك الخبر الذي ينتظره علي أحر من الجمر ثم دلف مسرعا لغرفة العناية بعدما ساعدته الممرضة
بارتداء ثوب التعقيم الخاص بالعناية.
سار بخطوات