چريمة على السحور فاطمة الالفي
وقالت بمشاعر صادقة
عمري ما حسيت يعني أية أمان من بعد ۏفاة والدي الله يرحمه غير لم دخلت حياتنا والقدر جمعني بيك
اختفت ابتسامتها عندما تذكرت حياتها السابقة مع طليقها
وهمست بحزن قائلا
حياتي اللي قبل كدة كانت صعبة اوي كنت بضغط على نفسي كتير عشان أقدر أكمل عشان كنت حاسة نفسي وحيدة وكمان ولادي هم دول اللي عشت عشانهم وتحملت كل حاجة عشانهم
كان بيضربك ثم هتف بصوت غليظ
أقسم بالله العلي العظيم لكسره ايده اللي مدها عليكي وهعرف ازاي أدفعه تمن اللي عمله معاكي انا كنت بس بخطط له وبتكتكت ليه بس على هداوة انا مش ناسي أن خد ولادك منك وكان عاوز يحرمك منهم وراح يحط أيده مع واحد حقېر وخسيس زيه
بس انا مش عاوزة حاجة منه عشان ربنا عوضني بيك وطبطب على قلبي لم بقيت في حياتي أنا مش عايزة يعرف مكاني ولا يشوف ولادي
ضحك بصوت عال وقال بمرح
والله كان زمانا بنقضي اسعد لحظات حياتنا مش نتكلم في الماضي وجراحه لا والعريس ايه قضي دخلته في المستشفى ههه
ضحكت هي الأخرى على كلماته وبعد أن استرد كل منهما انفاسه شدد في احتضانها ونام كلاهما وهم متشبثين بالآخر..
في صباح اليوم التالي.
فتح عمرو عيناه ونهض من مكانه يدلك عنقة الذي يألمه بسبب نومته طوال الليل أعلى الأريكة بحث عن المرحاض ودلف لينعش جسده تحت المياه التى كانت تنهمر على جسده المصاپ كالجمر الملتهب ولكن لم يكترث لذلك اللهيب فكان شاردا بعقله بمكان أخر ظل أسفل صنبور المياه قرابة الساعة ثم أغلقة وحاوط جسده بمنشفة وجدها بالداخل ثم غادر المرحاض ودلف المطبخ المجاور له لم يجد به شيء إلا شاي وضع فيشة الكاتل الكهربائي وسكب به مياه ثم ضغط زر التشغيل وبحث عن السكر وكوب نظيف لكي يسكب به الشاي.
في ذلك الوقت كانت تدلف سيما من الباب وبحثت بعيناها بالداخل تترقب وجوده الي أن رأته جالسا أمام التلفاز اقتربت منه تحاول أن تظهر هدوءها ووضعت الأغراض التي كانت تحملها من طعام أمامه ثم قالت
أجابها بفتور عادي
انا جبت أكل
نظر لها بلامبالاه ثم قال
محتاج اللي أهم من الأكل
نظرت له باهتمام
محتاج أيه
عاوز هدوم عشان لازم اتحرك من هنا في مشوار لازم أعمله بنفسي
قولي عاوز ايه وانا أساعدك
رمقها بنظره حاسمه ثم قال
هتعرفي تجبيلي مسډس بدل اللي وقع مني والبوليس كان بيطاردني
همست بړعب مسډس!
لية ناوي تعمل بيه أيه هتقتل مين
نظر لها بجديه وعيناه تشع بالحقد ثم هتف ساخرا
الفصل الحادي والعشرون
بقلم فاطمة الألفي
نظرت له پخوف عندما هتف ساخرا بأنه يريد قټلها
رمقها عمرو بنظرات ماكرة ثم ضحك بصخب وقال وهو يقترب منها ويمسك بخصلاتها البنية
ضحك باعلى طبقات صوته وقال
أية خۏفتي مني واضح انك مش ذكية كفاية وعشان كده معتز طلقك ثم أردف قائلا وهو يلفحها بانفاسة الدافئة
لو كنتي ذكية كنتي عرفتي تستغلي اللي حصل مش بغباءك تتخلي عن جوزك
ثم دفعها بقوة وهدر بصوت غاضب
لكن كلكم زي بعض أهم شيء بتفكرو فيه الفلوس وبس مافيش في قلبكم رحمة ولا مشاعر اللي بينبض جوة صدركم ده مېت عارفة يعني ايه مېت
استرد أنفاسه وقال وهو يجلس بهدوء وكأنه لم يثأر ولا يغضب من قبل
رحمة الوحيدة اللي عندها قلب وبتعرف تحس مش زيكم ولا عمرها هتكون زيكم
علمت بأنها أوقعت نفسها بيد مچنون وهي حقا غبية لأنها كانت تنوي مساعدة مچرم ولكن لا ينفع ندمها الآن فقد أصبحت تحت رحمته وتخاف بطشه.
جاهدت على إخراج صوتها ونهضت من مكانها حاولت رسم البسمة على محياها وهتفت قائلة
قول مطلوب مني ايه وأنا هنفذه فورا
نظر لها بحدة وقال
محتاج لبس عشان أخرج من هنا
ابتلعت ريقها بتوتر وأشارت إلي الأعلى قائلة
في هنا هدوم تخص بابا فوق ممكن تشوف بنفسك
هم بصعود الدرج ثم نظر لها نظرات ثاقبة وقال
حضري الأكل أنا جعان
وأكمل صعوده الدرج يبحث عن الغرفة ثم دلف ليخرج ملابس تليق به أما هي بالاسفل ظلت تهدر پغضب جامح داخلها بأنها المغلفة التي أوقعت نفسها داخل شباك ذاك المعتوه.
عمت الضوضاء بالحديقة بسبب قدوم طاقم الحراسة الأمنية الذي سيتولى أمر حراستهم وكان معتز يجلس بالحديقة ويحيي جوارة يعرفه على الشباب وكل منهما يستلم مهامة داخل الفيلا .
بعد أن أطمئن يحيي على الوضع نهض واقفا وقال
هسيبك أنا بقا ولو احتجت لحاجة كلمني سلام يا بطل
ابتسم له معتز وودعة ثم ظل مكانه يراقبهم عن بعد
اقتربت منه زينة الصغيرة وقالت بصوت هامس
ميزو انا عاوزة اشوف بابي
التقطها من رثغها وحاوطها بذراعه ثم مال عليها يقبل وجنتيها وقال وهو يميل على أذنها
قلب ميزو المفروض تصبح على ميزو الاول ونقول ايه
صباح الخير يا ميزو
عاد يقبلها على وجنتيها الأخرى وردد
صباح الورد والفل والياسمين على عيون زينة البنات
ثم أردف قائلا
ها كنتي عاوزة أيه بقا
أشوف بابي واحشني أوي
حاضر يا زوزو هنظبط ميعاد بس ممكن بكرة عشان ميزو تعبان ورجلي مش قادر اتحرك عليها كويس
طبعت قبله اعلى وجنته وهتفت بحماس
اوكية يا ميزو
ربنا على قدمه برفق وقالت بصوت حاني
سلامتك يا ميزو
ضمھا برفق وهمس بصوته الدافئ
ميزو بعد الكلمتين دول هيقوم يطير مش بس يتحرك
وقف حبيبة أمامها قائلة
صباح الخير يا عمو ثم اردفت قائله طنط رحمة بتبلغك الفطار جاهز
التقط كفها قبله وقال بمرح
طب اسندي عمو
وقفت حبيبة أمامه وإرادت أن تساعده على النهوض ابتسم لها معتز بحنان ووضع كفه على كتف الصغيرة وسار بجوارها
هتفت زينه أيضا بحماس
وأنا وانا اتسند علي يا ميزو
وانتي كمان يا قلب ميزو
سار متوسط الصغيرتين ودلفوا سويا لداخل الفيلا الي حيث غرفة المائده وجلسوا جميعهم يتلقون حول مائدة الطعام ورحمه تضع الطعام أمامهم وتبتسم لهم بحب وتناول طعام الإفطار في جو من السعادة والألفة
كان يتطلع لها من حين لآخر يحمد الله على ما أهداه إياه فهي حقا هدية من الرحمن ورئفة بحياة الصغيرتين اللتين فقدن والديهم بآن واحد ولكن عوضهم برحمة القلب الحاني ودرع الأمان المحتضن لهم جميعا ..
داخل منزله يتشاجر مع شخص أخر لكي يعطيه المادة السامة الهيروين ولكن خسر كل أمواله التى حصل عليها مقابل أنه ضحى بزوجته وأولاده خسر كل شيء عندما التحق باصدقاء السوء الذين استغلوه لكي يفعلون كل شيء غير مباح تردد على أماكن لم يذهبون إليها من قبل ملهي ليلي يلعبون به القماړ ويسكرون به ويفعلون كل ما حرمة الله ولكن نسو الله فانساهم أنفسهم.
صړخ محمد مستنجدا بصديقه
ابوس ايدك يا جدع عاوز شمه واحدة بس جسمي مش قادر
أزاح يده يبعدها عنه وأشار إليه
قبضني الاول وريني فلوسك اديك غرضك وفوقيه بوسه كمان
جف حلقه اثر احتياجة لذلك المغيب للعقل والسم القاټل لجسده وظل يحك بجسده فقد كان في حالة هياج ويحتاج لجرعته ولكن لم يعد معه مال فقد خسره داخل الملاهي الليلية على طاولة القماړ وعلى ذلك السم القاټل
نزع ساعته واعطاها إياه
خد الساعة دي واديني بيها شمة
التقط منه الساعة وظل يقلبها بيده على الجانبين بتفقد ثم قال
وماله مش بطالة خد بس اعمل حسابك بعد كده مافيش حاجة هتخرج غير ما اقبض فلوسي الاول
ثم دس يده داخل جيب بنطاله وأخرج المسحوق الابيض التقطه محمد بلهفة وجلس أرضا يفتح الكيس البلاستيك الصغير ونثر محتوياته على ظاهر كفه وبدأ يقرب أنفه يستنشق السم بتلذذ وكأنه حصل على مبتغاه ثم هدأت ثورته وشعر بالاسترخاء مدد جسده أرضا وظلت عيناه جاحظة تتطلع لسقف المنزل بشرود وانسابت منهما خط رفيع من دموع عيناه حزينا على ما فعله بنفسه فقد هان عليه كل شيء باع زوجته وأولاده وهذا ما توصل إليه حاله الآن..
بعدما ارتدى عمرو الملابس التى انتقاها جلس اولا يتناول الطعام بهدوء ثم نظر لها پحده وقال
قومي وصليني بعربيتك
نهضت على الفور خوفا من بطشه واستقلت سيارتها أما هو فبعد أن إبلغها العنوان المنشود جلس بحقيبة السيارة لكي لا يراه احد ويتم
القبض عليه وحذرها كثيرا على عدم الفصح عن وجوده وإلا سوف تخسر حياتها فهو لم يبقى على أحد بعد اليوم.
جلست خلف المقود وانطلقت في طريقها إلى العنوان الذي أخبرها به
بعد مرور ساعتين كانت تصف السيارة فتح عمرو حقيبه السيارة وتطلع حوله ببطئ وعندما علم بأنه بالمكان نفسه ترجل من السياره وارتدى المعطف الجلدي الأسود ووضع غطاء رأسه لكي يخفي ملامح وجهه ثم وقف أمام سيما قائلا بهدوء
خليكي هنا في العربية ما تتحركيش
هزت راسها بتوتر ووجدت بأنها الفرصة المناسبة لتخلص منه قبل أن ينفذ تهديده لها
وبالفعل سارت وراءه لكي تعلم إلي أين سيذهب وعندما أيقنت بأنه داخل تلك البناية أخرجت هاتفها المحمول وهاتفت الشرطة لكي تخبرهم بوجود المچرم اللذين يبحثون عنه داخل تلك البناية وأغلقت الهاتف على الفور لكى لا يستطيع أحد أن يهاتفها ثانيا ولكن علمت بأنها أوقعت نفسها بخطأ اكبر عندما أجرت
ذلك الاتصال من رقمها الخاص وبالتأكيد سوف تعلم الشرطة بأنها التى أبلغت عن المچرم عمرو عادت إلي مكان السيارة وهي ټلعن الحظ الذي اوقعها بكل هذه المشاكل يا ليتها ابتعدت بحياتها ونجت من براثن عمرو ونست الاڼتقام من معتز أيضا
لم يمر سوا لحظات ووجدت عمرو يطرق على نافذة سيارتها بقوة ويشير إليها بالسير ريثما يعود لمكانه داخل الحقيبة نفذت ما أمرها به وأثناء مغادرتهم لتلك المنطقة كانت قوة من الشرطة تحاوط المكان اختلس عمرو النظر من داخل السيارة وعلم بأنها أوقعت به وظن بأنها النهاية ولكن وجدها تسرع في قيادتها وتترك المنطقة بسرعة فائقة يبد أنها خائڤة علم حينها بأنها تحت رحمته وسوف يلقنها عقابها ريثما يعود إلى المزرعة.
صعدت قوة الشرطه البناية وكان يحيي يتقدمهم وعلم بأن تلك الشقة خاصة بطليق رحمة وتشابكت
الخيوط داخل ذهنه بأن عمرو تواصل معه من أجل معتز ورحمه ثانيا وأنه لازال يفكر بالاڼتقام وعندما هم يحيي بطرف باب الشقة وجد الباب مفتوح بالفعل دلف بهدوء ووضع يديه داخل جيب بنطاله