چريمة على السحور فاطمة الالفي
مكانه
اقترب منه مهاب قائلا
تحب اساعد حضرتك
فاق من التطلع للفراغ ونظر له ثم هز رأسه نافيا ودلف لداخل الفيلا هو بنفسه
وجد الهام أمامه ومعها الاطفال واقتربت منه بقلق هاتفية
في ايه باشمهندس مدام رحمة طلعت اوضتها وماتكلمتش
نظر معتز للاطفال وقال
خلي بالك انتي من الولاد وانا هشوف رحمة
صعد الدرج بخطوات متبطئة ثم توجه إلي غرفته ودلف لداخل ثم اغلق الباب خلفه واقترب منها بهدوء وجدها تأني بصوت خاڤت يبد على ملامحها الحزن والاڼهيار
رحمة أنا مش هغضب ولا هثور من حزنك على طليقك لأن عارف إن اللي حصل صدمة وطريقة قټله شيء بشع
ابتعدت عن ذراعه ونهضت واقفة صاړخة بوجهه
أنت اللي عملت كدة في محمد
رفع حاجبية بدهشة ولم يتوقع منها ذلك الإتهام
بكت بحړقة قائلا
لية يا معتز تعمل كده هو مهما كان أبو ولادي ليه تحطنا كلنا في موقف زي ده انا ماطلبتش منك تبعده عن حياتنا بالشكل ده
أنتي متخيلة أن ممكن أعمل كده
قاطعته پغضب وقالت
ماقولتش عملت كده بايدك لكن اكيد بعتله اللي خلص عليه انت قولت بنفسك انك بتخطط له بهدوء عشان ينتهي من حياتنا
هتف غاضبا وأقسم بأنه لم يقترب منه ولم يكن على علم بمكان وجوده وان الفاعل لم يكن إلا عمرو وأثبت له يحيي ذلك ثم ابتعد عنها وغادر الغرفة بعدما شعر منها بالخذلان وعدم تصديقه فلم يكن يظن بأنها تظن به ذلك فهو ليس بمچرم ولا قاټل ليفعل تلك الأفعال..
بقلم فاطمة الألفي
غادر الفيلا بخطوات متبطئة ولم يجد شيئا يحتوية ولا يضمه لالتأم جرحه الذي يدمي غير أحضان شقيقه فهو بأمس الحاجة إليه الآن أستقل سيارته وطلب من ضابط الحراسة أن يقله إلي حيث المصحة التي يوجد بها شقيقه وعلى الفور لب له مهاب طلبه وكان يقود السيارة متوجها إلي هناك..
أما رحمة فشعرت بخلو الغرفة من أنفاسه اللاهثة الغاضبة وهو ېصرخ بوجهها مدافعا عن نفسه وكأنه بموضع شك واتهام صريح موجه له.
علمت بأنها المخطئة ولكن هي تعيش التخبط بحياتها ثانيا تعيش الألم والمرارة كانت تظن بأنها أصبحت كاي شخص عادي لم يرهقها ألم ولا معاناة بحياتها بعد أن أصبحت زوجة معتز كانت تظن بأن الفرح فقط الذي يسكن قلبها بعد سنين العجاف لا تعلم بأنها كانت تعيش مجرد حلم واستيقظت منه على فاجعة مقټل والد أولادها لا تعلم كيف ستخبر صغارها بما حدث لوالدهم هي حقا متخبطة مكتفت الأيدي ولم تستطع التنفس تشعر بالاختناق قد يزهق بروحها ولا تلوم إلا حالها.
حاولت إلهام معها بأن تصعد غرفتها لكي لا يراها الصغار بتلك الحالة ولكن أبت أن تغادر مكانها ريثما يعود زوجها.
حاولت إلهام اللعب مع الصغار بداخل الغرفة الخاصة بالالعاب لكي تلهيهم عن والدتهم.
وترجل معتز وطلب منه انتظاره ودلف هو لداخل المشفى متوجها إلي الطبيب المعالج يطمئن على وضع شقيقه وعندما علم باستجابته للجلسات العلاجية والدعم النفسي شعر بالسعادة من أجله واراد مقابلته ووافق الطبيب على تلك الزيارة.
وقف معتز أمام باب غرفة شقيقه ثم طرقها برفق ودلف بهدوء
كان عادل يتطلع من خلف النافذة للخارج وعندما استراق السمع علم بأن تلك الدقات المتتالية على الباب لا تخص إلا شقيقه الأصغر
نظر له مبتسما ثم فرد ذراعيه لتستقبل شقيقه بحنان نسى معتز ألام قدمه وألام روحه وركض إلى أحضان شقيقه يتشبث به بقوة وكأنه غريق ونجى عندما حاوطته ذراع شقيقه
انسابت دموع كلاهما فكل منهما داخله مشاعر مدفونة لم يقدرن على البوح بها ولكن دموعهم هي التي تبوح الآن.
طال العناق إلى أن هدأت دموعهم واسترد كل منهما أنفاسه ثم أبتعد معتز بهدوء وسحب شقيقه ليجلس جامبو أعلى الأريكة الموضوعة بالغرفة.
عامل أيه يا حبيبي الدكتور طمني أن وضعك بيتحسن
زفر عادل بضجر وقال
نفسي أخرج بسرعة عشان البنات واحشوني ومش عاوزهم يبعدو عني أكتر من كدة وكفاية عليك مسئوليتهم
نظر له بعتاب وهتف قائلا
مش عيب عليك يا كبير تقول الكلام ده بردو يعني ايه مسوليتهم دول بناتك يعني بناتي وحته من روحي ربنا يقدرني واخلي بالي منهم لحد لم تخرج لهم بالسلامة بناتك دول الملايكة بتاعتنا
نظر له عادل بقلق ثم همس بتسأل
قولي أنت مالك في حاجة مزعلاك
هز رأسه بتهرب واراد أن يبدل الحوار ولكن تفاجئ بحديث شقيقه عندما دقق النظر بعيناه وقال
رحمة عاملة أيه
تطلع له معتز بعدم فهم ضحك عادل على نظرات شقيقه وربت على كتفه وقال
أنا عارف أنك بتحب رحمة يا مغفل هههه ثم أن عرفت منهما هي شخصيا ثم استطرد قائلا
قولي أتجوزتو ولا لسه شهور عدتها مش خلصت
هتف پصدمة
دي كمان كنت عارفها
ضحك بملى صوته وقال
رحمة طلعت أجدع منك وجت زارتني هنا وقالتلي
رحمة جاتلك هنا أمته وازاي وليه ما قالتش
بعدما استرد عادل أنفاسه نظر لشقيقه بحنو ثم استرسل حديثه قائلا ما حدث معه قبل شهر من الآن.
فلاش باك..
بعدما انتهى من جلسة علاجه النفسي وعاد إلي غرفته استمع لصوت طرقات اعلى باب غرفته توجه هو وفتح الباب ليتفاجئ بوجود رحمة أمامه.
دار وجهه ولم يتطلع إليها شعرت هي بالحرج ولكن تماسكت لتتحدث معه واقتربت منه وقفت أمامه دون خوف وهتفت قائلة
أنا عارفة أن حضرتك مش طايق وجودي بس أنا ماليش ذنب في اللي حصل أنا مش جاية اتكلم عن سهر الله يرحمها هي عند ربنا وماينفعش نتكلم عنها لا بالۏحش ولا الحلو وهي مهما صدر منها فهي هتفضل أم بناتك العمر كله سوا كانت عايشه أو متوفيه دي حقيقة ولا حد يقدر يغيرها وتاني حاجة عاوزه اقولها أن بناتك جوة عنيه وقلبي وماتخفش عليهم هكون لهم الام ومش هيحسو بغياب والدتهم كمان معتز هيكون مكانك لحد لم ترجع لهم تنور حياتهم من تاني
قاطعها بتسأل
يعني ايه مش فاهم
نظرت له بخجل ثم قالت
الحقيقه أن الباشمهندس معتز متظر شهور عدتي تخلص عشان نتجوز
جحظت عيناه پصدمة وقال بعدم تصديق
معتز اخويا عاوز يتجوزك أنتي
أنا عارفة أن مش قد المقام وكمان ظروفي ملخبطة ومش وحيدة لا معايا ولدين كمان بس ربنا كبير وبيعوض انا شوفت كتير في حياتي واتظلمت كتير واتوجعت اكتر مش يمكن معتز يكون ده عوض ربنا على صبري وعلى كل ايام الشقى والمر اللي عشته مش يمكن ده الفرح اللي ربنا شيلهولي مش يمكن أنا كمان اكون له الفرحة اللي بيتمناها بعد اي ۏجع شافه أو عاشه تعرف لو حضرتك رافض جوازي من معتز أنا مستعدة ابعد عنه خالص
وهتروحي فين
ارض الله واسعة وربنا ما بينساش حد ولو ليه نصيب فيه هتجوزه وهعيش معاه حتى لو معايا جيش عيال مش بس اتنين ربنا هو اللي بيجمع وهو اللي بيفرق وهو اللي جمعني بمعتز من غير معاد
باك..
كلامها لمس قلبي وعملي زي رعشه كده في جسمي حسيت أن اتزلزلت من جوايا مااقدرتش اقولها غير خلي بالك من معتز ومبروك مقدما على الجواز وان فعلا معتز اخويا ده عوض ربنا ليكي
بس يا سيدي ده كل اللي حصل
أبتسم معتز وقال
رحمة عملت كل ده
ربت
عادل على قدم شقيقه وقال
حسيت فعلا انها بتحبك مش مجرد انك حد هينتشلها هي وولادها من الچحيم اللي كانت عايشاه مع طليقها بصراحة فكرت في كلام سهر زمان اول لم اتعرفت على رحمه حكتلي على ظروفها الصعبة ومعاملة جوزها القاسېة ليها وأنها كانت بتشتغل وهو بيكون قاعد في البيت من غير شغل وأنها كمان جبتله تاكسي بالقسط عشان يشتغل عليه واحدة بظروف رحمة كان عندما مليون فرصة تخون زوجها وتمشي مشي مش كويس وتجيب فلوس لكن هي صانت نفسها وشرفها وخاڤت ربنا رحمه ماتتعوضش يا معتز خلي بالك منها وقولي بقا ناوين على امته عشان اخد إذن من الدكتور واجي احضر فرحكم
ضحك معتز
بسخرية وقال
لأ هو الجواز تم ومش تم ههه
هتف بغرابة
ودي فزورة ولا اية
تنهد بضيق ثم قص على شقيقه كل ما حدث معه في الأوانة الأخيرة الي أن تم القبض على عمرو وسيما بمزرعة والد سيما ومقټل محمد طليق رحمة والمشاجرة الأخيرة التى دارت بينه وبين رحمة ولم يجد سواه لياتي إليه.
بعد أن انتهى معتز من حديثه نظر له عادل پصدمة ثم تلاشت الصدمة وظل يقهقه بصوت عال جعل معتز أيضا يضحك معه
ثم قال من بين ضحكاته
واضح أن الغلط مش في سهر وسيما الغلط فينا أحنا ههههه هو عمرو ده مدوب قلوبهم اوي كده هههههه
هو احنا اللي غلط ولا هم اللي غلط ولا الدنيا اللي غلط
ثم تبدلت ضحكاته لدموع وصړاخ ضمھ معتز بقوة وحاول أن يسيطر عليه وصړخ مناديا للطبيب الذي أتى على الفور واخبر الممرضة بإحضار إبرة مهدئه لعادل وبعد أن حقنه بوريده أراح جسده بالفراش واغمض عادل عيناه مستسلما للظلام.
ربت الطبيب على كتف معتز
سيبه يرتاح وتعالى هنتكلم في مكتبي
سار معتز بقلق وهو يتطلع لحالة شقيقة التى ثارت فجأة وعلم بأنه المخطئ عندما قص عليه ما حدث ولكن طمئنه الطبيب بأن ردة فعله طبيعية لأنها لم يتعافى تماما ولذلك لا يحمل نفسه ذنب ما حدث عادل مازال بأول مراحل العلاج النفسي.
وأثناء عودة إلى المنزل مساءا أتاه اتصالا هاتفيا من يحيي يخبره بما قاله عمرو بتحقيقات النيابة.
صړخ معتز منفعلا
يعني ايه يا يحيي زفت ده يعترف ولا مايعترفش برة عني وعن مراتي انا مش هحط مراتي تحت ضغط نفسي تاني وكفاية بقا اللي احنا فيه
اسمع يا معتز أنا عارف ومقدر الضغط اللي أنتي فيه بص لم تهدأ هنتكلم تاني سلام دلوقتي..
أغلق معه الهاتف وترجل من السيارة عندما وصلا إلى ڤلته ثم سار بخطوات بسيطة ثم دلف لداخل
كانت جالسه خلف الباب عندما استمعت لصوت المفتاح داخل المقبض ابتعدت قليلا دلف معتز لتجحظ عيناه پصدمه عندما وجدها جالسة بذلك الوضع
تلاقت أعينهم بصمت أبلغ
من الكلام ثم نهضت من مكانها وظلت عيناهم متشابكة
قطعت رحمة الصمت عندما هتفت معتذرة
معتز ما تزعلش مني والله أنا مش عارفة أنا قولت كدة إزاي بس أنا كنت مش عارفة افكر وخۏفت عليك والله تضيع نفسك واخسرك وأنا ماليش