الأربعاء 20 نوفمبر 2024

مزرعة الدموع للكاتبة منى سلامة

انت في الصفحة 63 من 74 صفحات

موقع أيام نيوز

كرم قائله 
ايه ده
ابتسم كرم قائلا 
احنا اتفقنا ان مفيش فرح .. بس مش معنى كدة ان مفيش فستان فرح
اغرورقت عيناها بدموع السعادة واقتربت لتتلمس الفستان والتطريز فى فرحه .. سألها كرم 
عجبك 
قالت بحماس 
جدا يا كرم .. جدا .. شكله رائع 
اتسعت ابتسامة كرم وهى ينظر الى سعادتها البادية على وجهها .. قالت ريهام بلهفة 
بس خاېفة ميطلعش مقاسى
ضحك كرم قائلا 
لأ متخفيش هيطلع مظبوط عليكي بالمللى
ازاى يعني .. وانت عرفت مقاسى منين
غمز بعينيه قائلا 
استعنت بصديق .. أختك جبتلى فستان من دولابك وخلتهم يعملوا الفستان بنفس المقاسات .. يعني ان شاء الله هيطلع مظبوط عليكي
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ترك الفستان على السرير واقترب منها وقبل جبينها قائلا 
مبروك عليكي يا أحلى عروسة
ابتسمت ريهام فى سعادة 
أخرج كرم من الحقيبة علبة الشبكة وألبسها اياها قطعة قطعة واستغرق وقتا طويلا حتى قالت ريهام 
كرم كل ده بتلبسنى السلسلة 
بحب الاتقان يا ريهام
ضحكت وهى تنظر اليه قائله 
مش وقت اتقان يا كرم الكوافيرة على وصول 
أدارها كرم وألبسها دبلتها وألبسته دبلته .. أمسك كفها ورفعها ليقبله قائلا 
مبروك يا أحلى عروسة فى الدنيا
ابتسمت بخجل قائله 
الله يبارك فيك
قال بخبث 
بقولك ايه متلغى معاد الكوافيرة وتعالى ألبسك السلسلة تانى
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
دفعته بإتجاه الباب قائله 
يلا يا كرم من غير مطرود 
خرج وابتسم لها وأرسل فى الهواء .. ضحكت ولوحت له بيدها ثم أغلقت الباب .. خرجت ريهام فى أبهى حله بفستانها الأبيض وحجابها الأبيض .. وقفت ياسمين أمامها تنظر اليها قائله 
انا حسه انى فرحانه أوى .. طالعه زى القمر يا ريهام .. ما شاء الله
التفتت اليها ريهام 
حبيبتى يا ياسمين .. كان نفسي أوى بابا و ماما يكونوا معانا اليوم ده 
كادت العبرات أن تتدافع الى عين ياسمين لكنها سيطرت على عواطفها قائله 
ربنا يجمعنا بيهم فى الجنة ان شاء الله
خرجت ريهام ونزلت ليستقبلها عريسها .. وهمس لها 
زى القمر .. ممكن أبوس
قالت بجدية وهى تنظر للناس حولها 
لو عملت كدة هتبقى ليلتك مش فايته يا كرم
ضحك كرم قائلا 
لا الطيب أحسن .. أنا عايز الليلة تقوت على خير
عانق كرم صديقيه يودعهما قائلا 
فى أقرب وقت تجولى القاهرة ان شاء الله ونتجمع كلنا مع بعض .. اتفقنا
قالت عمر مبتسما 
اتفقنا
قال أيمن بسعادة 
ألف مليون مبروك يا كرم
عانقت ياسمين ريهام عناق طويل .. كانت هذه هى المرة الأولى التى تفترق فيه الفتاتان عن بعضهما البعض .. غرورقت عيناهما بالدموع .. قالت سماح 
ريهام هتهدى كل اللى عملناه .. امسكى نفسك
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
قالت ريهام بتأثر 
هتوحشينى أوى يا ياسمين .. وانتى يا سماح هتوحشونى أوى
اقتربت منهم
كريمه قائله 
حبيبتى متقلقيش كلها فترة صغيرة و ياسمين و عمر هينزلوا القاهرة ان شاء الله
شعرت ياسمين بالإضطراب .. كانت طيلة الأيام الماضية تتجاهل وضعها .. صممت على ألا تفكر فى شئ إلا فى أختها ومستقبلها .. أما الآن فهى مضطرة أن تواجه كل ما كانت تهرب منه .. رحل العروسان وخلفهما سيارة نور و كريمة .. وعاد أيمن و سماح أدراجهما فى اتجاه بيتهما .. لتبقى ياسمين واقفه مع عمر أمام بوابة المزرعة 
طال الصمت بينهما .. شعرت بالتوتر .. نظر اليها قائلا 
متقلقيش .. كرم أخويا وصاحبي .. مش هتلاقى أحسن منه ل ريهام .. انا واثق انه بيحبها و هيحافظ عليها 
أخطأ عمر فى تفسير سبب قلقها وتوترها .. لم تكن ياسمين قلقه على ريهام بل قلقه على نفسها .. أمسكها عمر من ذراعها ونظر اليها بحب قائلا 
مش يلا احنا كمان
على بيتنا
خفق قلبها لكلمة بيتنا .. تساءلت فى نفسها .. ترى أهو بيتى حقا .. هل من الممكن أن أعتبره يوما بيتي .. هل من الممكن يوما أن أتقبل وضعى كزوجة لهذا الرجل .. قالت بتوتر 
هروح الأوضة الأول ألم حجاتى فى الشنطة 
ابتسم قائلا 
تحبي أساعدك
لأ
طيب تحبي أبعت معاكى واحدة تساعدك
لأ .. أنا أصلا حجاتى مش كتير
أسرعت لتهرب من أمامه وعادت الى غرفتها .. أغلقت الباب وجلست على فراشها .. لكم تتمنى أن تستيقظ الآن فتجد أن كل هذا مجرد حلم وسينتهى .. لا .. يكفى هروبا هذا ليس بحلم .. افيقي يا ياسمين .. واجهى واقعك .. جمعت كل أغراضها .. وجلست على فراشها .. لا تعرف ماذا تنتظر .. وماذا تنوى أن تفعل .. اتصلت سماح .. ردت ياسمين بلهفه 
سماح
ياسمين انتى كويسه
أيوة كويسة
شكلك مكنش مظبوط النهاردة
سماح انتى قولتى ل أيمن حاجه
لأ طبعا انتى حلفتيني ما أقولش
تنهدت ياسمين قائله 
أيوة متقوليش 
ثم قالت بأسى 
سماح أنا تعبانه أوى .. ومحتارة أوى .. أنا تعبانه أوى يا سماح
قالت سماح بحسرة 
ياسمين لو مش عايزة تتجوزيه ......
قاطعتها ياسمين بمراراه 
انا خلاص اتجوزته يا سماح .. عايزانى أطلق للمرة التانية .. وبعدين .. هعمل ايه .. هروح فين .. وبعدين أنا خاېفه أوى .. لانى عارفه انى لو طلبت الطلاق من غير سبب قوى دى حاجه عقابها كبير أوى عند ربنا .. عقابها ان الجنة تتحرم عليا .. وأنا مش عارفه هل السبب اللى عندى ده كافى انى أطلق ولا لأ .. مش عارفه محتارة وحسه انى ضايعه .. حسه انى حتى مش عارفه أحس .. كل اللى حساه .. ان جوايا ألم وخوف .. أنا مش قادرة أتعامل معاه كزوج .. مش قادره أتخيل ده
صمتت قليلا ثم قالت 
ساعات بحس انى بحبه .. وبحس انى مطمنة أوى وأنا معاه .. وبحس انى مش عايزة أبعد عنه .. بس لما بفتكر اللى عمله بحس انى مش طايقاه .. بحس انى خاېفه منه .. بحس انى قرفانه منه .. بحس انى عايزة أبعد عنه .. حسه انى مش ممكن أبدا هقدر أسامحه .. مش ممكن أبدا أتقبل جوازى من واحد عمل چريمة بشعة كده .. مش ممكن أفضل أحافظ على نفسي طول عمرى عشان فى الآخر أتجوز واحد زانى .. أنا حسه بحاجتين عكس بعض والحاجتين دول
بيدمرونى كل حاجه فيهم بتشدنى نحيتها .. لحد ما حسه انى خلاص بتقطع من جوه
قالت سماح 
احنا محتاجين نعد ما بعض يا ياسمين مش هينفع كلام فى التليفون ولازم الموضوع ده نعرف أصله وفصله .. ومحتاجه أسمع منك كل التفاصيل عشان نقدر نفكر مع بعض
قالت ياسمين بإستسلام 
ماشى وأنا فى أقرب وقت هجيلك .. لانى فعلا محتاجه أتكلم معاكى
أغلقت ياسمين مع صديقتها وتمددت على سريرها .. تركت لعبراتها العنان .. تلك العبرات التى
كانت تحبسهم منذ أيام .. حتى لا تتأثر ريهام بها وبحالها .. قالت فى نفسها .. يارب الحاجه الوحيدة اللى مصبرانى .. هى انى عارفه ان كل حاجه فى حياتى هى من اختيارك انت .. يارب انت عالم الخير فين .. وأنا فعلا محتارة .. يارب ساعدنى .. يارب ريح قلبي .. يارب خرجنى من حيرتى .. وقويني على نفسي .. يارب أنا بحسن الظن بيك .. يارب أنا واثقة انك هتختارلى الخير .. أنا راضية بكل اللى انتى تختاره .. يارب ريح قلبي .. أنا حسه انى ضعيفة أوى .. حسه انى وحيدة أوى .. مليش غيرك يارب ..
لم تشعر بالوقت وهى نائمة ممده على فراشها .. غفلت .. استيقظت على طرقات الباب .. نهضت مفزوعه .. قامت
لتفتح .. وجدت عمر امامها .. قال لها بحنان 
كنت واثق انك نمتى .. كان باين عليكي الارهاق النهاردة
حاولت استجماع أفكارها ثم قالت 
معلش نمت ڠصب عنى
ابتسم لها قائلا 
ولا يهمك يا حبيبتى .. عارف انك عايزة تنامى ..بس مش حابب انك تنامى هنا لوحدك وبيتك على بعد خطوتين منك
شعرت بالإضطراب .. دخل عمر دون دعوة وأمسك بحقيبها قائلا 
ليكي حاجه تانيه هنا 
لأ
طيب يلا
نزلت ياسمين معه تسير فى اتجاه بيت المزرعة وهى تشعر بأن الشئ الوحيد الذى تتمناه الآن هو .. الهرب .
دخلت ريهام بيتها الجديد .. وقفت تنظر اليه فى بهجة .. التفتت تنظر الى كرم .. الى زوجها الذى يبتسم لها فى سعادة .. نظرت اليه نظره بثت فيها سعادتها وفرحها وشوقها وخجلها ...
دخلت ياسمين الى بيتها الجديد .. البيت الذى دخلته مرات قليله من قبل .. وها هو وقد أصبح بيتها .. استدارت لتنظر الى الرجل الواقف خلفها بعدما أغلق عليهما باب بيتهما .. تبا لتلك المشاهد التى تتكرر بإستمرار .. نفس المشهد .. نفس الاحساس .. نفس خفقات قلبها المتسارعة .. نفس الحزن .. نفس
التوتر .. نفس الرغبة فى الهرب .. نفس الإحساس بالضياع .. لكن شئ واحد هو المختلف .. نظراتها .. لم تكن هذه المرة تنظر الى زوجها بنظرات تحمل الخۏف فقط .. بل حملت نظراتها أيضا الكثير من الألم.
Part 38
دخلت ياسمين الى بيتها الجديد البيت الذى دخلته مرات قليله من قبل وها هو وقد أصبح بيتها استدارت لتنظر الى الرجل الواقف خلفها بعدما أغلق عليهما باب بيتهما تبا لتلك المشاهد التى تتكرر بإستمرار نفس المشهد نفس الاحساس نفس خفقات قلبها المتسارعة نفس الحزن نفس التوتر نفس الرغبة فى الهرب نفس الإحساس بالضياع لكن شئ واحد هو المختلف نظراتها لم تكن هذه المرة تنظر الى زوجها بنظرات تحمل الخۏف فقط بل حملت نظراتها أيضا الكثير من الألم
اقترب منها عمر ببطء كانت تشعر بشعور مختلط كانت متوترة شاردة اقترب منها ووقف أمامها ابتسم لها لم تبادله الابتسام نظرت الى الباب خلفه تود الهرب لكنها تعلم ألا مجال للهرب كان عمر يراقب الانفعالات على وجهها ونظرات عينيها الفارغة توترها اضطرابها والأهم حزنها ابتسم لها قائلا 
نورتى بينك
لم تجب كان يبدو عليها التعب والإرهاق كانت كعصفور صغير كسر جناحه فلم يعد يقوى على الطيران أمسك يدها بيده فأجفلت واضطربت صعد بها السلالم وتوقف امام احدى الغرف شعرت يقلبها يدق بشدة فتح الباب لم تدخل ولم تنظر حتى الى الغرفة أشاحت بوجهها وهى تحاول اخفاء تعبيرات الألم الموجودة على وجهها يارب ماذا أفعل هل أرضى بالأمر الواقع وأنا يتيمة وحيدة ضعيفة أم أثور على هذه الزيجة التى أرفضها ماذا أفعل تأملها عمر قائلا 
ياه كل ده جواكى
نظرت اليه فى دهشة مستفهمه عن معنى ما قال فقال برقه 
انتى ليه خاېفه منى ايه غيرك من
نحيتي نظراتك بقت غريبة أكنى جرحتك أو هجرحك ليه بتبصيلي كده ليه مش مبسوطه انك معايا 
صمتت ياسمين ولم تجب فأكمل 
أنا عارف ان ممكن يكون مۏت والدك مأثر عليكي وكمان عارف انك شوفتى فى حياتك كتير بس مش عايزك تخافى طول ما انتى معايا لانى بحبك أوى يا ياسمين ومش ممكن أسمح لاى حاجه انها تضايقك أو تأذيكي
نظرت اليه التمست الصدق فى كلامه ليس لديها ذرة شك فى
62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 74 صفحات