للقدر حكاية للكاتبة سهام صادق
أي ست... عمري ما حسيت معاكي بالظلم طول عمري حاسس بالكمال وبرجولتي
فسقطت دموعها وهي تسمعه لا يوم جرحها بكلمه ولا يوم اشعرها انه نادم عن زواجهم إنما كانوا يمضون سويا بطريق كتب عليهم أن يسيروه معا ... وألتقطت كفه تلثمه
انت راجل عظيم
وقبل ان تلثم كفه مرة أخرى جثي على ركبتيه أمام فراشها
لحظة جمعت عشرة سنوات مضت.. عشر سنوات مضت من نجاح يخطيه هو وهي خلفه زوجه وافية مخلصه محبه..
واغمضت عيناها وهي تتذكر حسد البعض لها انها زوجه رجلا مثله يمتلك كل المميزات الشباب المال الوسامة الحضور الطاغي والذكاء والأهم هو احترامه وتقديره لها ولكن هل كل هذا لم يكن له مقابل... لا استطاعت ان تنجب مجددا بعد ابنتها ثم جاء مرض قلبها ومن ثم اكتشافها منذ شهران لورم خبيث يسير بدمائها والبعض لا يخبرها الا انها تملك الكثير وهي صامته تسمعهم وتضحك داخلها... فأين كل هذا وهي ترى المۏت قريبا منها ولكنها تحيا حياتها وتنعم بدفئ عائلتها
لم يتمالك لحظتها دموعه.. فبكي وهو يمرر يده على وجهها الشاحب
انا اللي بحسد نفسي عليكي ياسوسن
ابتسامه باهته رسمت على شفتيها
لو مۏت اتجوز ياحمزة.. كفايه اني سړقت عمرك معايا ومع ولادي
ليتمالك دموعه وقد ذبذبت كلمه المۏت كيانه
وتابع وهو يرسم ابتسامته بصعوبه
خفي بس واخرجي لينا بالسلامه وهنسافر لأي مكان تشاوري عليه
لينفتح باب الغرفه فتدلف الممرضه تنظر نحوهم
كفايه كده لو سامحت
...............................
خرج من غرفتها ليجد الجميع ينظر اليه فطالعهم بصلابه واهية
حاول طمئنتهم كعادته ولكن ناديه كانت تعلم أن شقيقها ما هو إلا يبث الأمان لهم... ندمت على تفكيرها للحظات ان تزوج شقيقها واخبار سوسن دون قصد انها انانيه في حق شقيقها
وانتبه حمزة لصوت مريم والتي أتت للتو مع السائق وركضت نحوه باكيه تسأله
ماما مالها يابابا... قولي انها هتكون كويسه
هتبقى كويسه ياحببتي متقلقيش
فتعلقت عين شريف بشقيقته لم ترمي نفسها إنما ركضت نحو من احسن تربيتها ورعاها وكأنها ابنته
......................
مضى يومان والقرار الاخير كان ان تسافر سوسن للخارج.. أغلق حمزة باب غرفه مريم بعدما غفت وترك معها الخادمة.. فبصعوبه
يجعلوها بالمنزل بعيدا عن المشفى ورؤية والدتها هكذا
ليمسد وجهه بأرهاق وهو يتجه نحو غرفته ولكن انتبه لرنين هاتفه.. فأخرج هاتفه من جيب سرواله واجاب بلهفة
ايوه ياشريف
ليتحرك بخطوات سريعه نحو الدرج وصوت شريف الباكي
ماما عايزه تشوفك... ارجوك بسرعه
وبسرعه بالغة تعدت اللا معقول وصل للمشفى... ليدخل المشفى بخطوات متلهفة وقلب خائڤ فوقعت عيناه على شقيقته التي تقف خارج غرفه سوسن تمسح دموعها
سوسن مالها ياناديه... كنت معاكم من ساعتين وكانت كويسه
فخرج شريف من غرفه والدته... وأشار له بالدلوف اليها ف الوقت لم يعد يسمح والطبيب بالداخل يعاين مؤشرات سوسن الحيويه
ولحظات مرت ببطئها وكانت النهايه الحقيقيه مۏت سوسن ووصيتها لحمزة علي أولادها وزواجه من أخرى
..........................
بعد مرور عام
وقف امام قپرها يخاطبها
امبارح كان عيد ميلاد مريم.. وشريف اتعلق ليه نجمه تانيه على بدلته وبقي ملازم أول وندى وشهاب فرحهم بعد شهرين.. محدش نسيكي ياسوسن
اخرج كل ما بجبعته من حديث ليدعو لها بصوت خاڤت ثم ارتدي نظارته وخرج بعدها من المقاپر بملامح جامده.. ملامح أصر الزمن ان يجعله هكذا دوما
............................
داعبت هناء ملامح الصغير الذي تحمله ياقوت وقد كان أصغر أطفال الملجأ لم يعد يقتصر عملها على تعليمهم الرسم فقط بل أصبحت تعتني بالأطفال مع المشرفات وتصنع لهم بعض المشغولات الصوفيه.. إدارة سلوى للدار ورحمتها هي من جعلت تلك الدار تصبح كأسمها دار الرحمه
تعبت اوي يا ياقوت.. الأمل لسا عندي انه يخطبني بس مراد مبيتكلمش ولا حتى بيلمح... تقي عرفت بمشاعري ناحيته وحتى ماما وهو مافيش اكتر من اني بنت عمه ومبنتقبلش غير في المناسبات
وزفرت أنفاسها بآلم وهي تتذكر احمد الذي احبها ولكن الآن قد أصبح خطيب لأخرى
الحب مؤلم.. اتحبيت ومحبتش.. واحب ومتحبش.. الحب ده عجيب
فأبتمست لها ياقوت.. فهي عانت من ذلك وفي النهايه اغلقت قلبها
مدام الحب مؤلم خلينا منحبش أحسن
فأماءت هناء برأسها ويداها مازالت تداعب وجنتي الصغير
يابختك يا ياقوت بتقولي كده عشان عمرك ما حبيتي ياريتني كنت زيك
وضحكة ضحكها القلب.. فحالها كحال صديقتها ولكن الفرق هناء تمنح لسانها حرية التعبير عن حال قلبها اما هي لا تفعل شئ غير الصمت ورسم البسمه على شفتيها
واتسعت عين هناء وهي لا تصدق ما تراه.. ف مراد يدلف من بوابه الملجأ ومعه شاب قد رأته يوم ان ذهبت مع والدتها منذ عام لتقدم واجب العزاء لأهل زوجه عمها السيدة ناديه
ياقوت.. مراد
فدغدغت ياقوت الصغير الذي تحمله وشاكستها
يادي مراد.. اقفلي بقى الموضوع وانسى شويه
فدفعتها هناء بيدها هاتفه
مراد هنا في الملجأ
لتلتف ياقوت نحو الاتجاه الذي تسلط عليه صديقتها عيناها.. وكان بالفعل مراد الذي لم تراه الا مرتان لا أكثر وكلتاهما كانت نظرات عابرة وباقي ما تعرفه عنه من حديث هناء... والحديث يتلخص
مراد أسس شركه... مراد سافر.. مراد عاد... مراد سيأتي
وهي ليست الا مستمعه لصديقتها تدعو لها بقلب صادق ان تتحقق أمنيتها
ووقف مراد للحظات ينظر لتلك التي تحمل طفلا صغيرا بين يديها ثم سريعا ما اشاحت عيناها عنه.. ارتسمت ابتسامه على شفتيه وقد وقف شهاب متسائلا
وقفت ليه يامراد
وعندما رآي تسلط عيناه نحو احداهن ضحك بخفه
شكل الصنارة غمزت
وقد ظن شهاب ان مراد ابتسم لابنة عمه
فتنحنح مراد بنحنحه رجوليه وعدل من هندام قميصه واكمل سيره
خلينا في مهمتنا
قفزت هناء كالاطفال تهتف بقلب يخفق من شدة السعادة فمجرد ضحكه خيلها لها قلبها ابدلت حالها
مراد ضحكلي يا ياقوت
ومثلما ظنت هناء ظنت ياقوت.. فشعرت بالسعاده لأجل صديقتها
ولاحظت ياقوت حركه صديقتها المرتبكه فضحكت وهي تعلم أنها تريد أن تذهب خلفه
روحي ليه ياهناء اكيد جاي لابله سلوى
ولم تنتظر هناء اكثر بل أسرعت نحو من تنتظر قدومه بفارغ الصبر لبلدتهم
...................................
رحبت سلوى بضيوفها بسعاده وجلست تسمعهم.. ف نادية اخبرتها برغبه شقيقها حمزة بفعل مستوصف خيري لأهل القريه كما أنه سيتولي رعاية الملجأ بكل احتياجاته وسيعول الأسر التي تحتاج للمساعده
ناديه كلمتني وقالتلي على
اللي هتقدموه للقريه يااستاذ شهاب
فقدم لها شهاب مبلغ مالي مدون على شيك قد بعثه شقيقه معه
اتفضلي يامدام سلوى ديه مسهمه مبدئيه من شركتنا
فألتقطت منه سلوى الشيك لتنظر للمبلغ المالي المدون فيه
شكرا على مسهمتكم... عمل طيب ربنا يجازيكم خير عليه
وعلقت انظارها على مراد
هتيجوا طبعا تتغدوا معايا... انت عارف عمك يامراد
فأبتسم مراد وهو يعرف طباع عمه فلو علم بمجيئه للبلده ورحل دون زيارته سيقلب عليه بل وسيظل يذكره بفعلته طيله العمر
هو انا اقدر على زعل عمي
ودلفت تلك اللحظه هنا مبتسمه
مدام قولت كده يبقى هتيجي تتغدا معانا
فهتف مراد بأبتسامه مجامله
ازيك يا هناء
وأشار نحو شهاب ليعرفها عليه.. لتحرك هناء رأسها مرحبة بشهاب
اهلا يا استاذ شهاب
وسلط مراد عيناه علي باب الغرفه لعلا من ينتظر رؤيتها تدلف هي الأخرى فهو يعلم بصداقه هناء وياقوت القويه
وألقى سؤاله دون شعور
اومال فين صاحبتك اللي كانت واقفه معاكي بره
فطالعته هناء على الفور فحديثه معها يسعدها
ياقوت عندها حصه رسم مع الأطفال
اما سلوى كانت تدون المبلغ المالي الذي أعطاه لها شهاب ولم تنتبه لشئ.. لكن شهاب استرخي في جلسته وحدق بمراد وهناء وهنا علم لمن كانت ابتسامه مراد
...............................
دلفت اليه بعدما وجدت مكتب سكرتيرته فارغ.. لتقف تنظر نحو الواقفه بجانب مقعده تشير على العقود التي سيوقعها ..
فرفعت سيلين عيناها نحو ناديه وهي تشعر بالتوتر من انظارها المسلطه عليها.. ولم تكن ناديه غبيه من فهم نظرات سيلين نحو شقيقها الارمل الذي اصبح محط أنظار الكثير وسامه ومال ومكانه ولم يعد زوج فماذا سيريدوا اكثر من ذلك
سيلين تم تعينها منذ شهران وهي ابنه السيد ناصف الذي يدير شركه الحراسات الخاصه بحمزة وقد طلب منه تعين ابنته لديه فلم يرفض حمزة طلبه فهى تمتلك الخبره والمهارات المطلوبه وقد كان أيضا يحتاج لسكرتيره في أسرع وقت... وها هي تثبت مكانتها كموظفه ليس أكثر
ونهض حمزة من فوق مقعده متجها إليها
لو مش فاضي امشي
حمزة
لو مش فاضي افضالك ياحببتي
شعرت بالزهو وهي ترى تعزير شقيقها لها أمام سكرتيرته التي جمعت الأوراق من فوق مكتبه
محتاج حاجه تانيه يافندم
فأحاط حمزة كتف شقيقته وسار بها نحو احد المقاعد
لا اتفضلي انتي ياسيلين بس ابعتلنا الساعي
فهتفت ناديه وهي تجلس على المقعد بأسترخاء وتضع حقيبتها على الطاوله الزجاجيه التي أمامها
ياريت قهوة مظبوط ياسيلين
فأماءت سيلين برأسها. فخبرتها جعلتها تفهم اذا أرادت ان من تلك العائله فلابد ان تظهر أمام ناديه الشقيقه الكبرى بمظهر المرأة المهذبه الرقيقه
وانصرفت سيلين ولكن ناديه رمقتها بعدم ارتياح
طمني عليك ياحمزة.. هتفضل كده لحد امتى عدي سنه على مۏت سوسن وانت زي ما انت
فتنهد حمزة بضيق فأمس شريف اخبره عن وصية والدته التي كان حاضرا فيها ان يتزوج وليت تكون فتاة طيبه وتكون كالشقيقه لاولادها
ناديه مش معقول ايه اللي جرالكم انتي وشريف نفس الموضوع
ونهض من فوق مقعده بتأفف
جواز مش هتجوز والسبب انتي عارفاه السبب قديم اوي ياناديه... جوازي من سوسن الله يرحمها كان ليه أسبابه... لكن افكر بجواز ورغبه في ست انتهى .. زمان دمرتني ست ومش هدخل حياتي واحده تدمر كل اللي بنيته
لتتجمد ملامح ناديه وهي تتذكر الماضي وكيف هدم الحب حياه شقيقها ونفضت أفكارها سريعا
مش كل الستات زي بعضها ياحمزة ما انت عيشت مع سوسن وكانت ونعمه الزوجه
فتعلقت أعين حمزة بها لتنفرج شفتيه بأبتسامه محبه
سوسن ست اصيله حبي ليها كان زي حبي ليكي ولامي ومريم وندى بصرف النظر عن علاقتنا الزوجيه.. بس انتوا حبكم بعيد عن أي سواد في قلبي... فأنسي فكرة الجواز ديه
لتنظر إليه بنظرات جامده والحل ليس إلا إلانتظار قليلا ولكن لن تنسى فكرة تزوجيه وهي من ستختار العروس مدام شقيقها مازال في ظلامه الذي مر عليه السنين وقد ظنت انه نسيه
وهل ينسى المرء الصفعه التي
بعدها يولد من جديد
..........................
وقعت عيناها على والدتها التي تجلس مع عمتها وترتشف من كأس الشاي خاصتها لتهتف خديجه بحماس
تعالي ياعروسه
فتجمدت حواس ياقوت وهي تسمع ل اللقب التي تناديها به عمتها والأمر كان لا يحتاج لتفسير
تعالي يا ياقوت ياحببتي
فتقدمت ياقوت منهم بقلب يخفق پخوف.. صباح
ربنا يجعل العريس ده من نصيبك ياحببتي.. ده زينه شباب القريه
وانتظرت ان