الأحد 24 نوفمبر 2024

وبقى منها حطام انثى بقلم منال سالم وياسمين عادل

انت في الصفحة 2 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


الصبح سامعاها بس مش فاهمة في ايه 
أشارت لها ميسرة بيدها وأمرتها 
اطلعي بصي كده وقوليلي 
روان وهي توميء برأسها موافقة حاضر
ثم نهضت عن المسند وتوجهت ناحية باب المنزل 
في نفس التوقيت فتح الباب ليدلف منه شاب في مقتبل العمر في بداية العقد الثاني ملامح بشرته قمحية وعينيه بنيتين داكنتين أما شعره فهو أسود كثيف وذقنه حليقة أما طوله فهو فاره وجسده عادي ليس بالممتليء ولا النحيل 

ابتسمت روان لرؤيته بينما طالعها هو بأعينه الناعسة فهتفت هي بحماس 
مالك جه أهوو ! هو أكيد عارف اللي بيحصل فوق !!
مالك متسائلا بصوت هاديء سلامو عليكم في ايه يا جماعة 
ميسرة بصوت منزعج وهي تشير بيدها وعليكم السلام يا بني في صوت هد ورزع في البيت من الصبح وإحنا مش عارفين ده من ايه 
أومأ هو برأسه ولم يعقب بينما تابعت روان 
وعمتو خاېفة السقف يقع علينا !
ثم جحظت بعينيها وأضافت بنبرة هامسة 
يكونش في عفاريت فوق !
ميسرة بنبرة شبه خائڤة استر يا رب هي الحكاية ناقصة !!!!
ضحك هو بصورة غريبة بينما قطبت روان جبينها ونظرت له بإندهاش وهي تتسائل 
بتضحك ليه كده 
مالك وهو يحاول السيطرة على ضحكاته أصل الموضوع أبسط من كده بكتير 
روان متسائلة بإهتمام ازاي !
مالك بنبرة متريثة الشقة اللي فوقنا سكنت
لطمت ميسرة على صدرها بكفيها وشهقت مذعورة 
عفاريت !!!!
مالك نافيا لأ يا عمتو جيران جداد اتنقلوا فيها 
روان متسائلة بإستفسار طب وإنت عرفت منين 
اجابها مالك بهدوء 
يا بنتي إنتي لو كلفتي نفسك وفاتحتي الشباك هتلاقي عربيات العفش واقفة تحت والناس بتنقل حاجتها لفوق
شعرت روان بالغباء من عدم التفكير فيما حدث بصورة منطقية 
تنهدت ميسرة في إرتياح ونظرت إلى مالك بحنو وشكرته قائلة 
طمنت قلبي يا  فنظر لها مالك بغرابة متسائلا 
انتو رايحين فين 
ميسرة بصوت ناعم بعد أن إلتفتت نحوه هارحب بالجيران الجداد واجيبلهم حاجة بسيطة يكلوها أكيد مش هايكونوا فاضيين يطبخوا !
مالك بنبرة ممتنة كتر خيرك
يا عمتو !
ميسرة بجدية ده واجب يا بني الجيران لبعضيها والنبي وصى على سابع جار 
مالك بهدوء عليه الصلاة والسلام
ثم أضافت هي بصوت أمومي حاني 
خش يا مالك يا بني غير هدومك وأنا شوية وهاجهزلك لقمة تاكلها 
مالك وهو يتنهد في إنهاك أنا هاكل لما يجي عمي ابراهيم !
ابتسمت له ميسرة قائلة 
اللي يريحك يا بني !! 
نفخت تحية من الضيق ورفعت يدها على جبينها لتمسح حبات العرق الغزيرة المتجمعة عليه ثم انحنت لتحمل ذلك الصندوق الكرتوني وتضعه في أحد الأركان 
ماما مش أنا قايلك ماتشليش حاجة !
تحية بصوت مرهق أديني بأساعد 
عمرو بتذمر أنا عارف بس انتي من الصبح شغالة معانا وباين عليك التعب 
تحية بنبرة منهكة معلش هما يومين وهنرتاح كلنا
عمرو وهو يلوي فمه بضيق يا ريت كفاية أوي الغلب اللي شفناه مع بنتك 
تحية وهي تنهره بحدة قفل على السيرة دي إحنا مش ناقصين غم !!
لوى فمه ليقول بسخط وهو مكفهر الوجه 
مش هي السبب في الوحلة دي !
تحية بإصرار خلاص بقى 
عمرو متسائلا بجدية وهو يتلفت حوله أومال المحروسة فين 
تحية وهي تشير بيدها هناك بتحط حاجتها 
تنهد عمرو مجددا وأردف قائلا 
ماشي وأنا نازل أشوف الشيالين وأتابع بقية العفش وهو طالع 
تحية وهي توميء برأسها ربنا يعينك وابقى شوف أبوك إن كان محتاج حاجة كده ولا كده 
عمرو على مضض ماشي !
ثم إتجه خارج المنزل ليتفاجيء بتلك السيدة التي تحمل صينية مغطاة بيديها ومن خلفها فتاة صغيرة تبتسم له فنظر إلى كلتاهما بتفحص و 
عمرو متسائلا بتجهم ايوه انتو مين
ميسرة بصوت هاديء احنا الجيران اللي ساكنين تحتكم جاين نسلم عليكم ونرحب بيكم في العمارة
تنحنح هو في حرج وارتخت عضلات وجهه المشدودة و 
عمرو بصوت خشن أهلا وسهلا معلش اعذرونا احنا مشغولين 
ميسرة بتفهم اه يا بني أنا عارفة كان الله في العون
عضت هي على شفتيها وتابعت 
ميسرة بتردد آآ هي آآ الست الوالدة موجودة 
عمرو وهو يوميء برأسه ايوه اتفضلي
ثم أشار بيده ناحية باب المنزل فإبتسمت له العمة ميسرة مجاملة وتوجهت إلى حيث أشار ولحقت بها ابنة أخيها والتي إختلست النظرات إليه فإنقبض قلبها من طريقته الفظة ولم تشعر نحوه بالإرتياح و 
روان وهي تغمغم مع نفسها شكله مش مريحني ! الحمدلله إن مالك وشه بشوش !!
دلف الجميع إلى داخل المنزل وأسرع عمرو في خطاه 
عمرو صائحا بقوة ماما تعالي في ضيوف 
تحية وهي تتسائل بإندهاش ضيوف مين دول يا بني 
ثم دققت النظر في السيدة والفتاة ورسمت على ثغرها ابتسامة زائفة و 
تحية بصوت جامد سلامو عليكم ! 
ميسرة بنبرة خاڤتة وهي ترمش بعينيها وعليكم السلام نورتم العمارة إحنا جيرانكم اللي تحت وجايين نرحب بيكم
جابت روان بعينيها المكان وتأملت محتويات المنزل على عجالة 
تحية وهي تجيبها بحماسة يا مرحبا ده البيت زاد نور بوجودكم 
ميسرة بإبتسامة هادئة تسلمي يا ست آآ 
تحية وهي ترد بصوت شبه مرتفع أنا الحاجة تحية !
ثم إستدارت برأسها ناحية ابنها تابعت بصوت جدي 
وده عمرو ابني البكري عنده 25 سنة شغال في السكة الحديد مع عمه وآآ 
حدجها عمرو بنظرات حادة جعلتها تتوقف عن الحديث وابتلعت ريقها متوترة من رده فعله 
تداركت ميسرة التوتر البادي سريعا وقالت بتلعثم 
آآ اهلا بيك يا بني !
نظر عمرو إلى والدته بعتاب فهو لا يحب تلك النوعية من التعرف الغير مباشر ثم رد بنبرة خشنة 
نورتي يا حاجة هستأذن أنا 
ميسرة بحرج اتفضل يا بني
تابعته روان بخلسة ولوت فمها وهي تتأمله محدثة نفسها ب 
جلنف بصحيح ! 
قطعت شرودها صوت تحية وهي ترحب بهما وتتناول الصينية من يديها فسلطت أنظارها عليها ورسمت إبتسامة زائفة على ثغرها 
ولجت إيثار إلى الصالة لتجدهما فضيقت عينيها بإستغراب وتسائلت بهدوء 
مين حضراتكم !
تحية وهي تشير بيدها تعالي يا إيثار مافيش حد غريب دول جيرانا اللي تحت
مدت إيثار يدها لتصافح تلك السيدة ونظرت لها بدفيء وابتسمت قائلة 
أهلا بيكم أنا إيثار
ميسرة وهي تبادلها الإبتسام والمصافحة ازيك يا بنتي 
إيثار بخفوت الحمدلله 
روان مضيفة بحماس وهي تمد كفها اسمك حلو أوي وأنا بقى روان
ابتسمت لها إيثار وصافحتها بحرارة ومن ثم أطرقت رأسها في خجل 
روان متسائلة بفضول انتي في سنة كام بقى 
إيثار وهي تجيبها بصوت منخفض انا في كلية حاسبات ومعلومات الفرقة التالتة
عقدت روان ما بين حاجبيها وسألتها بجدية 
تبع جامعة الإسكندرية 
نظرت إيثار إلى والدتها وتبدل وجهها للعبوس وترددت في الإجابة عليها هل تخبرها بما صار من قبل معها ومع عائلتها فإضطروا جميعا للرحيل وترك كل شيء خلفهم أم تخترع أكذوبة ما وتجيبها بأنها ملتحقة بالجامعة هنا منذ فترة 
توترت تحية كثيرا هي الأخرى وتسربت حمرة الڠضب إلى عروق وجهها ردت بصوت شبه متشنج 
لأ هي لسه هتنقل هنا كانت في جامعة القاهرة
ميسرة متسائلة بإهتمام يعني انتو مش من هنا أصلا 
تحية بصوت مرتبك لأ احنا من القاهرة كنا عايشن هناك وعزلنا والحاج رحيم جوزي قال نجرب حظنا هنا 
ميسرة مكملة بإبتسامة عريضة إن شاء الله حظكم يبقى حلو معانا ولو عوزتي اي حاجة يا ست تحية أنا موجودة ماتتكسفيش 
تحية بهدوء تسلمي 
أحاطت روان بذراعها كتف عمتها وتشدقت بجدية 
طب يالا يا عمتو نخلي الجماعة ياخدوا راحتهم ونزورهم وقت تاني 
تحية بحزن متصنع ده لسه بدري ! انتو مأنسينا !
ميسرة بصوت دافيء تتكرر إن شاء الله عن اذنكم 
انصرفت الإثنتين وأوصلتهما تحية وهي تودعهما بحماس مصطنع ثم إلتفتت إلى ابنتها ورمقتها بنظرات حانقة وڼهرتها پغضب 
عاجبك كده !
إيثار متسائلة بصوت مخټنق في ايه يا ماما 
تحية متابعة بغل كل من هب ودب هيفضل يسألنا عن اللي حصل واحنا مش هانخلص 
إيثار بنفاذ صبر أنا ماليش ذنب يا ماما ده النصيب 
تحية بصوت شبه آمر طب خشي روقي اوضتك مش هانفضل قالبين البيت كده كتير !
إيثار بإستسلام حاضر يا ماما حاضر !
خرج مالك من المرحاض وهو يجفف وجهه بالمنشفة القطنية ومر بباله طائف ذكرى تلك الفتاة بسيطة الملامح ذات الأعين الحزينة وإبتسم عفويا لنفسه وهو يتذكر ما دار بينهما من حديث عابر 
سلط مالك أنظاره على تلك الفتاة التي كانت تعبث بمحتويات حقيبتها وقطب جبينه مندهشا فهي المرة الأولى التي يراها فيها ولم ينتبه إلى البوابة الحديدية الخاصة ببهو البناية فإرتطم مقعده بقضبانها المعدنية فأحدثت صوتا مزعجا جعلتها تلتفت إليه وترفع رأسها نحوه لتنظر مباشرة في عينيه 
توردت وجنتيها خجلا من نظراته المحدقة بها وشعر هو بالإحراج لرؤيتها إياه وهو يفحصها 
ابتسم بتصنع وتحرك للداخل بينما سارت هي خلفه لتدلف إلى البناية 
أدار مالك رأسه في اتجاهها وزادت ابتسامته إشراقا وهتف بمزاح 
أنا تمام والكرسي كويس لو انتي جاية تطمني علينا !
قطبت جبينها بشدة وحافظت على جمود تعابير وجهها ورمقته بنظرات حادة ولم ترد عليه 
مالك متابعا بمرح طب ليه التجاهل بس على فكرة أنا مش بأعاكس أنا ساكن هنا ودي عمارتي
رمقته إيثار بنظرات قوية ولم تعقب أيضا وأسرعت نحو الدرج لتصعد عليه بخفة وبسرعة 
توقف مالك لمتابعتها وزاد فضوله لمعرفة هويتها وتسائل مع نفسه بخفوت بعد أن تلاشت عن أنظاره 
مين دي ! 
أفاق مالك من شردوه ونظر إلى نفسه ببلاهة وأضاف قائلا 
ايه الغباء اللي بأفكر فيه ده ! تلاقيها واحدة جاية تزور حد هنا ولا هنا !
ثم إنتبه إلى صوت اخته وهي تفتح باب المنزل وتدلف للداخل وهتفت بضجر 
يا ساتر يا رب على خلقته ده بوزه شبرين !
ميسرة بنبرة محذرة عيب يا روان ماتتكلميش كده عن حد مش عارفاه 
روان بإعتراض لالالا هو أنا استحمل اعرف أشكال زيه ربنا يخليلي ملوكة حبيبي
مالك متسائلا بفضول وهو يرمقها
بنظرات حائرة مين ده اللي بتتكلموا عنه 
روان مجيبة اياه بضيق جارنا الغتت اللي ساكن فوقنا
رفعت ميسرة حاجبها للأعلى محذرة وهتفت بصرامة وهي تشير بإصبعها 
روان اتلمي أنا قولت ايه !!
روان وهي تلوي فمها على مضض سوري يا عمتو 
ميسرة وهي تشير بيدها خشي اغسلي ايدك ووشك ويالا على المطبخ خلينا نجهز الغدا لأخوكي وعمك
روان بتذمر طيب حاضر
ثم إتجهت ناحية المرحاض بخطوات عصبية وتمتمت مع نفسها قائلة 
والله حرام اللي بيتعمل فيا الواحد مايعرفش يقول رأيه أبدا براحته !!!
وضع مالك يده
على كتف عمته وربت عليه بخفة ثم
تسائل بفضول
هو
البت دي بتتكلم عن مين 
ميسرة بتنهيدة متعبة سيبك منها عيلة ومش فاهمة حاجة 
مالك مبتسما ماشي يا عمتو  
عقدت رحمة ساعديها أمام صدرها ولوت شفتيها بسخط وهي تتأمل ذلك الصنبور الصديء فبعد ساعات مطولة من التعب والإرهاق في ترتيب الأثاث ووضع صناديق محتويات العائلة الخاصة في الأماكن المعدة لها كلفت هي بتنظيف المرحاض  
فوالدتها مكثت بالمطبخ لترتب الأواني والصحون ووالدها وأخيها نزلا إلى الشارع ليحضرا بعض النواقص وهي
 

انت في الصفحة 2 من 56 صفحات