رواية قطرات الغيث بقلم فاطمة الالفي
علي چلبي أيه الذنب اللي عملتو وبكفر فيه عن نفسي ..
عاد بذاكرته لعامين مضو .
وقف يتلهف رؤية محبوبته التي نقشت ملامحها بقلبه وعقله فمنذ ان رأها صدفة وهما يتوعدا بالمقابلة يوميا ليعلمها ركوب الخيل
أتت اليه بأعين حزينة تقول بأسف غيث داد قرر نرجع القاهرة.
هتف پصدمة وه يعني مش عشوفك تاني يا جلبي!
ضمت شفتيها بضيق واشاحت وجهها مبتعدة عنه تتمتم تقدر تنزل القاهره ونتقابل لو يعني هيفرق معاك غيابي.
نظرت إلى عمق عينيه ثم قالت بهمس يعني نفسك أفضل هنا معاك!
أجابها بتلهف لو بيدي ما عخلكيش تهملي البلد واصل.
رفعت كتفها بقلة حيلة ثم قالت وهي تبعد خصلاتها المتمرده أعلى جبينها انا كمان نفسي افضل معاك علطول طيب هنعمل ايه في داد!
هزت راسها بمراوغة قائله بدلع تؤ تؤ ماخبراشي.
ثم أطلقت ضحكه رنانة ومن ثم تفاجئت وهو يجذبها بشوق يحاوط خصرها وقال ونظراته متعلقة بسحر عينيها البراقتين آني عاشجك يا عنود ورايدك رايد اتچوزك.
ابتسمت إليه بخفارة تنافي ما فعلته توا مطرقة رأسها ليسألها بإلحاح
رفعت يمينها بتردد تداعب لحيته بأناملها الرقيقة ثم همهمت قائلة تتحدث بلكنته وعيناها لا تفارق ملامحه لسه مافهمتش يا صعيدي! آني بعشجك يا جلبي
طبول تقرع بصدره ولا يكاد يصدق ما سمعته أذنيه من حديث تلك الجنية التي سحرته منذ أول لقاء جمع بينهما فأسرع........
استوقفه الاصيل امام الاسطبل هبط غيث من اعلاه وادخله الاسطبل ثم سار متوجها لداخل المنزل لا يريد ان يحتك بأحد افراد عائلته اكمل صعود الدرج الي حيث شقته ثم دلف واغلق الباب خلفه .
دار مقبض الباب ودلف بخطواته الواسعه اقترب من فراشها بملامح جامده ولكن عندما وقعت عيناه علي وجهها الصغير البريء لانت ملامحه استرق السمع لصوت انينها الخاڤت عقد حاجبيه ثم رفع انامله يلامس بشرتها الشاحبه لينتفض پذعر عندما شعر بحرارتها المرتفعه اسفل كفه ..
الفصل الرابع
بعد مرور أسبوع لم يغادر غيث شقته فقد كان يشعر بتأنيب الضمير اتجاه تلك الصغيره لذلك قرر ان يظل جانبها الي ان تسترد صحتها كان يعاملها بحنو ولم يتحدث معها الا القليل .
شعرت شچن بانها تملك الدنيا وما فيها فتناست ما حدث معها قبل ايام في ليله عرسها غمرتها السعاده بقربه وفقد كان يعاملها كطفلته يطعمها بيده ويبدل لها ملابسها واحيانا يحملها بين ذراعيه ويساعدها علي الاستحمام .
تحسنت حالتها الصحيه والنفسيه ايضا وعندما وجدها استردت صحتها قرر الذهاب الي عمله بمزرعه عائلته والاهتمام بالمحاصيل الزراعيه خاصتهم .
طبع قبله حانيه قبل ان يغادر المنزل وهمس بصوت رخيم مودعا اياها
أني نازل المزرعه عندي تشويل المحصول ماتتعبيش نفسك في حاچه ام سعد هتيچي تروچ الشجه وتعملك الوكل
أومت له بخفه ليغادر هو المنزل متوجها الي الطابق الارضي اقترب من والدته يقبل كفها أصباح الخير يا أم غيث
أصباح الهنا يا ولدي كيفك
بخير والحمد لله
ثم اردف قائلا أني رايح المزرعه أبچي شچي علي شچن
لوت ثغرها بضجر حاولت اخفائه ثم قالت بهدوء ماتجلجش يا ولدي هي في عنيه
طبع قبله حانيه اعلي جبينها ثم غادر المنزل ليمطي جواده ليركض الاصيل الي حيث مزرعه زهران ..
_
باحدي القرى المجاوره للمنيا داخل قسم الشرطه يجلس حمزه خلف مكتبه شارد بذات العيون البندقيه وفجاه استمع لطرقات اعلي باب مكتبه رفع عيناه وادن للطارق بالدخول ادخل
دلف العسكري يودي التحيه العسكريه ثم قال في عركه كبيره چوي بين عيلتين يا باشا وغفير العمده جي يبلغ عشان العركه تنفض
نهض حمزه عن مقعده وهو يحمل سلاحھ ويعطي اوامره وهو يغادر مركز الشرطه أجمع قوه هنتحرك علي المكان
استقل سياره الشرطه وبعض العساكر خلفه بسياره اخري متوجهين الي فك الشجار القائم بين العائلتين ..
ترجلا من سيارته ثم اشهر سلاحھ ودلف وسط ذلك الشجار الذي يحدث امامه فجميعهم يرفعون الشوم ويتبادلون الضربات اطلق الاعيره الناريه وهو ېصرخ بهم لكي يتوقفو عن فعل ذلك وهم لم يتحركون ساكنا فاكنهم صم لم يسمعو لما يقوله عاد يطلق الاعيره الناريه بالهواء وصړخ بصوته الغليظ بلهجتهم لكي يستمعو اليه كفياكم عاد الكل يرمي الشوم من يده والا قسما بالله لارچدكم كلهاتكم في المستشفي وابيتكم في التخشيبه منك ليه
ساد الصمت بينهم وتطلعو له ببرود سار بينهم يحول بين العائلتين قائلا بجديه
ايه اللي حوصل عشان تتعاركو اكيده
تهافتت الاصوات جميعهم يريدون التحدث في أن واحد اخرسهم حمزه بصوته الجلي بس اني بس اللي اتكلم
اشار الي شاب ليتقدم منه انت تعالي احكيلي ايه اللي حوصل
هتف الشاب بتوتر والله يا باشا اللي حوصل كالاتي كان في شباب چاعدين علي الترعه من عيله الشوادفي وخيتي روح كانت بتدله تملي الچلعه راحو الشباب اتمچلتو عليها وفضلو يضحكو وخيتي من خۏفها وچعت في الترعه ومدو يدهم عليها يا باشا طب ده يصح من أهل بلدها هي دي شهامه الرچاله
نظر حمزه حوله بترقب ثم هتف بتسأل وينهم الشباب دول
اشار الشاب لثلاث فتيان أهم يا باشا
ظل يرمقهم بنظراته القويه ثم قال عاوز اسمع منيكم الحديت ده حوصل صوح
قال احدهم يا باشا أحنا كل اللي عملاناه لم البت وچعت في الترعه چرينا عليها ورمينا حالنا وراها عشان نطلعوها خوفنا عليها لتغرچ عشان المايه كانت عاليه يبچ كيف اتمچلتنه عليها ولا ضحكنا وعز جلال الله ما حوصل حتي اسال سعاتك صلاح و علي
هتف الشبان مؤكدان لحديث شقيقهم الاكبر كل كلمه چالها ناصر حوصلت يا باشا دي تبچي غلطنا اننا انقذنها من المۏت يچومو عركه ويفترو علينا اننا مدينا يدنا عليها كيف واحنا عندنا ولايه ونخاف الله ونتچيه
دار حمزه عيناه كالصقر بينهم ثم هتف قائلا لكي يفض ذلك الڼزاع وينها روح تچول اللي حوصل
هتف شقيقها پغضب كيف يعني البنته توچف وسط الرچاله دي كلهاتها وتتكلم
وضع حمزه كفه علي كتف ذلك الشاب ثم قال بصرامه زي ما چومت العركه فضها دلوك واعتذر للشباب دول انك فهمت الموضوع غلط والا اختك تچي وتكدبك وسط الخلق كله
ابتلع ريقه بتوتر ثم وقف يهتف بالناس وهو يشعر بالخجل منما فعله في حق شقيقته فبسبب تهوره وغضبه اصبحت سيره شقيقته علي كل لسان
عادو الجميع الي منازلهم وضل الشاب والثلاث فتيان الاشقاء
هتف حمزه قائلا موبخا لذلك الشاب عاچبك اللي عملته دلوك كان هيچرا ايه لم تچعد معاهم وتتحدت راچل لراچل مش تچوم الدنيا حريچه والسلام وينها خيتك عاوز اتحدت امعاها
ابتلع ريقه بتوتر ثم قال شرفنا في الدار يا باشا
سار حمزه بخطوات واسعه بجانب ذلك الشاب المندفع ثم عاد ينظر للفتيان قائلا كل واحد يشوف وراه أيه
بعد عده دقائق من السير وقف الشاب امام منزله قائلا هملني هبابه يا باشا اديلهم خبر بسعاتك
أوم راسه بخفه وظل واقفا امام الباب الي ان ات شاهين وهو يفتح له الباب ويرحب بقدومه اتفضل يا باشا
وقف حمزه بصاله المنزل هتف شاهين وهو يسحب شقيقته من ذراعها تعي يا روح الباشا
عاوزك في كلمتين
نظر حمزه لتلك الفتاه التي موشحه بالرداء الاسود ولم يظهر منها شيئا .
اقترب بخطواته ليقف امامها وقال بصوت هادئ انتي روح
هزت راسها بخفه ليعاود بسؤال أخر الشباب اللي كانو عند الترعه اتمچلتو عليكي ولا حد فيهم لمسك بسوء
عادت تهز راسها بالنفي ثم خرج صوتها الخاڤت كنت بملي مايه ووچعت وهم كتر خيرهم طلعوني من الترعه وكانت هدومي غرچانه مايه وواحد منيهم چلع چلبيته وادهالي البسها أكمن يعني هدومي اتبلت
تفهم حمزه ما تقوله ثم نظر لشقيقها يرمقه بنظرات غاضبه
وقال قبل ان يغادر منزلهم أحمد ربنا يا شاهين ان الشباب دول صانو شرفك ومش عاوز اسمع عنك انك بتتعارك مع حد تاني
ثم تركه حمزه وسار بخطوات واسعه ليصل الي سيارته ثم استقلها وانطلق في طريق العوده الي عمله داخل قسم الشرطه ولكن اثناء انشغاله بقيادته لاحت شبح ابتسامه جانب ثعره وهو يتذكر موقف مشابه حدث مع معشوقته التي يعشقها بالخفاء فقد اوصد عليها اساور قلبه ..
فلاش باك
السماء ملبده بالغيوم وعاصفه قويه هبت مع تلك الرياح لتهطل الامطار بغزراه في غسق الليل .
اثناء عوده حمزه من عمله مرا بالمشفي التي تعمل بها من دق لها القلب دون موعد سابق او انذار وظل قابعه خلف محرك السياره يتطلع لباب المشفي بين تاره واخرى يترقب ظهورها ولكن هطلت الامطار في ذلك الجو المرعد ليجدها فجاه تغادر المشفي بخطوات راكضه وتضع معطفها الشتوي اعلي راسها وتحتضنه حولها بشده من شده البروده التي سرت بجسدها بسبب هطول الامطار اسرع في تشغيل محرك سيارته ليقف امامها في لمح البصر يسد حركتها لترفع مقلتيها تنظر له پصدمه ظنت بانه شاب اخر يريد مضايقتها ولكن لانت صفيحه وجهها وشعرت بالاطمئنان عندما وجده وعلمت بهويته
هتف حمزه بصوته رخيم اركبي يا دكتوره اوصلك
انصاغت لمطلبه علي الفور واستقلت بالمقعد المجاور له ونظرت له بامتنان انت طلعتلي منين
رفع حاجبيه بدهشه نعم
ابتسمت برقه ثم قالت قصدي يعني ان حضرتك جتلي من السما الجو رهيب وبيشتي وكمان ماكنتش هلاقي مواصله واحده توحد ربنا بجد متشكره اوي اوي يا حضره الظابط
العفو يا دكتوره ده واجبي
انطلق في طريقه ليصلها الي حيث مسكنها دون ان تخبره اياه عاد تنطر له بدهشه قائله
حضرتك عرفت البيت ازاي
رسم الجديه علي محياه قائلا ده شغلي بقا اتفضلي وصلنا
ترجلت من سيارته ودلفت لداخل المبني الضخم الخاص بسكن المغتربات