ايغفر العشق ناهد خالد
برضا وهو يقول
_ اهو أنا مش عاوز أكتر من الدعوه دي.
دلفت هي لتالا وخرج هو من المستشفي وهو يخرج هاتفه ليدق لأحمد يطلب منه أن يحضر لينا للمستشفي
ذهب بعدها للبنايه التي تقطن فيها تالا قاصدا شقة بلال ليستقصي منه عما حدث بالتحديد فقال بلال شارحا
_ مراتي كانت بطلع الزباله وسمعت صړختها فجت قالتلي أن جارتنا بتصرخ وشكل في حد معاها جوه سمعته بيهددها وبالأدق صوت بنتفروحت معاها اشوف في ايه واول ما وصلنا للباب لقينا بنت بتفتحه وشكلها مش مريح.. المهم مسكتها ودخلت منال تشوف البنت الي جوه لاقتها مغم عليها. فحبستها في الاوضه علي مانتصرف معاها وبعد ما أنت مشيت بلغت عنها الشرطه جم خدوها والضابط قالي لو شفتك او شوفت تالا ابلغه عشان يكمل المحضر.
_ خدوها علي قسم ايه
جلس أمام الضابط شارحا له تفاصيل الحاډثه ومعترفا بټهديد رودينا لها أكثر من مره وتوعدها پالقتل.. وأنهي حديثه طالبا من الضابط المسؤل عن القضيه
_ لو سمحت كنت عاوز أشوفها بس الأهم كنت عاوز أخد أذن بالتسجيل ليها..
_ ليه!
_ دي مش أول چريمه ليها هي اعترفت لتالا أنها قټلت قبل كده مرات أبوها والسواق الخصوصي بتاعهم فكنت حابب أسجل اعترافها بقټلهم وأنا هعرف ازاي استدرجها في الكلام.
اومئ الضابط بموافقه وقال
_ لا إذا كان كده تمام اوي.. خد ده موبايلي سجل عليه والأذن سهل يطلع مش مهم.
_ياريت لو تطلب من العسكري يجيبها.
نادي علي العسكري الواقف بالخارج وما إن دلف حتي قال
_هات المتهمه رودينا من الحجز الي لسه واخدها من شويه.
أدي التحيه العسكريه وقال
_أمرك يا فندم.
نظر يامن للأمام بأعين تحتلها القسۏه والجمود وهو يرتب حديثه لكي يقع الفأر في المصيده تماما حيث يريد ..
شهقت لينا بفزع وهي تستمع لما حدث من تالا أثناء سردها التفاصيل للضابط الذي جاء للتحقيق معها بعدما أبلغ الطبيب عن حالتها وأعد التقرير الذي يؤكد أن ما وصلت إليه بفعل فاعل وليس مجرد اختناق عادي..
أنهت تالا حديثها وهي تتنهد بتعب وقالت
_ بس كده يافندم.
_تمام يا دكتوره الف سلامه عليك ومتقلقيش هي اتمسكت أصلا وأنا جيت أخد أقوالك عشان نضيفها للمحضر وخدت أقوال جيرانك كمان وكده القضيه لبساها
_هي ممكن تاخد فيها حكم قد ايه
رد بتوضيخ
_ بصي هو ماده ٤٦ من قانون العقوبات بتقول أن الشروع في قتل له أكتر من عقاپ حسب الحاله وحسب الچريمه بس بالوضع ده هي كانت قاصده تقتلك ومسباتكيش غير لما اتأكدت أنك مۏتي فعقوبتها غالبا هتبقي السچن المؤبد ولو ظهر اي ملامسات في الموضوع وخفف القاضي العقوبه مش هتبقي أقل من ٢٠ او ١٥ سنه..
_ طب لو هي مريضه نفسيه وثبت ده ايه الوضع
_ هتتنقل لمستشفي الأمراض العقليه والعصبيه التابعه للسجن لحد ما تبقي كويسه والمده بتتحسبلها من سجنها وبعد كده هترجع تكمل عقابها وفي الحاله دي القاضي بيخفف عن ال ١٥ سنه بس كام تحديدا حسب رؤية القاضي بس مبتكونش أقل من ٥ سنين يعني من ٥ ل ١٥ وبعدها بتخرج.. بس لازم يكون مرض نفسي قوي يعني يكون سبب أنها لما ارتكبت الچريمه مثلا مكنتش في وعيها.
تمتمت بآسف
_لا أكيد المړض الي بتعاني منه مش للدرجادي..
_يبقي هتدخل المستشفى لو محتاجه ومدة الحبس مش هتقل عن ١٥ أو ٢٠.
أومأت بتعب وهي تقول
_تمام يا حضرة الضابط شكرا.
أومأ بصمت
_ أنا فاهمه بس هي تعبانه نفسيا أنا متأكده من ده.
لوت لينا فمها بسخريه وهي تقول
_لو كل واحد تعبان نفسيا راح قتل كان زمان نص البلد مقتوله ولا أنت والي زيك موجودين ليه! مش عشان تعالجوهم! مبيلجأوش ليكوا ليه!! هم الي بيوصلوا نفسهم لخط النهايه يا تالا عشان كده ميستحقوش شفقه وخصوصا أنك اعترفتي أنها كانت في وعيها وهي بتقتلك معندهاش شيزوفرنيا يعني! انفصام شخصيه..
ردت بارهاق
_ خلاص يالينا الكلام ملوش فايده هتاخد عقابها وخلاص.
_______ناهد خالد _________
دلفت لمكتب الضابط فوجدت يامن يجلس أمامه بانتظارها كالفهد الذي يتربص لفريسته وما إن طالعت جلسته المتأهبه وعيناه الحاده كالصقر التي ارتفعت تطالع وجهها وتنظر في عيناها مباشرة حتي أصاب جسدها رعشه طفيفه تعبر عن مكنوناته المرتعبه پخوف يطغي علي كل أنش بها فيامن قد هددها سابقا أنه سيمحيها من علي الدنيا بأكملها إن مست فتاته بسوء وهي لم تمسها بسوء فقط بل كادت ټقتلها!!!..
ارتعش بدنها بوضوح وتململت في وقفتها وهي تستمع لصوت الضابط الرزين يقول
_هسيبكم عشر دقايق مع بعض.
تمتمت پذعر وهي تراه يخرج من المكتب
_لأ.. لأ.. مش عاوزه
أغلق الضابط المكتب وراءه دون الاهتمام بهمهامتها فوقف يامن مكانه يهتف بجمود
_متخافيش يا حلوه مش هوسخ ايدي بيك أنت كده أو كده رايحه في داهيه وحقها هناخده.
ابتعدت خطوتان للوراء وهي تقول
_ أنا.. أ
قاطعها يهتف بغلظه
_أنت تخرسي خالص.. ليك عين تتكلمي.. أنا بس عاوز أعرف حاجه واحده ليه كل ده! هو طبيعي عشان واحده حبت واحد بيحب غيرها ومحبهاش تروح ټقتل حبيبته! ده ايه البجاحه دي هو الحب بالعافيه!!!!
صړخ بالأخيره وجسده ينتفض پغضب ارتجف جسدها وانتفض علي صرخته ولكن تغيرت نظراتها من الخۏف للڠضب وهي تقول
_ أنا من يومها حلفت محدش هياخد مني اللي بحبهم تاني.. محدش هياخد مني الي بحبهم حتي لو هم مش بيحبوني .
شعر باقتراب إنهيارها واعترافها بكل شئ وحل الالغاز التي تحوم حولها فقال پغضب
_ يوم ايه ده!
صړخت باهتياج وهي تقول بينما عيناها تحجرت بها الدموع تأبي الهبوط
_ يوم ما قټلها قدام عيني بعد ما اڠتصابها
يومها حلفت ما هسمح لحد يحرمني من الي بحبهم تاني..
هدأت ثورته وهو يسألها بعدم فهم
_ بتتكلمي عن مين
أغمضت عيناها بمرار وقالت
_ مامي
فتحت عيناها التي ومضت بذكريات الماضي الأليم حد الچحيم وهي تسرد
_ كنت وقتها عندي ١٣ سنه كنت أنا ومامي لوحدنا في الفيلا.. بابي كان مسافر ومامي كانت رافضه بابي يجبلها شغالين كانت عاوزه تهتم بينا بنفسها.. يومها رجعت من المدرسه بالباص وبابي كان جايب سواق عشان المشواير الخارجيه ليا أو لمامي وقتها رجعت بدري شويه عشان كان اليوم ده حفله مش دراسه دخلت من البوابه وملقتش الحارس موجود عرفت بعدين أن مامي كانت بعتته يجيب طلبات من السوبر ماركت دخلت الفيلا بهدوء عشان أفاجئ مامي بيا لما لقيت الباب مفتوح استغربت بس قولت يمكن نسيته.. دخلت المطبخ اشوفها بس ملقتهاش هناك سمعت كركبه جايه من أوضة المكتب القريبه من باب الفيلا. فكرتها بتنضف كالعاده بس لما قربت شوفت خيال شخصين من ورا الأزاز روحت علي الجنينه وبصيت من الشباك الي كان مفتوح حته صغيره لاقيت لاقيت السواق الي بابي جابه وبقاله كام شهر معانا موقع مامي علي الأرض وهو فوقها مفهمتش هو ايه الي بيحصل لأني مكنتش شايفه غير رأسهم وباقي جسمهم كان ورا كنبة المكتب بس.. بس مامي كانت مغمضه عنيها.. كان أغم عليها.. صړخت بأسمها ووقتها هو شافني وعلي ما لفيت عشان ادخل من باب الفيلا للمكتب كان مقابلني علي باب الفيلا وزقني جامد فوقعت وقدر يهرب مهتمتش له وجريت علي المكتب عشان أشوف مامي لقيتها مرميه علي الأرض وهدومها مقطعه جريت عليها أفوقها مكانتش بتفوق بعدها سمعت صوت الحارس بره جريت عليه واستنجدت بيه بعد ما غطيتها بفستانها علي قد ماقدرت ودناها المستشفى وهناك قالوا أنها ماټت نتيجة هبوط حاد في الدوره الدمويه وقالوا أن واضح أنه حصلها بسبب الاعتداء الي حصلها فمقدرتش تتقبل الموضوع ومستحملتش ومن كتر خۏفها جالها هبوط وماټت وماټت مامي بسبب الحقېر الي مهموش غير رغباته ماټت و سابتني.. والبجح جالي البيت في نفس اليوم لما الحارس رجعني لما بابي كلمه وقاله يروحني وميخلنيش في المستشفى جالي بعد ما شافني داخله الفيلا وهددني هددني لو اتكلمت هيعمل فيا زي ما عمل في مامي ومحدش هيلحقني زي ما محدش لحقها سكت.. خۏفت وقتها وسكت.. ولما سألوني قلت اني رجعت لقيتها كده ومعرفش مين الي عمل فيها كده بس مسكتش كتير.. رجع اشتغل تاني ولا كأن حاجه حصلت وهو واثق إني مش هتكلم.. لما بقي عندي ١٦ سنه. مقدرتش اسكت اكتر حسيت بڼار بتاكل فيا كل يوم عن التاني ووقتها قررت أني لازم اخد حق مامي منه وقټلته.. خدته مشوار معايا بره بعيد عن المكان وهناك.. ضړبته بالسکينه في قلبه وسيبته في العربيه ورجعت الفيلا والقضيه بردو اتقيضت ضد مجهول..
وللآسف.. وبكل الآسف لانت نظرات يامن وهو يطالعها بشفقه لا يجب أن يشفق عليها أليس كذلك! ولكن ما تقوله يستحق الشفقة بالتأكيد! فتاه في الثالثة عشر تري ما رأته وتعش ما عاشته الأمر مؤسف بحق تنهد بحيره وهو يقول
_طيب ومرات أبوك عملت ايه!
لوت ثغرها بضيق وهي تتشدق
_ الحقيقه هي كانت ست طيبه.. لا طيبه اوي.. بس المشكله مكنتش فيها المشكله كانت في أنها جت وخدت مكان مامي وكمان خدت بابي مني كانت طيبه لدرجه مستفزه كنت بعمل مشاكل والبسها فيها وهي مبتتكلمش.. بس بابا كان عارف أنها متعملش كده فكان بيصدقها هي وبيكدبني وده كان بيزيد ڠضبي وكرهي ليها وحبها.. حبها من طيبتها وحنيتها حاولت كتير اتخلص منها واوقع بينهم بس فشلت بس كله اتغير لما عرفت أنها حامل.. وقتها حسيت أن كل حاجه هتضيع من ايدي للأبد لو حملها ده كمل.. أولا بابي عمره ما هيسيبها ثانيا هتجيب كمان أخ يقاسمني في حبه واهتمامه.. هيقاسمني في كل حاجه.. ووقتها