الأحد 24 نوفمبر 2024

غير قابل للحب منال سالم

انت في الصفحة 22 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


ثيابها ليشاهد الجميع جمالها الفتان استخدام فيجو لذلك التشبيه الصريح ليجعلني أفهم جيدا أنه جاد للغاية في تنفيذ تهديده السافر. لم يضف المزيد فقط هتف في اقتضاب
اذهبي.
ما إن قال
هذا حتى ركضت سريعا لأفر منه وأهرب من شيء لا أريد فيه لشرارة الانجذاب أن تنبثق بداخلي .. مطلقا!
في طريق عودتي أثناء صعودي على الدرج بخطوات شبه راكضة قابلت صوفيا في نهايته استوقفتني لتدور بنظراتها القلقة على وجهي كانت آثار دموعي المنسابة لا تزال على ملامحي رأيت كيف ارتسمت تعابير الخۏف على محياها علقت ذراعها في ذراعي وسحبتني إلى غرفتي دون أن تنبس بكلمة حتى أغلقت الباب خلفها التفتت تنظر إلي متسائلة

ما الذي حدث هل هناك خطب ما
قلت في صبر نافد
لا شيء أمي.
لم تقتنع بكذبتي المفضوحة وألحت علي في إصرار
لا شيء
أصدرت صوتا مستنكرا وتابعت في عصبية طفيفة دون أن ترفع نبرتها عن الحد الجائز
أنت غادرت الغرفة وتنوين شړا والآن تعودين مجرجرة أذيال الخيبة ورائك...
جلست إلى جواري على حافة السرير ثم احتضنت كفي بين راحتيها وهتفت بي مرة ثانية في توجس أكبر
هيا صارحيني بالحقيقة أنا أمك.
سكت فليس لدي الطاقة للاستفاضة في شرح ما لا أفهمه وما لا أريد الحديث عنه انتبهت لها وهي تردد في تخوف
والحمقاء شقيقتك لحقت بك أين هي هذه الطائشة هل تشاجرتما معا
نظرت لها مليا فتفرست في ملامحي كأنها تفتش عن الأجوبة بين قسماتي قبل أن تزيد من حصارها المحمل باللوم
ألم أقل لكما ألا تثيرا الفضائح هنا من المفترض أني أحسنت تربيتكما ومكسيم لن يتساهل إن وجد ما لا يرضيه منكما.
ضقت ذرعا بضغطها اللحوح فهتفت في حدة وأنا أصر على أسناني
صوفيا من فضلك أنا لا أريد الحديث عن شيء دعيني أرتاح.
رمقتني بهذه النظرة المزعوجة قبل أن تقوم واقفة لترد
سأتركك بعد أن ننتهي من ضبط قياس ثوبك.
ثم أشارت بيدها نحو ثيابي قائلة في استهجان
ومرة أخرى لا تخرجي من الغرفة دون أن تتأنقي.
رفعت حاجبي للأعلى في استهجان ساخط متذكرة إنذاره الجاد فهمهمت في نقم والعبوس مسيطر على قسماتي
تتحدثين مثله!
دنت مني والدتي تسألني في دهشة
ماذا تقولين لم أسمعك!
تجاوزت عن تلك النقطة لأرد بلا ابتسام
لا شيء أمي هيا لننتهي من هذا الجزء السخيف.
وضعت يدها أسفل ذقني ومسحت عليها برفق قبل أن تتودد إلي بلطافة معهودة منها
ابتهجي أنت أجمل عروس هنا.
حملقت فيها بنظرات متجهمة تحوي ضيقا عميقا قبل أن تنتقل عيناي إلى ثوب العرس المفرود على المانيكان لأغمغم بعد تنهيدة سريعة
نعم الجمال الخائڤ!
كنت متأكدة أنه فعل وسيفعل الكثير ليحافظ على إكمال صفقتنا المزعومة تلك المخبأة تحت عباءة الزواج ارتضيت بها من أجل عائلتي وسأضحي بالغالي والنفيس من أجل إبقائهم بعيدا عن مكمن الخطړ. ترقبت على أحر من الجمر عودة آن إلى غرفتي حضرت بعد ساعة تقريبا منذ وقوع الشجار أمسكت بها من رسغها وأقعدتها على المقعد الوثير أمام سريري وأنا أعترف لها بمخاۏفي
كدت أموت خوفا عليك.
لم تتفوه بشيء ظلت صامتة وصمتها أرعبني أكثر سألتها ونظراتي تدور على كل جزء في وجهها قبل أن تنخفض نحو جسدها كأني أضعها تحت مجهري الفاحص لأتفقد ما تغير فيها
هل أنت بخير هل تعرض لك
أجابت بوجوم مخيف
لا.
تنفست بارتياح قليل لكن ذلك لم يجعلني استرخي حاولت أن أبقي على هدوئي وأنا أتحول لسؤالي التالي
أين أخذك هذا الحقېر
اتسعت نظراتي المصعوقة وخيالات غير طيبة راودت رأسي لذا سألتها بتوتر
ماذا تقولين هل ..
نفت موضحة بعد زفير بطيء
لا فقط أراد مني تضميد القطع الذي تسببت فيه في صدره.
صحت في كدر مغتاظ
اللعېن إنه يعرف كيف ېحرق أعصابي ويخيفني عليك المهم أنه لم يمسك.
من جديد أكدت
لم يفعل.
ابتسمت لها لأبدد أي خوف بداخلها لكنها استمرت على
سكوتها قبل أن تدير وجهها وتحدق في بعينين كسيرتين لتقول بثقل وكأنها ټصارع شيئا بداخلها لا أفهمه
ريانا أنا أريد الذهاب من هنا لا أطيق البقاء لحظة أخرى.
دون تردد هتفت كأني أمنحها الأمل
سأرسلك إلى ميلانو بعد زفافي فورا.
نكست رأسها بشكل استثار شكوكي بشدة كانت كمن يحمل أثقالا فوق ظهره تجعلها تنحني مضطرة لم تنظر في اتجاهي لمحت دمعة نافرة في طرفها ورأيت ارتجافة شفتيها بارزة حين نطقت
يا ليتك تفعلين أخاف أن أعلق هنا .. مثلك.
دق قلبي في خوف أكبر أحسست بانسحاب أنفاسي باضطرابها تحركت من مكاني وجثوت على ركبتي أمامها رفعت بيدي وجهها المنخفض إلى مستوى نظري وسألتها ونبضاتي تزداد في سرعتها
ماذا تقصدين بكلامك !!!!
يتبع الفصل الرابع عشر
الفصل الرابع عشر
يمكن للغير طلب الغفران منك في أي شيء إلا أن ينال السوء من الأقرب إليك حينئذ تلغى فكرة المسامحة من قواميس ذهنك وتعمل على رد الصاع صاعين مع كلمات شقيقتي الأخيرة تحولت تعابيري شبه المسترخية إلى عبوس تام وباتت نظراتي أشبه بسماء حالكة السواد رغم زرقة حدقتاي بقيت يدي على طرف ذقنها وضغطت عليه قليلا لأستحوذ على كامل انتباهها أعدت تكرار سؤالي بصيغة أخرى وقلبي لم يتوقف عن نبضه المتلاحق
كيف ذلك ما الذي أخبرك به هذا الحقېر
بكت في ألم لم تكن بحاجة لإخفاء مشاعرها الكدرة عني اعترفت لي بصوت متقطع وصدرها ينهج تقريبا
لقد قال أنه .. لن يمضي أكثر من عام و...
توقفت عن الكلام جراء انخراطها في نوبة بكاء أعنف مسحت على فخذيها وربت على كفها بعد أن احتضنته بين راحتي لأهدئ قليلا من روعها بالكاد تماسكت لتتم جملتها
وسأكون له.
رغما عني اشتدت قبضتي على يدها وصړخت في عصبية
هل جن هذا
أجهشت بالمزيد من البكاء العاجز وندمت على ردة فعلي حاولت أن أحجم من انفعالاتي لئلا أزيد الطين بلة تركت يدها ووضعت قبضتي على كتفها ثم أخبرتها في حزم
لا تصدقيه إنه مخبول!
خرج صوتها متوسلا مستجديا عواطفي الجياشة
ريانا .. أنا في مأزق.
استقمت واقفة وقلت بتصميم وأنا أشدها من ذراعها برفق لتنهض
صدقيني لن يحدث أبدا.
كانت أضعف من الصمود أمام هذا الوضيع سيسحقها كفراشة هزيلة في أول فرصة تسنح له ما لم أخرجها من هنا قبل فوات الأوان. نظرت في عينيها بعزم وتكلمت بلهجة مليئة بالإصرار على تنفيذ وعدي أيا كانت توابعه
أنا خائڤة للغاية.
كنت كالعاجزة حقا وأنا أشاهدها على حافة الاڼهيار لم أملك سوى كلماتي لطمأنتها كانت سلاحي المتاح لمواجهة ما يستبد بها من ارتياع وهلع. أبعدتها عني مسافة بسيطة ونظرت مرة ثانية في عينيها المحتقنتين وأكدت بقلب شبه ممزق من أجل إعطائها الحافز المناسب للصمود ريثما أوفق أوضاعي
لا تخافي أعدك أني سأبذل المستحيل لأبعدك قريبا عن ذلك المكان.
مسحت آن بظهر كفها الدموع السائلة على صدغيها وخاطبتني في لهجة لائمة
نحن اتفقنا ألا نتزوج من رجال عصابات واليوم أنت تستعدين للارتباط بزعيمهم.
ربما كانت وسيلتها لتفريغ شحنتها المكبوتة بداخلها عن طريقي تحميلي الذنب تقبلت عتابها وعلقت في حيطة
ليس بإرادتي أنت تعلمين هذا جيدا إن كنت أملك الخيار لفررت من هنا.
حدجتني بنظرة مستاءة قبل أن تبتعد عني وتقول
إذا لا تقطعي وعدا أنت لن ټوفي به.
لحقت بها ووضعت يدي على ذراعها أجبرتها على الاستدارة والنظر ناحيتي لأهتف بكلام نابع من فؤادي
إن كان هذا يخصك سأفعل أي شيء وكل شيء لحمايتك.
رأيت اليأس مرسوما على وجهها الناعم وحز ذلك في قلبي كالوخزات خاصة عندما أضافت في رجاء أكبر
ريانا لا تتخلي عني.
ضممتها إلي ونطقت بغصة مؤلمة قد علقت في حلقي
لن أفعل.
ابتسمت من بين دموعها فأزلت الباقي براحة كفي ثم سألتها في جدية
هل معك جواز سفرك
أجابتني وهي تشير بيدها
أظن أني وضعته في حقيبتي.
ضاقت نظراتي نسبيا حين شددت عليها
تأكدي من وجوده

________________________________________
بها.
ارتابت قسماتها وهي تسألني
لماذا
لم أجبها فألحت في اضطراب
هل تشكين في أمر ما
انتقيت كلماتي حين جاوبتها
لا ولكن للحيطة.
هزت رأسها في طاعة قائلة
سأتفقده.
حاولت تهوين ما تمر به فطلبت منها في رقة 
ابتسمي غاليتي لا أريد لوجهك البشوش أن يعبس.
جاءني ردها قابضا للقلب ومنطقيا بالنسبة للظروف الراهنة
حين أعود لموطني سأعود لما كنت عليه.
لم أملك أداة سحرية للاطلاع على المستقبل لأرى إن كنت سأنجح أم لا لكني لم أحاول إضعاف آمالها فرددت مؤكدة لمرة
جديدة بابتسامة خفيفة
سيحدث لا تقلقي.
منذ أن انتقلنا للعيش في هذا القصر الضخم كنت أبيت بمفردي في هذه الغرفة المتسعة أما والدتي وآن فكانتا تمكثان معا في غرفة أخرى مجاورة لي. معظم يومنا كنا نقضيه في غرفتي ما بين مطالعة المجلات مشاهدة أخبار الموضة على المواقع المختلفة التخطيط لمراسم إكمال الزفاف مناقشة تعديلات ثوب عرسي أو الحديث عن ذكريات طفولتنا التي باتت كأشباح من الماضي نذكرها وسط هذا الظلام القاضي على كل ما هو سار.
تحركت مع آن نحو غرفتها وفي أعماقي أرجو ألا تتعقد الأحداث أكثر فما مررت به جعلني إلى حد كبير غير متفائلة وإن كنت أخفي ذلك عمن حولي. قاومت هواجسي التي راحت تطن في رأسي كالذباب ووقفت خلف شقيقتي المنهمكة في البحث عن جواز سفرها. انعكس الخۏف الممزوج بالاضطراب على تقاسيمها بشكل مرعب حين لم تجده في مكانه المعتاد بداخل جيب حقيبة السفر الخاصة بها أفرغت كامل محتوياتها غير عابئة بالفوضى التي أحدثتها المهم أن تجد ضالتها. وسط هذه الفوضى كررت البحث مرارا وتكرارا ومع ذلك تعذر عليها إيجاده. بدأت حركاتها تميل للعصبية ونفاد الصبر حملقت في پذعر وهتفت بأنفاس شبه لاهثة
لقد كان هنا.
اتسعت عيناي في صدمة فتابعت شقيقتي بارتعاب متزايد وهي تشير إلى داخل حقيبتها
أنا متأكدة أني وضعته هنا في هذا الجيب.
سرعان ما داهمتني الشكوك المخيفة تركتها جانبا تجنبا لما قد يحدث إن بوحت بما يراودني وقلت وأنا لا أصدق ما أتفوه به
ربما بدلتي مكانه ولا تتذكرين.
صړخت في احتجاج
لا يعقل مستحيل.
معها كل الحق لتستريب من اختفائه الغامض وتزداد توجسا آنئذ بدت وكأنها على وشك فقدان أعصابها اضطررت للحفاظ على ثباتي الانفعالي حتى لا أزيد من توترها بدأت أفتش بنفسي وسط كومة الثياب المتراكمة وأنا أخبرها بغير اقتناع
ربما علق هنا أو هنا.
بسطت أمام نظراتي حافظتها القماشية تلك التي تضع بها أشيائها الهامة من أوراق ومتعلقات دقيقة تخشى ضياعها. فتحت سحابها وهدرت بصوت صارخ
انظري في حافظتي باقي الأوراق موجودة...
أمسكت بالحافظة ورحت أدقق النظر في محتوياتها وهي إلى جواري تتابع الكلام بنفس الانفعال المبرر
وأنا أضعهم معا لئلا أضيعهم.
بقيت أعيد تقليب كل الأوراق مرة واثنين ولم أجد جوازها وضعت آن يدها أعلى رأسها وظلت تردد في حسرة
حتى تذكرة الذهاب غير موجودة.
صدقت في قولها فأنا لم أعثر عليها بين الأوراق سألتني في جدية وهذه التكشيرة تعلو سحنتها
هل تظنين أن أحدهم قد فتش في أغراضي وسرقها
علقت في تهكم
أظن فقط بل أنا متأكدة!!!
اڼهارت آن جالسة على حافة السرير وهي ټدفن وجهها بين راحتيها
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 57 صفحات