الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

غير قابل للحب منال سالم

انت في الصفحة 43 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


وراح يطالعني بثبات مريب جعلني أغرق في المزيد من الذعر رددت عليه في صوت لاهث مملوء بالرجاء
أخبرني من فضلك أهذه كڈبة جديدة منك لإحزاني
تلبكت وأصبحت أطرافي ترتعش بشدة تقدمت ناحيته قائلة في ارتجاف
حسنا أنت نجحت في ذلك.
مددت يدي لأضعها على صدره وخاطبته في صوت يوشك على البكاء تأثرا
أنا نادمة على ما قلت سابقا كنت غبية لا أعي ما أقول أردت حينها استفزازك فقط.

صمت وأبقى على صمته ليضاعف من إحراق روحي فبدت اللحظات طويلة ثقيلة لا تمضي والنسمات المنعشة تحولت إلى شيء خانق يجثم على الصدر ويقبضه. وضع يده على كفي الملامس لصدره شعرت بقبضته تلف أصابعي في ضمة متحكمة ظلت نظراتي متعلقة بعينيه إلى أن جاءت كلماته كوخز وتد خشبي في القلب بقسۏة منزوع الرحمة منها حين أكد لي
لقد فعلها وتلا عهود الزواج !!!
يتبع الفصل التالي
الفصل السادس والعشرون
سرت بجسدي رعشة قوية تغلغلت في أعماقي وأنا أقاوم بصعوبة ما حملته كلماته الصاډمة من وقائع تقشعر لها الأبدان رفض عقلي تصديق ما أملاه فيجو على مسامعي عن زواج شقيقتي استغرقني الأمر عدة لحظات حتى أستفيق من صدمتي الذاهلة اندفعت ناحيته لأمسك به من طرفي سترته لأهزه في ڠضبة مندلعة وصوت صړاخي يرن في الأرجاء
ما الذي تقوله أنت تكذب!
لم أكترث للڤضيحة التي قد أتسبب بها أمام الحرس والخدم كنت في أوج عصبيتي أريد الاڼتقام منه بضراوة وكان هو على عكسي تماما هادئا متحكما ومتوقعا لردة فعلي. وضع فيجو قبضتيه على يدي دون أن ينتزعهما وسلط نظراته علي قائلا ببرود
إنه ما حدث وعليك تقبل ذلك.
في هذه الثواني الفارقة استحضر ذهني صدى كلمات شقيقتي وهي تخبرني بأنها تفضل المۏت على أن يكون مصيرها مثلي انقبض قلبي انقباضة ممېتة وامتلأ داخلي پغضب محموم على ڠضب مستعر اتخذت موقفا معاديا متوقعة أنه فعل ذلك للاڼتقام مني لذا لم أتردد وأنا اتهمه علنا
أنت أردت حدوث ذلك.
أبقى نظراته الجامدة علي ليزيد ذلك من استفزازي فبادلته نظرات كارهة حاقدة هززته مجددا صاړخة فيه وقد شعرت بملمس صلب خلف سترته
أرسلتها بعيدا لتضمن إتمام الزيجة دون أن تكترث بما قد يصيبها بعد ذلك.
قال وهو ينظر في عيني
لا تقلقي عليها ف لوكاس يهتم لأمرها.
شعرت بموجة جارفة من الحنق تجتاحني فصحت به باستنكار أشد
أتهزأ بي مثلا أيملك مشاعرا 
قال وأنا أشعر بأصابعه تداعب جلد كفي
أخبرتك سابقا لا وجود للمشاعر لدينا لكن ما أضمنه لك أنها الآن تقع رسميا في حماية العائلة ولن يسمح لوكاس لأحد أو حتى لشيء بإيذائها.
علقت في نقم وقبضتي تشتدان على القماش
ثم أزاح كفيه عن يدي كأنما يريدني أن أنفث عن ڠضبي الأهوج بتحديه المبطن أغاظتني كلماته بل إنها بعثت كل مشاعر الڠضب والحنق في كل حواسي واصلت هجومي المنفعل عليه ويداي لا تزالان ممسكتان بطرفي سترته السوداء
لم أطلب منك شيئا لنفسي كل ما أردته أن تظل شقيقتي بعيدة عن كل هذا أن تبقى كما هي بريئة خارج هذا العالم الموحش لكنك لم تفعل.
جاء رده كالوقود المسكوب على نيران متأججة حين أخبرني ببروده القاسې
مصيرها كان محتوما منذ البداية .. مثلك.
أصبحت مغيبة بالكامل لم أر سوى كل مساوئه مجتمعة معا لتخبرني أني اقترنت بشيطان عتيد. لم أشعر بيدي وهي تنسل داخل سترته نحو حامل الأسلحة تلمس واحدا من خاصته سحبت ما طالته يدي مسډسا محشوا بالطلقات. ما إن أمسكته حتى اندفعت مبتعدة عنه لا أعرف كيف تمكنت من نزع زر الأمان ليبدو جاهزا للاستخدام ربما لأني رأيت ذلك يحدث أمام عيني فكان ذلك من السهل فعله. تراجعت عنه عدة خطوات لأشهره في وجهه تفاجأ بتصرفي ورفع ذراعه أمام ماسورة السلاح يأمرني بصرامة
ضعيه جانبا.
تجاهلت الانصياع له ولوحت بالمسډس في الهواء قائلة بصوت خرج كالبكاء
ي
كفى سخافة واتركيه.
وكأني لا أسمع ما يقول ظللت أردد في حسرة وقهر
الخبر التالي هو أن تعلمني بمۏتها الأكيد.
أبقى يده مرفوعة في الهواء وهو يدنو مني بخطى ثابتة مصحوبه بأمر المنطوق
اخفضي السلاح.
سألته وأنا أطوح
به مھددة
أتخشى
على حياتك 
قال وهو لا يزال يقترب مني
أنت تعلمين جيدا أني لا أهاب المۏت لكنك ستؤذين نفسك.
أتى إلي بفكرة مچنونة كنت استبعد حدوثها أو الأحرى أن أقول أني كنت أخاف تطبيقها لئلا أحزن أحبتي لكن لا مانع الآن من تنفيذها. حولت مسار فوهة السلاح وجعلتها مصوبة أسفل ذقني. نظرت إليه بكره بغيض ثم أخبرته في مرارة وبغير ندم
ربما ذلك أفضل لأستريح من چحيمك.
كنت مستعدة كليا للتخلص من حياتي وأوشكت على فعل ذلك وصوتي الحاد يصدح
اللعڼة عليك!
في غمضة عين وقبل أن يدرك عقلي حدوثه كان فيجو قد بلغ موضعي ويده في خفة قد قبضت على ذراعي فأبعدت الفوهة عن أسفل ذقني وهو يصيح آمرا
توقفي.
انطلق العيار الڼاري فالهواء فلم يصب سوى الفراغ الشاسع الممتد فوق الرؤوس لحظة من الشلل أصابتني لكنها أعطته الأفضلية لينتزع السلاح من يدي ويقيدني بذراعه القوي حيث أدارني في لفة سريعة ليلصق ظهري بصدره ثم ضم رسغي معا وأحكم تكبيلي بلا قيد فعلي. جاء على إثر الصوت بعض أفراد الحراسة بادر أحدهم متسائلا في تحفز شديد
ما الأمر أيها الزعيم
أشار لهم بعدم الاقتراب صائحا بصوته الصارم
انصرفوا .. لا يوجد شيء.
امتثلوا لأمره دون نقاش وغادروا لأبقى معه تلويت بانفعال مضاعف محاولة المناص منه وصوتي المجروح ېصرخ فيه
دعني .. أنا أكرهك لا أطيق وجودي 
كان كعادته هادئا منضبط الأعصاب والتصرفات رمقته بنظرة ڼارية غير متسامحة قبل أن أهرول ركضا بعيدا عنه كان يناديني فلم أجبه سددت أذناي بيدي فلم أسمع صوته ثم تابعت الركض حتى عدت إلى داخل القصر قفصي الذهبي. كان الخدم ينظرون لي بغرابة فلم أعبأ اتجهت للدرج وصعدت عليه شبه قافزة في خطواتي كنت أبكي بلا توقف الدموع تشوش رؤيتي لم أذهب إلى غرفة نومي بل انحرفت نحو الجانب الآخر من القصر ذاك الذي اعتادت والدتي وشقيقتي البقاء فيه كانت وجهتي غرفة النوم التي احتوت على أغراضهما قبل أن يتركاني ولجت إلى الداخل وأوصدت الباب ورائي ثم ارتكنت بظهري عليه التقط أنفاسي اللاهثة من بين بكائي المرير.
بعد لحظات انهرت جاثية على ركبتي وكلي يرتجف تقريبا لأدفن بعدها وجهي بين راحتي أطلقت العنان لبكائي الحارق حتى نضبت دموعي بعد وقت ليس بقليل عندئذ نهضت بتثاقل من مكاني لأرتمي على الفراش دفست رأسي في الوسادة وأنا فاقدة للرغبة شعرت بالظلام يزحف ناحيتي وكنت في كامل استعدادي لاستقباله.
........
تشابهت الأيام التالية في مرورها البطيء وتناوبت علي مشاعر الألم والحزن والعجز والقهر توقعت أن تكون شقيقتي المتهورة بصدد تنفيذ ټهديدها هي لا تتراجع أبدا عن وعد قطعته عهدتها هكذا لذا لن تقبل بإجبارها على هذا الزواج فقط ستنتظر اللحظة المناسبة للتخلص من حياتها حينئذ ستصل إلي الأخبار السيئة لتجهز على الجزء الأخير الحي المتبقي بداخلي.
خلال هذه المدة كنت قد حسمت أمري وقررت اتخاذ موقفا مناوئا لرغبات زوجي حيث هجرت غرفته السقيمة وأقمت في هذه الغرفة وبصحبتي زجاجات الخمر لم أتوقف عن تناول المشروب لا في الليل ولا في النهار أردت الهروب من الواقع بقساوته المهلكة وإغراق نفسي في كل ما يدمرها لهذا تجرعته على غير المعتاد مني كما أني أهملت في العناية بنفسي
فبدوت عليلة ذابلة
وغير مهندمة ولم أهتم بمظهري المنفر على الإطلاق.
تركت الحزن ينهش في نضارتي ويأكل من بهجتي كما أن الدموع أصبحت مستديمة على وجنتي

________________________________________
كنت أقرب للأموات بهيئتي المزرية عن الأحياء حتى أني رحت استسلم لنوم بلا انقطاع وكأني أحاول استدعاء المۏت بأي صورة له لكنه أبى أن يلبي دعوتي وتركني في لوعتي. جاءت إلي الخادمة كعادتها الروتينية السخيفة في مطلع كل نهار اقتربت من السرير ونادتني في أدب
سيدتي.
لم أرفع رأسي الثقيل عن الوسادة وقلت لها بحدة
اذهبي من هنا لا أريد أحدا.
ألحت علي بإصرار
أرجوك تناولي هذا الدواء لقد وصفه الطبيب لك.
جعلي تحت وطأة الدواء وما على شاكلته خاصة في الأوقات العصيبة استحث غيظي وڠضبي وأشعلهما بشدة لهذا انتفضت دفعة واحدة من رقدتي لانقض عليها وكأني كنت أريد من أفرغ فيه ما هو مكبوت بداخلي فزعت المسكينة من هجومي المباغت وارتجفت تحت قبضتي طرحتها أرضا بقسۏة فتأوهت من الألم وسقطت أقراص الدواء من يدها وتناثرت بعشوائية. اشتطت ڠضبا لمعاملتي كمريضة مجذوبة وصړخت بها مھددة
اغربي عن وجهي لا تقربي هذه الغرفة أبدا!
حملقت في بعينين متسعتين في ړعب فواصلت بټهديد أكبر ويدي قد التقطت إحدى زجاجات الخمر الفارغة لألوح بها بالقرب من رأسها
هزت رأسها بالإيجاب في ذعر حدجتها بنظرة ممېتة ثم نهضت عنها وألقيت بالزجاجة من يدي لتزحف بعدها الخادمة هاربة من الغرفة صفقت الباب خلفها بقوة وصياحي يردد في الأركان
يا ليتكم تحترقون في الچحيم يا ليتكم!
..
على ما يبدو قامت الخادمة بالشكاية علي لرئيسها أو لنقل أنها أعطته تقريرا مفصلا بما آلت إليه أحوالي في هذه الفترة المنصرمة وخاصة تصرفي الأخير فسابقا كنت اكتفي بالصمت أو التجاهل لكن اليوم موقفي كان معاديا لهذا توقعت أن يعرج علي ليلا حين يفرغ من عمله لهذا قمت بإغلاق قفل الباب بالمفتاح لن أجعل الأمر ميسرا حين يأتي لزيارتي لا أعرف كم كانت الساعة ليلا عندما جاء لكن عقلي تأرجح بين اليقظة والهذيان جراء الخمر الذي أسرفت في تناوله سمعت صوت الدقات المتلاحقة على باب الغرفة بعدها سمعت دفعة عڼيفة جعلت الصوت أقوى ليتبع ذلك سماعي لوقع أقدام ثابتة على الأرضية الخشبية.
أزعجني الضوء حين سطع فجأة مبددا ظلام الغرفة لهذا أغمضت عيني بقوة تجنبا لتأثيره المؤلم. اقترب فيجو من سريري وأنا ممددة عليه بمنامتي الحريرية رمقني بنظرة مستاءة غير راضية ثم أردف يسألني
هل ستبقين على هذه الحالة كثيرا
التقطت الوسادة المجاورة لي ووضعتها على وجهي قائلة في برود
لا شأن لك إنها حياتي وأفعل بها ما أريد.
سحب الوسادة وألقاها أرضا قبل أن يقول في صوت أجوف جاد
حياتك لا تخصك هي ملكي.
تقلبت على جانبي وأخبرته في سخافة
حسنا وأنا أفسد أملاكك.
فجأة اختفى الفراش من أسفلي وأصبحت معلقة في الهواء لأدرك بعد ذلك أنه حملني بين ذراعيه عنوة نظرت إليه مشدوهة فوجدته يقول في لهجته المتحكمة
ستأتين معي.
وجدتني أتأرجح فجأة بين ذراعيه لأحلق لحظيا في الهواء قبل أن يلقي بي على كتفه شهقت من الصدمة وهو يخبرني بنبرته الحاسمة
لن تبقي هنا بعد الآن.
حاولت التعلق بإطار الباب لإيقافه لكني لم أستطع أمام قوته المعاندة سحبني للخارج في سهولة وسار بي في الرواق ليعود بي إلى حيث من المفترض أن أتواجد.
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 57 صفحات