السبت 23 نوفمبر 2024

ابنة القمر فاطمة الألفي الفصل الأول إلى السادس

انت في الصفحة 8 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

بعد طوال الوقت تعاقبيه على 
أخطاء لم يقترفها لا ذنب له بشيء دائما تفرضين تسلطك تعاقبيه دون 
اكتراث لمشاعره رغم أنك تعلمين علم اليقين بأنه لم يخطئ ومع ذلك 
تصرين على عقابه دون ذنب استيقظي من غفلتك قبل أن يضيع من بين 
يديك وټندمي أشد الندم 
لوت ثغرها بسخرية ثم قالت دع نصائحك لنفسك أنت أخر شخص 
تحاسبني على تربيتي لأبنائي 
زفر بضيق ثم همس پألم معك كل الحق أنا أخر من ينصحك 
غادر الغرفة بأسي بحثا عن أمان يريد أن يتحدث معه وعلم بأنه يوجد 
بالغرفة الخاصة به المنعزلة عن القصر توجه إليه وقف على أعتاب الغرفة 
قائلا بحنان وهو ينظر له 
كف عن هذا أنت متعب عليك أن تكون الآن داخل فراشك 
نظر له بأنفاس لاهثة وجبينه يتصبب منه العرق وهتف بصوت متحشرج 
تصدقني يا عمي أليس كذلك لماذا والدتي لم تصدقني أنا لا أفعل هذه 
التصرفات الطائشة لم اقترف الحړام أنا أعلم حدود ديني 
أقترب منه ثم ربت على كتفه بحنان اصدقك يا بني أعلم أنك 
لا ترتكب الحړام فقد تربيت على يدي واعلمك جيدا 
ولما والدتي لم تكن مثلك لما دائما تحاول أن تقلل من شأني وتزعزع 
ثقتي بنفسي ما مشكلتها معي لما لا تحاول أن تنصت لي وتفهمني 
استطرد قائلا بسخرية 
أعلم جيدا بأنها أحدثت ثورة من أجل الخادمة فقط لكن لو رأتني بهذا 
الوضع مع فتاة أخري لم تثور هكذا ولن اتزوج بطريقتها ولم 
ترغمني على فعل لا أريده ولم أختار شريكة لحياتي من اختيارات
أشرقت هانم.
ثم عاد يهتف بصوت كساه الحزن
اذا كانت ملامحي تذكرها بوالدي فهذا لا دخل لي به ماهر الشناوي 
ماټ وتواري جسده الثري منذ قرابة العشرون عاما ليس ذنبي بأنها مازالت 
تتذكر الماضي أخبرها إن سأمت تلك المعاملة وسوف أترك لها القصر والمصنع وكل شيء وأرحل سوف أنسحب من حياتها للابد.
شعر خالد بكم الحزن الساكن بقلب أمان تنهد بحزن ثم ربت على ظهره 
بحنان ابوي اهدئ يا بني أعلم بانك تشعر بالحزن الآن ما رايك أن تأخذ 
عطلة وتسافر وعندما تشعر بالهدوء تعود تمارس عملك لكن اياك أن تترك 
المصنع والشركة أنت من أظهرت أسمها في عالم الموضة لا تفرط بعملك 
مهما كان الأمر. 
ووالدتك هذا ابتلاء من الله عز وجل ولأبد وأن نرضى به أنها حالة ميؤوس 
منها لا أحد يختار والديه هذا قدرك بني 
لاحت شبه ابتسامة أعلى ثغر أمان عانقه خالد بحنو وهو يقول 
أدعو الله بأن تسترد عقلها قبل فوات الأوان 
غادرت المنزل بخيبة أمل فقد كانت تظن بأنها سوف تجد ملاذها هنا 
لذلك منذ أن خطت بقدميها هذا المنزل وداخلها شيء أرادت تنفيذه ولذلك 
كانت دائما تتقرب إليه بود لعله يشعر بها ويتحسن قدرها على يده ولكن 
هيهات فمن الصعب أن تنظر لأعلى السماء وتلتقط نجمة بين يديها فهو بعيد كل البعد عن ما يتخيله تفكيرها المړيض.
أمسكت بالحقيبة التي لملمت بها ثيابها واغراضها والقت نظرة أخيرة على 
ذلك القصر فقد كانت تحلم بأنه تكون سيدته يوما ما.
لوت ثغرها پألم وهتفت بشرود
ألعن حظي التعيس الذي جعلني أدخل هذا القصر إلى أين ستذهبين بقدمك يا زيزي ستصبحين مشردة بالشوارع يا بلهاء.
ثم ضحكت بمرارة واردفت قائلة تعاتب نفسها
نسيت نفسك يا زينب 
نظرت للسماء وللأبراج العالية أين أنا وأين هو هو أمان بيك ابن الذاوات 
والقصور ولد في فمه ملعقة ذهب أين كان عقلي صدقتي نفسك زيزي ونسيت أصلك يا زينب كنت أطمع بأن أكون سيدة القصر وليس خادمة وحسب إلي أين سأذهب لا أعلم أحدا بهذه العاصمة الكبيرة.
سارت بخطوات مضطربة لا تعلم إلي أين تخطو بقدميها وفجأة لمعت 
بذهنها فكرة لم تتردد في تنفيذها ولعلها تصيب تلك المرة.
أوقفت سيارة أجرة وأملت على السائق العنوان المنشود التي تحفظه جيدا 
فقد كانت تتردد على تلك الشقة من أجل ترتيبها بأوامر من رب عملها فهذه 
الشقة ملك لصديقه وأثناء سفره كان أمان يطلب منها أن تذهب وترتبها من 
حين لآخر عندما يخبره صديقه بموعد عودته لذلك فهي تعلم عنوانها 
وتحفظه عن ظهر قلب.
كان يهم بصعوده الدرج ثم فوجئ بوقوف رحيل على أعتاب غرفته بوجه 
ناعس
عندما اقترب منه خالد هتف بدهشة 
لماذا تقف هكذا اذهب أكمل نومك. 
حك مؤخرة رأسه وقال وهو يتطلع لوالده بنعاس
شعرت بالقلق وسمعت صوتا عاليا من كان يتشاجر بهذا الوقت المتأخر 
ربت على كتفه قائلا
لا يوجد أي شجار عد أكمل نومك تصبح على خير. 
وحضرتك من اهل الخير. 
قالها وهو يهم بالدلوف لداخل غرفته ثانيا ولكن استوقفه صوت والده قائلا
رحيل انتظر
تسمر مكانه وظل يتطلع لوالده 
همس خالد بصوت خاڤت
لم تخبرني عن الحفل هل راق إعجاب شقيقك!
هز رأسه بخفة بالطبع والدي العزيز 
ابتلع ريقه بتوتر ثم اردف قائلا إذا مدام حورية عملها ممتاز 
حقا عملها رائع وسوف أخبر رفاقي إذا احتاج أحد منهم لحفل عيد ميلاد 
او مناسبة سعيدة لم يتردد بالذهاب إلي حورية الزهور 
ثم رمق والده بنظرة شك أخبرني خالود لماذا تهتم بأمر تلك السيدة الجميلة 
هز رأسه بتوتر وقال بصوت مضطرب ولماذا أهتم

انت في الصفحة 8 من 18 صفحات