رياح الألم ونسمات الحب سهام صادق
مروحتش انا روحت اجيبلكم عصير وعلي فكره شكلك مش حلو بقي
فتضحك ريهام قائله عارفه علي فكره ... وياريت تدخلي لسانك ده جوه
فتظل سميه تمزح مع ريهام ... حتي تشرد هنا قليلا فتتذكر بنات عمهاا وتسقط دموعها سرا
.................................................. ..............
وقفت تنظر اليه بجرئتها المعهوده ... حتي اقتربت منه لتمسك رابطه فتهندمها له قائله بحالميه وحشتني ياحسام اوي هو انا موحشتكش
لتنفر منه نسرين قائله هتقولهم اني مراتك ياحسام ولا انت ناسي ورقة الجواز العرفي الي بينا ... مش كفايه رضيت اشتغل معاك سكرتيره عشان ابقي جنبك ... ثم تقول بشوق انت مش ملاحظ انك من ساعة ما انشغلت بالشركه وانت ناسيني خالص حتي شقتنا مبقتش تروحهاا وجوازنا الي كنت ناوي تعلنه لما ترجع من امريكا صرفت نظر عنه واتحججت
لييتطلع اليها حسام قائلا ممكن تتفضلي علي مكتبك دلوقتي يانسرين ونبقي نكمل كلامنا بعدين
نسرين بدلع هوافق بس بشرط اننا نتقابل النهارده في شقتنا اوك ياحبيبي
حسام بشرود حاضر يانسرين حاضر !!
فتبتسم له ثم أنصرفت من أمامه سريعاا وهي متشوقه للقائهم السري
.................................................. ................
خفضت رأسهاا حزنا عندما اخبرهاا بأن عمته لن تعود كما وعدتها بعد اسبوعا ...
لينظر هو الي معالم وجهها ... حتي يقول بعد مقاومة دامت بين عقله وقلبه للحظات تحبي تيجي معايا نقابة المهندسين
فيضحك هو علي عفويتها قائلا ايوه ياهنا بجد بس يارب انتي الي متندميش بعد الفرحه ديه كلهاا
لتنظر اليه هنا قائله انا جاهزه علي فكره مش هي الحفله بعد ساعه !!
لينظر اليها متعجبا وعرفتي منين انها بعد ساعه
لتقول هي بتخمين مجرد تخمين
فيضحك فارس عليها حتي يقول بهمس لم تسمعه شكلي ادمنتك ياهنا وضحكتي مش بتيجي غير معاكي
ليضحك فارس قائلا بسخريه فراغ ... ثم يسير من امامها وهو يضحك عليها فتتابعه بخطوات سريعه ... وما من ثواني كانت تقف امام سيارته قائله بخجل هو عادي يعني لو انا خرجت معاك !!
فيلتف الي الناحيه الاخري ويترجل داخل سيارته قائلا هاا امشي ولا هتيجي معايا قدامك دقيقتين تكوني فكرتي كويس فيهم
وجوه المدعوين ... كان هو يتأملها من حين لاخر ليضحك علي هيئتها وهي تتطلع في وجوه كل من يمر أمامهاا
حتي اقترب منه أحد أساتذته الذي يعتبره أبنا له .. فيقول بهمس شيل عينك من علي البنت شويه بتحبهاا صح !!
لتقف تلك الكلمه في حلقه حتي يقول بأبتسامة قد ظهرت علي محياه مش معقول اكون بحبها !
فيبتسم ذلك الرجل قائلا وهو الحب حرام يافارس وبصراحه بيني وبينك البنت حلوه اوي بص انا هروح أعكسهاا وأسيبك أنت تتفرج علينا من بعيد وهتشوف الراجل العجوز هيعمل ايه
حتي يذهب وتتابعه نظرات فارس ليقترب منهاا ذلك العجوز قائلا انا المهندس كمال عندي 65 سنه شاب امور وحلو وصحتي زي الحصان بس مش اوي يعني هههه وكنت بدرس للولد الي واقف بعيد ده الي عملي فيها دكتور جامعه وراجل اعمال ناجح ده كان يقول لها هذا وهو يشير بأصبعه نحوه
لتبتسم هنا رغما عنها ويجلس بجانبهاا قائلا عندي بنتي في سنك كده بس أنا حبيت أجي أعكسك من راجل عجوز زي والدك معاكسه لطيفه زي ديه ولااا ....
فتضحك هناا علي تلقائية هذا الرجل المرح ويظل يحادثهاا الي أن طال الحديث بينهم ..... وتصبح نظراته هو وحده تراقبهاا وكأنه يهرب من عقله قليلا ليترك لعيناه النظر اليها حتي ينسحب بهدوء من وسط أصدقائه ... فيقف علي بعد أمتار قليله يتأملهاا قائلااا بصوت لا يسمعه سوى قلبه ...... اصبحتي ياطفلتي الباكيه .....وحدك من تملكين قلبي
وفي وسط شروده بهاا ... وحديثهاا مع ذلك العجوز تلاقت عيناهم فأخفضت هي ببصرهااا سريعا ليبتسم هو قائلا .... حقا أحبك
الفصل الرابع عشر
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب.
_ بقلم سهام صادق.
لم يكن الصمت وحده هو راحة للنفوس بينما كان راحة لقلوب أنهكها الزمن بذكريات لا تنسي ولكن عندما تدق القلوب ثانية يصبح للصمت صراعا بين لغات العيون وشوق القلوب ....
كانت نسمات الهواء العليله كرائحة الياسمين وكأن للشوق مذاقا اخرا ليبطئ من سرعة سيارته حتي تقف فيخرج منها ويسير نحو ذلك الفاصل الحديدي الذي يفصله عن مياه النيل التي صبغت باللون الازرق القاتم من شدة الظلام ولكن كان للقمر ضوء ساطعاا يتسلط علي جزء كبيرا منه فيتأمل كل ماحوله وكأنه يتأمل حياته التي أعلنت تمردهاا عليه لتختارها هي وحدها عن دونهم .....
اما أعينها هي فكانت تتابعه لتلمع عينيها ببريقا لم تعلم
سببه بعد ... حتي تظل تتأمل كل شئ فيه بدون أن تشعر فتزداد نسمات ذلك الهواء المنعش حتي تتمرد خصلات شعره الناعمه وبذلته الانيقه معها.... ويصبح قلبها وحده هو من يتبعه ..... فتخرج من السياره وتسير بخطوات بطيئه لتقف خلفه قائله المكان هنا جميل اوي بيفكرني بالبحيره والنخيل الي في البلد
فيلتف فارس إليها قائلا بتنهد الظلام ليه سحر خاص بيفضل يجذبنا ليه لحد ما نتوه جواه
فتقول هنا بعمق علي فكره انا شوفتك يوم ما كنت عند البحيره لما الرياح كانت بدأت تزيد
لينظر فارس في عينيها بعمق كان اول لقاء بينا مع انه كان في وسط الظلام بس كأن الظلام كان بيشق طريقه لرحله تانيه
فتتطلع اليه هنا بدون فهم .... حتي يضحك هو قائلا باباكي الله يرحمه كان مهندس زراعي ناجح صح ليه أبحاث كتير في الهندسه الوراثيه
فتبتسم من بين حنينها وشوقها لوالديها قائله كان أجمل وأحن أب وحشوني اووي
لينظر إليها فارس قائلا عيشتوا في ألمانيا قد أيه
فتتنهد هنا قائله لحد ما كان عندي 12 سنه !!
فارس بتنهد أنتي ليكي أمانه عندي بس لازم الأول تقابلي صديق باباكي عشان يقدر ينقلك فلوسك
لتتطلع اليه هنا قائله فلوس أيه
ليلتف فارس ثانية .. حتي يتأمل امواج المياه الهادئه في بحث لوالدك أتطبقت نظرياته في الهندسه الوراثيه والدك كان عارض المشروع ده بس للأسف أنتي عارفه ان في دولتنا لازم الأحلام فيتنهد قليلا ليقول كان في صديق لوالدك عارف بموضوع البحث وحاول يطبقه بره البلد بماله الخاص ولما المشروع نجح دور علي والدك عشان ياخد نسبه من نجاحه لان ده حقه ... بس للأسف اكتشف انه ماټ ومعرفش يوصل لحد من اهله فسافر تاني بس من قريب لقيته بيكلمني بعد ماعرف بمكان وجودك لما سافر البلد ودور عليكي عند عمك وطلب أنه يقابلني ....
فتتطلع اليه هنا قائله انا مش فاهمه حاجه
فيبتسم فارس علي عفويتها حتي يقول مازحا ومن امتا ياطفلتي الصغيره بتفهمي ...
لتنظر اليه بأعين غاضبه فتقول بطل تقولي طفله ديه تاني
حتي يتطلع اليها هو متفحصا أيهاا فتتطلع الي نظراته .. ليقول هو مش شايف قدامي غير طفله بصراحه
وبدون أن تشعر وجدت نفسها بيدها علي بخفه .. حتي يمسك هو بقبضه يديها متأملا أيهاا للحظات غارقا معها بين بحور عينيهاا فيميل بجانب أذنيهاا قائلا لاء وكمان قطه بتخربش !!
اما هي فكانت سارحه مع رائحة عطره الفواحه
وقربها منه بذلك الحد ... لتبتعد عنه سريعاا وهي تلوم نفسهاا علي فعلتها التي أدت الي قربهم لذلك الحد قائله بتعلثم أنا عايزه أروح
ليضحك فارس عليهاا قائلا بحنان هنا
فتلتف إليها بعد أن أعطته ظهرهاا خجلا مما حدث نعم ...
فيتنهد هو قائلا بدعابه لم تعدها من قبل منه ... ولكن دعابته هذه كنت من أجل تغير مجري حديثه الذي كان سيؤدي الي لحظة جنون فيعترف لها بحبه فيقول بجرب أسمك بس إلي بيتكون من تالت حروف ده !!
فتضحك علي دعابته قائله بطفوله ما أنت أسمك كمان حروفه اربعه بس ...
فيبتسم فارس قائلا ده أنتي بتردهالي بقي أنا في أسمي حرف زياده علي فكره !!
فتضحك هنا ثانيه وهي لا تعلم بأن قلبه يخفق پجنون كلما سمع صوت ضحكاته الهادئه .... فيتنهد فارس قائلا الوقت أتأخر
حتي يسيروا سويا نحو السياره فتركب بجانبه ... لتضغط هي بأصبعها بدون قصد علي راديو السياره..... فيسرح هو مع كلمات تلك الغنوه
أه لو تعرف
يا حبيب قلبي
و إنت معايا بحس بإيه
خلي شوية لبكرة يا قلبي
الحب دة مقدرش عليه
بص في قلبي
يا عيون قلبي
شوف كام حاجة بتتمناك
فرحة و شوق و أماني كبيرة
و ليالي حب بتستناك
بحبك حب خلاني بخاف
من فرحتي جانبك
يشوفها حد يحسدها و يحسدني
على حبك
فيلتف بعينيه فيتأملهاا وكأنه يريد أن يقول لها ماذا فعلتي بي كيف جعلتي قلبي يخفق ثانية بعدما نزعته ومزقته كي لا أصبح ضيعفا تحت رحمته
فتلاحظ هي نظراته اليهاا فتشيح بوجهها سريعا ... حتي يقف بسيارته ناظرا له فيقول متشكر اووي ياهنا انك قبلتي دعوتي وجيتي معايا !
فتبتسم له قائله كانت حفله جميله خالص وكمان أنا الي متشكره عشان خلتني اتعرف علي عمو كمال العسل
فينظر اليها بضيق قائلا بداخله
ضحك وهزار معاه هناك وكمان عسل .... ثم نظر لهاا ليقول أنزلي ياهناا عشان تتفضلي تطلعي علي اوضتك وتنامي
لتخرج من السياره وهي سعيده بما حدث فالأول مره يعاملها بهذا اللطف ولا تعرف سببه حتي انهاا لم تفكر للحظه لماذا ذلك التغير كله ... فتصعد الي غرفتها هابطه علي سريرها وهي تعيد في ذهنها أحداث ذلك اليوم ليصبح محفورا بذاكرتهاا .... حتي تغفو وهي علي وجهها علامات السعاده
....................................
اما هو ظل يجول في غرفة مكتبه ذهابا وأيابا .. حتي تعب من فعلته هذه فجلس علي أحد الأرئك ببتسامة حالمه وهو يتذكر لمسة يدهاا علي وبسمتهاا الخجوله وصوت ضحكاتها .... فيسرح بكل شئ فيهاا وقبل أن يتخيل شئ أخر وجد نفسه يفك رابطه عنقه وهو يتنهد بصعوبه من تلك الأوهام التي طرأت علي حياته وأصبح الهروب منها صعباا ....
.................................................. ...............
وعندما وقفت أمامه كانت نظراته الهاربه تجول في كل ركن داخل شقتهم السريه حتي لا تقع عليها ... لتزداد هي في القرب منه حتي تقول بشوق كنت متأكده انك هتيجي ياحسام عشان وحشتك صح
ليبتعد عنها حسام ويشيح بوجهه بعيدا... حتي تزيد