الجمعة 22 نوفمبر 2024

الجزء الثاني نبضات تافهة ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 7 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

النجع كله ... زى ماكان جدك بيقول وزي ما خدت نفس امها في الاكل هتاخد عقلها وحكمتها في الامور وتبقى عاقله زيها .
كانت فهيمه تستمع الي حديث والدتها تقسم داخلها أن هذه المقدمه تقولها لأن هناك کاړثة ستقع علي رأسها..
فاقت من شرودها علي صوت والدتها فردوس وتأكد الظن بداخلها من حديثها مع ابنتها ورد 
يلا عشان بعد الغداء في موضوع عاوزاكي فيه يا ورد...
وأنت يا فاطمه يلا خدي الاكل وصليه ڤيلا الشاذلي انا كلمت ابرار هانم وعرفتها..
اومأت لها براسها الخادمه وحملت الطعام هاتفه 
عيني يا ست الكل 
وغادرت تحت أنظار هاتان المندهشتان من حديثها .
حدقت فهيمه النظر الى والدتها تزم شفتيها على جانب واحد هاتفه بسخريه 
شكلك يا امي بتقدمي كل الكلام ده لهدف...
في ايه يا حاجه فردوس هتجيبي من الاخر وبلاش المرار الطافح ده ...
هي بنتك كانت هتفرح
بحاجه في الدنيا من غير ما تدفع ثمنها قولي اللي عندك...
التفتت علي صوت ابيها وهو يقترب منهم وعصاه تقرع الأرض كمن تنذرها من تهورها او ردها عليه قائلا 
مش وقت اي كلام دلوقت يا فهيمه يلا عشان نتغدى وبعدين نتكلم براحتنا .
وحول نظره الي حفيدته ورد وأشار الي الدرج بعينيه 
وانت يا ورد اطلعي صحي خالك ومراته .
وقبل ان يكمل كلامه او يرد عليه احد.. دلفت صفا وهي تهتف بمشاكسة وطفولية هاتفه 
اه والنبي يا جدو ده انا ھموت من الجوع وضعت اشيائها والقت عليهم 
السلام رد عليها الجميع وعليكم السلام.
ابتسم لها جدها بعد الشړ عليكي يا ست البنات... اكل عمتك ريحته جايبه آخر الكمبوند .
عندك حق يا جدي ستات العيله دي اكلهم كده عامل زي الجي بي اس.. يجيبك من اخر الدنيا مهما تتوه.
ابتسمت ورد وانحنت عليها هامسه 
سيبك من وصلة البكش دي كلها واحكيلي مش كنت هتتغدي مع الموز ايه اللي حصل طلع بخيل مش كده .
ضحكت صفا بصوت عالي وضعت يدها على فمها احتراما لجدها وجدتها هاتفه 
ده مش هيطلع بخيل دا زمانه طلع حرامي واخرجت من جيبها حافظة نقوده وهي تضحك...
اتسعت عين ورد وهي تشهق وتضع يدها علي فمها ...
وبعد أن استوعبت ما قالته بلعت ريقها و سحبتها بهدوء حتى لا يستمع احد لحديثهم وخرجت بها للجنينيه 
اهدى يا مجنونه دى مكتوب عليها يونس اوعي
تقولي انك عملت فيه مقلب .
هزت صفا رأسها بالايجاب هاتفة 
حصل ده أنا كان

نفسى ادفع عمري واشوفة بعينيه وهو ودانه....ومناخيره....وبوقه وهما بيطلعوا دخان يا لهوي هيبقى ترند بن الشاذلي .
ردت عليها ورد امممممممم تبقى عملت نصيبه وكارثه وربنا يسترها
ضحكت وهي وتميل براسها على كتفها احكيلك واكسب فيكى ثواب..
هو اصر ندخل مطعم قال ايه اول مره يدخلوا وعاوز يدخلو معايا وأنا فى الاصل هطق منه...
سيرته ومشيت معاه وانا جوايا بستحلفله.. داخلنا وقاعدنا ..
بس شهاده لله مطعم ايه بقي حاجه كده اوبها..
قوووم ايه عشان انا غلبانه هو جاله تليفون شغل.. قلت حلو عشان انفذ خطتي...
قمت وطلبت اكل يكفي جيش
وفضلت امثل اني مش لاقيه بطاقه الهويه بتاعتي...
ولما رجع بقيت اقول له بنرفزة دور معاك وعملت نفسى مټعصبه وكده عشان اسبك التمثيليه..
وهو يتنرفز ويحلف اني اخذتها هي والعقد ...
واخر ما زهق طلع محفظته وقال لي اتاكدي بنفسك انها مش معايا...
ويدوب اخذتها من هنا وتليفونه رن ثاني...
ما هو اصل انا بحب دونجوان عصره واوانه...
قمت اخذتها وقبل ما اخرج دفعت إكراميه محترمه للجرسونات عشان يظبطوه وخرجت من الباب الخلفى .
ظلت تضحك بهيستريا هي و ورد 
حتى وقعوا على نجيلة الجنينه..
سعلت ورد تستجمع انفاسها هاتفه 
يالهوي علي اللي هيعمله فيكي يا صفا يبقى عشان كده زياد قال لي في مشكله مع يونس وضيعتي عليا الغداء معاه بس احسن هما الاثنين يستاهلو .
عادت صبا من عملها لتنصدم من هيئتهم واصوات ضحكاتهم العاليه...
انضمت لهم وهي تضع اشيائها على المنضده الموضوعه بالجنينه وتقترب منهم بخطوات سريعه ..
همست في أذنها ېخرب بيتك يونس هيموتك..
في المطعم ما كانوش مصدقين ان هو من عيله الشاذلي...
وكانوا عايزين يطلبوا ليه الشرطه لحد ما يعقوب و زياد راحوا له ودفعوا مبلغ خرافي.. بسبب الاكل اللي طلبتيه..
ليه الهبل دا يعقوب بيقول اكل يكفي كتيبه....
وبعد ماحلوها مع المطعم... 
احتارو هيعملوا بالاكل ايه يعقوب اتصل على طنط ابرار وحكى لها اللى حصل ..
اقترحت عليه يروح دار المسنين والجمعيات الخيريه اللي بتزورهم وهي اتصلت وظبطت معاهم كل حاجة...
بس يعقوب بيقول من عصبيته كسر زجاج عربيته .
هتفت صفا وهي ترفع حاجبها بسعادة من فعلتها يستاهل عشان ثاني مره ميتحدنيش.
نظر ورد وصبا الى بعضهم بذهول من حديثها حتي قطعت عليهم نظرات الاندهاش وهتفت 
والمرة الجايه العقاپ هيبقي اقوي واشرس واكملت بتحدي بس هو يصبر عليا ابن الشاذلي .
حاولت صبا رسم الهدوء من تصرفات اختها المجنونه وما ستعانيه على يد المتغطرس الآخر وهتفت 
يالا ياحلوه منك ليها عشان تلاقيهم جهزو الغداء ومستنينا.. وبعدين يبقى لينا كلام تانى .. فى الوقعه المهببه اللى عملتيها...
هبطت كريمه وبجورها جلال وجلسوا على مائده الطعام ..
دلفت الفتيات بمرح هاتفين 
لا سلام على طعام صح ياجدو
هتف الجد والجده 
حبايب القلب ربنا
يسعدكم .. يالا الاكل النهارده برعاية عمتكم فهيمه ..
جلس الجميع والتفوا حول المائده يتراسها الحاج محمد والحجه فردوس
ابتسم جلال وهو ينظر الى الطعام بتقييم وقام وانحنى وطبعة قبلة علي مقدمه رأس فهيمه قائلا 
تسلم ايدك يا ام ورد علي العظمة دي..
ابتسمت له بسعاده وفرح 
ربنا يخليك يا جلال بالف هنا يا اخويا ووضعت حمامة في فمه 
تطعمه..
ظلت البنات تسقف وتصفر على هذا المشهد الذي لم يشاهدوه منذ زمن .
هتفت كريمه الله على حب الاخوات اتعلموا كلكم منهم 
ونظرت لهم بحب هاتفة 
ربنا
يخليكم لبعض وتفضل سندها العمر كله يا جلال بعد بابا الحج أمن الجميع على كلامها
ظل الجميع ياكل بشهيه مفتوحه وطمأنينة تغمر الجميع...
انتهت ورد من طعامها واستقامت هاتفه 
الحمد لله بعد اذنكم هطلع ارتاح شويه...
نظرت لها الحاجه فردوس ثم الى الحج محمد الذي هز راسه لها ان يحثها على الحديث تكلمت وهي تنظر الى ورد 
ابوكي عاوز يشوفك عشان تعبان وجهزي نفسك لو كده تعالوا معانا وقولي ل زياد ونسافر مع بعض .
اكفهر وجه فهيمه والقت المعلقه في انائها بعصبيه مما اصدر صوت مزعج اثار ڠضب والدها واستقامت هاتفه 
هي ما لهاش اب وامسكتها من ذراعها تهزها پغضب ... اياكي تفكري تروحي له سمعتي حتي لو ماټ مش هتروحي .
سحبت ورد يدها منها بعصبيه هاتفه والدموع تنهمر من عينيها كانت تبكي وكأنها لم تبكى طوال عمرها 
مش كفايةانحرمت منه العمر كله انا طول عمري بمثل اني سعيده عشان ابقي زي بنات خالي اللي عندهم اب بيحبهم ويسعدهم.. 
بس مهما حاولت اداري انا ناقصني ابويا ... انا محتاجه ابويا... محتاجه اب اخاڤ منه ...اشوف زغرته ليه لما اغلط ...ضحكته لما اعمل حاجه صح ...
محتاجه ابويا ...احضنه لما الدنيا تيجي عليا ... 
محتاجه ابويا اتكلم معاه ...اخاڤ منه...احس بحنيته ...اللي هي لما اكون زعلانه يصالحني...
انا عارفه انك حاولتي تعوضيني بس انا فعلا عشت عمري كله ادور عليه...
انا ببقي نفسي اهرب من اي مكان بيجمع اي بنت بابوها..
انا فعلا تعبت وانتي مش حاسه بيا.. رغم ان كان المفروض انتي الوحيدة اللي تحسى بياا ...
انا فعلا تعبت يا ماما....
كان يسمعها الجميع وهم يبكون كانت كلماتها تقطع قلوبهم جميعا علي

هذه المسكينه التي حاولوا أن يعوضها عن غيابه.. 
بكت كريمه والدموع تنهمر من عينيها بشده وهي تستند بذراعيها على المنضده وتضع راسها بين كفيها تبكي بحسره..
اما صفا وصبا يبكون في صمت على حال ابنة عمتهم واختهم الثالثة...
وقفت فهيمه مقيده ومغيبه تشعر ان قلبها يعتصر من القهر هي تعتقد انها كانت تعوضها...
تحملت لقب مطلقه وهي تعلم نظره المجتمع للسيده المطلقه..
هي لو كانت امراه من عائله غير عائله السيوفي لكانت واجهت مشاكل لا يعلمها الا الله ...
هي الي الان لم تنسى عندما تطلقت من زوجها دلفت اليها والدتها قالت لها 
انتي الشال اللي على كتفك اتشال...
يعني بقيتي مسؤوله عن تصرفاتك وعن بنتك...
وكل نفس محسوب عليكي. 
ظلت تهذى وهى تردد 
دفنت نفسي عشانها... وفي الاخر تدوس على كل ده وتقول اني حرمتها من ابوها...
هتفت بصوت عالي وعصبيه 
لا يا بنت بطني انا محرمتكيش من ابوكي...وهو اللي كان راجل مريض...
طول الوقت حاسس بنقص وحاسس اني انا اعلى منه...
عشان كده رماكي وراح اتجوز واحده من توبه تليق به ...
لان بنت الاصول مقدرش يعشرها.. 
اخذت تدور حولها وحاله من الهياج تسيطر عليها هتفت باستهجان 
قدامك الباب اهو روحي زوري ابوكي...
وخدي جوزك مش انكتب كتابك ڠصب عني بردو و بقيتي على ذمه راجل مسؤول عنك..
انسى امك بقى اللي تعبت عشانك واكملت وهي تضحك بسخرية ټضرب كف بالآخر 
لا تعبت ايه هي متعبتش عشانك في حاجه طلعت في الاخر ظلمه حرمتك من ابوكي العمر ده كله...
هرولت صاعده غرفتها و تركت الجميع في حاله ذهول من اڼهيارها الذي يروه لاول مره..
دخلت غرفتها اوصدتها پعنف واحساس القهر يسيطر عليها....
هي لا تعرف ماذا حدث الوضع انقلب
فى غمضة عين كانت سعيده فرحه بتقرب اخوها لها من بعد فرقه.. والجو العائلى كان يملؤه البهجه فهى قد اشتاقت للمة العيله..
ظلت ټضرب على صدرها لعل نبضاتها التائهه تستكين...
جلست ورد وهي تبكي وتمسك كف جدتها تلتقط انفاسها بصعوبه لتهتف من بين شهقاتها 
هو انا كده غلطت لما اقول
هروح اشوف ابويا ...
هو مش ليه حقوق عليا.. ذى ما انا كان ليا حقوق عليه وماما هي اللي ظلمته.. 
وانا عمري ما قلت لها الكلام ده..
هي كانت السبب في اني اتحرم منه وكلكم عارفين ده...
وعمري ما رضيت ازعلها ومش عايزها تزعل مني...
و لحد الان مش ناسيه انها سابتني في أهم يوم اي بنت في الدنيا بتتمناه...
ليه بتعمل فيا كده يا تيته ليه ..
ظلت تبكي بحړقة وقهر..
سحبتها جدتها الى احضانها رتبت على ظهرها هاتفا 
معلش يا قلبي الدنيا ظلمتك وظلمتها وده نصيبكم و قدركم انتم بتعيشوه...
اطلعي ارتاحي واللي فيه الخير هيعمله ربنا...
انسحبت من بين احضانها وهي تجفف دموعها..
صعدت الى غرفتها تبكي على حالها تحدث نفسها هل يجب ان تقص ل زياد ما حدث بينها وبين والدتها لكي يطيب چروحها ...
ام تظل تبكي على حالها وحيده من غير انيس ولا جليس ولا حبيب...
ظلت علي حالتها تتقافز نبضاتها بين اضلعها تائه فى بحور الذكريات حتي ذهبت في ثبات عميق..
دلفت لها صفا وصبا وجدوها نائمه تسطحا بجوارها من على اليمين وعلى اليسار يضموها بحب حتي تستيقظ وتجدهم ليطمئن قلبها ولو قليلا...
استكانت الأجواء من العاصفه التى خلفتها فهيمه ليذم جلال شفتيه وينظر الى والده باستغراب قائلا
معقول ياحاج لحد دلوقتي هى مش قادره

انت في الصفحة 7 من 23 صفحات