الجزء الثاني نبضات تافهة ياسمين الهجرسي
تستوعب بعد السنين دي كلها اللي حصل لها...
استقام الحاج محمد وهو ينظر لهم بنظرات ذات مغزى علمها هو وكريمه والحاجه فردوس
مش يمكن جرحها لسه پينزف ومحتاجه چرح اقوى عشان تفوق من الوهم اللي هي فيه...
زي ما غيرها لسه مقدرتش النعمه اللي هي فيها...
دي حاجه في ايد ربنا..
وانا تعبت وربتكم بما يرضي الله..
وربنا فضل يبعت لكم فى رسائل عشان تتعلموا منها... بس انتم ماستوعبتوهاش....
فحب يلفت نظركم ببلاء خفيف... انتم مش مستحملينه...
يمكن عندكم ده كبير وفي نظركم ده مصېبه كبيره .. بس هي بلاء صغير من بلائات كبيره ..
انت فوقت ولحقت مراتك وبناتك وابنك...
اما هي بقى لسه السکينه سرقها.. مسيرها تفوق...
بس اتمنى من ربنا ان ما تفوقش متاخر ...
صمت يسترد انفاسه قائلا
يلا يا حاجه تعالي علشان نقول اذكار المساء ونصلي ركعتين لله ربنا يهدى قلوبهم وينور بصيرتهم..
استقامت بصمت اخدها بخطوات متهدله يستند على كتفيها يضمها براحة يديه يطمئنها ويطمئن نفسه فوليفته انهكتها الأحزان ليغرق قلبها فى نبضات تائهه من الاسى والهوان...
فيلا الشاذلي
كان يونس ياخذ الممر ذهابا وايابا پجنون... لا يعرف ماذا يفعل في هذه المشاكسة الذي عشقها حد الجنون...
هو من يجعل الفتايات تنصهر من عشقهم له وتأتي هذه الفتاه الوحيدة التي تجعله أضحوكة أمام الجميع...
كان يعقوب يجلس ويشاهده وهو لا يصدق..
أيعقل أن هذا أخوه الذي يجعل من يقف امامه أو يتحداه يدور حول نفسه....
وهو من اطلق عليه عقرب التلاعب بالقانون يراه سيجن هكذا..
استقام واقترب منه اهدي يا يونس هي اكيد
مش قصده.. هي اينعم اتصرفت بتهور...
بس انت لازم تتريث ومتتهورش زيها.. واهدي شويه حصل خير..
دي عاوزه انك تتعامل معاها بهدوء وعقل..
بالجنان
والعصبيه هتوصلو لطريق مقفول والرجوع فيه هيبقى صعب..
وهي خلت فيها عقل انا خلاص حاسس اني هتجنن ده انا هبقي ترند الميديا بعد قلة القيمة اللى اتحطيت فيها وهى السبب..
اخذ يضرب بكف يده على راسه يدور حول نفسه كالاسد الجريح يزفر انفاسه پغضب عارم صدره يعلو ويهبط من شدة الانفعال يطحن بين اسنانه قائلا
و دينى بس أطولها هكولها بسناني بنت السيوفى..
استقام يعقوب يشده عليه بالقوه فى محاوله لتهدئته فأخاه سيجن لا محاله يكاد قلبه يقفز من بين اضلعه من حالة الهياج التى وصل لها..
استرجل يالا واهدى خلصنا خلاص كل مشكله وليها حل...عصبيتك دى مش هتحل حاجه..
انتبه يونس لكلام اخيه حاول أن يرد عليه قاطعه يعقوب پحده
اخرس بقى ايه عامل زى الطور الهايج اللى محدش عارف يسيطر عليه ..
انت مش ملاحظ ان بقى فيه بينا نسب مش هينفع نخسر راكان اكتر من كده..
متنساش لو الاول كان اخوك دالوقت بقى جوز
اختك..
يعنى لازم تدير امورك بعقل اكتر..
هى متهوره تكون انت عاقل وتحتويها..
العلاقه المتوتره كده من اولها مش فى مصلحتك والعواقب هتكون سيئه عالجميع..
الامور محتاجه حكمه عشان تنحل مش جنان تتعقد اكتر..
فى نفس الاثناء كانت ابرار تجلس تنتظر احمد يخرج من غرفه الحمام لكي يهبطوا ليتناولوا وجبه الغداء مع ابنائهم ...
اقترب منها احمد وهو يضع يده علي كتفها يالا يا ابرار ننزل نتغدا مع الولاد ونشوف في ايه صوت التكسير اللي تحت دا..
استقامت بقلة حيله انا عارفه في ايه وبدأت تقص عليه ما حدث هاتفه
هو دا كل اللي حصل وانت كنت نايم مردتش اصحيك لانك كنت تعبان ...
اقترب منها قائلا
برافوا عليكى انتي فعلا اتصرفتي صح ربنا يخليكي لينا يارب.. ويباركلي في عمرك وانحني وطبع قبله علي كفها هامسا لها
اسف اني تعبتك امبارح وسهرتك طول الليل..
فرت دمعه حزينه وهتفت بصوت معاتب ليه
ايه اللي بتقوله دا يا احمد دا انت سندي وضهري وصاحب عمري كله..
انا مليش فى الدنيا غيرك يا احمد
مهما كبر سني انت أمانى ومأمنى هفضل عايشه في ضلك ..
اخذ يربت علي ظهرها بحنان هاتفا
وانتي بنتي قبل ما تكوني مراتي انتى الخليله والصاحبه انتى عشق العمر كله وامسك كف يدها يتلمسه بحنان وهبطوا الدرج ..
تطلعوا للمكان وجدوا يونس مستشاط لا يعرف ماذا يفعل..
اقتربت منه والدته بعد أن القوا عليه التحيه هاتفه
ممكن تهدي وتقولي ايه اللي حصل لدا كله..
البنت اتصرفت اه بتهور بس معملتش حاجه كبيره يعني...
اهدي وانت لازم تعرف تتعامل معها وتنزل لدمغها ..
البنت بتحبك وانت اكيد ضغطت عليها وبزيادة كمان ما انا عرفاك مش ملاك بجناحين..
اهدي واعقل يا يونس لحد ما تعرف تروضها يا حبيبي .
ابتسم له والده بسعاده قائلا
انا مبسوط اوي اني لقيت اللي هتربيك من جديد هتعرف تعمل اللي انا وامك فشلنا فيه...
وأشار علي المائده يالا عشان ناكل الحمام ورز معمر والله الحجه فردوس حسه بينا بجد..
ضحك يونس بسخرية وهو يصفق بيديه انا بمۏت من الغيظ والحاج بيفكر بالحمام..
انا طالع اتخمد ومش هاكل...
نظرت ابرار له ربنا يهديك يابنى انت غاوى تتعب نفسك..
هقولك كلمتين حطهم فى راسك
لحظة صبر فى لحظة ڠضب تمنع الف لحظة
ندم... اللهم بلغت اللهم فاشهد..
صمت يحاول عدم التهور فى حضور والديه تركهم وصعد پغضب تحت انظارهم المندهشه من أفعاله..
هتفت ابرار يالا احنا ناكل سيبوه ذنبه على جنبه وجلس الجميع يتناولون الطعام.
اما عند الأسد الجريح فى كرامته فالنيران التى اضرمتها صفا لم تهدء فى قلبه بل زادت من نبضاته التائهه..
استقام يعقوب وصعد الى غرفته بعد ان استاذن من والديه..
دلف الى غرفه اخيه وجده يلعب رياضه پغضب وقطرات العرق تنقط منه كمن يقف تحت صنبور من الماء...
علم ان الحديث معه لن يكن وقته مناسب تركه وغادر الى غرفته..
اخرج هاتفه من جيبه بعث به بعد ثواني اتاه الرد من محبوبه قلبه صبا قائلا
وحشتيني يا دكتوره فينك طول اليوم ما سالتيش عليا .
ارتبكت من سؤاله وحديثه لتهتف معتذره
اسفه بس اللي عملته صفابصراحه مزعلني جدا..
بس هي محكتش اي حاجه غير انها قالت هو يستاهل عشان تجاوز حدوده معها ...
رد عليها يعقوب بهدوء يوازي هدوءها..
ماما قالت نفس الكلام قالت له انت اكيد عملت حاجه زعلتها..
بس المقلب كان كبير قوي انتى مش عارفه يونس عند البنات ايه وعند نفسه ايه..
هو غالي قوي عند نفسه وشايف ان اللي هي عملته ده اهانه كبيره واكيد لازم هيردهالها..
قطعته صبا واحتدت نبرة صوتها وهي تهتف
مستحيل حد يقدر يهين اختي طول ما أن عايشة واكملت لو سمحت يا يعقوب بلاش ندخل في اللي بينهم لحد ما يفهموا بعض...
رد
عليها پغضب زي ما انتي بدافعي عن أختك انا مش هسمح لحد يتكلم عن اخويا بطريقة مش عجباني..
لو سمحتي نقفل علي الموضوع دا عشان منخسرش بعض..
ردت عليه هاتفه بصوت عالي يكسوه العند
كده احسن باردو
وظل الصمت بينهم هو اللغه الوحيدة السائده لا يسمعون الا اصوت انفاسهم المتوتره تعلن عن نبضات عشقهم التائهه المترنحه بين الاخوين ترى من منهم معه الحق مضى الوقت على صمتهم حتي لا يعلم كلاهما كيف غفوا..
البيت الريفي
كانت تتمايل تحت المطر تدندن بعشق وسعاده تلهو مع قطراته كالاطفال..
كان
يقف يستند بظهره على جذع الشجره يربع يديه على صدره يتطلع لها في صمت يهمس لنفسه بتمنى
يا ليتك تعانقيني بتوترك وبارتجافك.. بحسن نظراتك.. وبسرعه انفاسك..
عانقيني حتى يذوب قلبك في حراره صدرى..
التقط أعينهم في نظره طويله وقفت وهي تلهس وتفتح له زراعيها لكي تضمه..
كان ينظر خلفة يتاكد انها تقصده هو ..
هرول لها يضمها ويدور بها من جديد قائلا
كيف اتوب وفي عينيك عشقى.
وربى في عشقك قد بلاني..
فتحت عينيها بتثاقل احمرت خجلا لتتلاقى عيناهما..
النظره كان لا يعرف تفسيرها كلا منهما
مش عارفه جوايا مشاعر كتير مش فاهمها..
ممكن تصبر عليا لحد ما قلبي يطمن ويفسر مشاعرى صح ..
خودي الوقت اللي يناسبك ان كان القلب ينبض فهو ينبض لاجلك..
ولحد ما تعرفي انك بتحبيني .. انا عمري ما هبعد عنك..
ابتسمت بتحدى وتهورها المعهود فى اى حاجه تخصه
طبعا.. لان مش مسموح لك تبعد اصلا.. آه انا مش عارفة لسه دا حب او لأ..
بس انا بغير عليك حتى من المكان اللي بياخدك مني.. من اي حد ممكن تحبه اكثر منى ..
بص انا عارفه انى ملخبطه وتايهه وكلامي عكس بعضه..
عضت على شفتيها بخجل واشتعلت وجنتيها من هذا الوضع وهتفت
يووووه انا مش عارفه باقول ايه... مش عارفه اوصلك احساسى بالظبط ..
بس مش عاوزه انك تبعد عنى خليك ديما في حضڼي.. ممكن..
ابتسم لها بعشق تخطى حدود المنطق
يغمز لها بطرف عينيه هاتفا
ممكن طبعا ده ما حبب على قلبى ..
الحلقة السادسة
نبضات_تائهه ج٢
وتين ج١
ياسمين_الهجرسي
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بحبك قد كل حاجه بتبعدك عني..
باعشقك بعدد سنين عمري اللي فاتت..
وبتمناك اللي باقي من عمرى..
فيلا الشاذلي
كانت ابرار تجلس على الفراش تمسك هاتفها في يدها تبكي وهي تشاهد صور ذكرياتهم على الهاتف تضحك تاره وتبكي تاره اخرى على ما وصلت له مع ابنائها وحياتهم تجمدت من لحظه اعلان راكان انه ابن غير شرعي لعائله الشاذلي وتسربت حياتها كالماء الذي يتسرب من تحت اقدامها..
هل هي أخطأت ولو أخطأت فما هو خطأها التي ارتكبته طيله حياتها لكي يكون جزاؤها ابتعاد ابنائها عنها وتفرقتهم... لماذا خسړت أبنائها!
ظلت تبكي وتتعالى شهقاتها حتى دنى منها احمد وجلس بجوارها وسحب منها الهاتف ليشاهد لماذا تبكي..
ابتسم بۏجع عندما شاهد صور أبنائه ومرر يده على ظهرها يربت عليها بحنان قائلا
مالك بس يا قلبي ليه زعلانه وپتبكي كفاية بقي بكاء عشان صحتك ..
كل حاجه هترجع أحسن من الأول بس أنتي قولي يا رب وأصبري.. الصبر مفتاح الڤرج واحتسبيهم عند ربنا.. كان يتحدث معها وهو يبتسم لها ابتسامة خرجت بۏجع .
اردفت ابرار هاتفه والحزن يسيطر على صوتها وملامح وجهها
أمتى يا احمد انا مخنوقه.. حاسه اني قلبي هيقف من الۏجع وما حدش حاسس بيا...
معقول مفكروش انهم يكلموني لا هو ولا هيا احنا غلطنا في تربيتهم معقول حبيناهم اكثر من اللازم...
كانت تتحدث ودموعها تنهمر بشده سحبها واخذها يقبل رأسها قائلا
احنا مغلطناش يا حبيبتي ولا حاجه..
بالعكس كل اللي احنا عملناه ان احنا ربيناهم على الحب والموده والرحمه.. احنا ما غلطناش لما وفرنا لهم حياه كريمه.. إحنا علمناهم كويس... عرفناهم حدودهم مع ربنا ومع الناس..صدقيني احنا ما غلطناش واللي عملناه هو الصح..
أزاح الغطاء عن مكان نومها واستقام وساعدها وسطحها لكي تنام قائلا
نامي يا قلب احمد وبكرا يخلق ربنا في قضاءه الف رحمه..
ظلت تبكي في صمت وتتشبس في ثيابه حتى ذهبت في ثبات عميق..
نظر لها بعشق مغلف بشفقة وتركها و استقام يصلي قيام