الأحد 24 نوفمبر 2024

غير قابل للحب منال سالم

انت في الصفحة 26 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


لوجودي وتسمرت عند درجات السلم لثوان تطالعني بنظرات مدهوشة رأيتها تلملم بيدها شعرها عند كتفها وللغرابة كان مبتلا بالكامل. افترت شفتاي عن سؤال جديد
لماذا أنت هكذا
كنت بذلك أعني الحالة الفوضوية التي كانت عليها ف
آن تحدثي إلي ماذا حدث لك
هتفت في عصبية دون أن تنظر ناحيتي
لا شيء.
صحت معترضة باستنكار وصوتي لا يزال خفيضا

كيف لا شيء...
ثم شملتها بنظراتي قبل أن أسألها بلهجة المحقق
ولماذا أنت مبتلة بالكامل
أتى ردها مزعوجا إلى حد ما
كنت أسبح هل هذا ممنوع
علقت نافية
لا ولكن الوقت متأخر وآ...
قاطعتني قبل أن أكمل تبرير ما اعتبرته مجازا حظر التجوال علينا بداخل القصر الفسيح
لقد ضجرت من فعل لا شيء في هذا المكان الكئيب.
بدت محقة فالأوقات هنا ثقيلة بطيئة المرور لا تمضي إلا بشق الأنفس أصغيت إليها وهي تتابع
وحتى متعتي الوحيدة هنا يوجد من يفسدها علي كأنما الجميع قد اتفق على تعاستي.
عباراتها الأخيرة استرعت كامل انتباهي وأحسست أن ورائها خطب ما لهذا سألتها مباشرة
عمن تتحدثين
دق قلبي وشعرت بخفقات مخيفة تقصف فيه عندما جاوبتني بلا مراوغة
اللعېن لوكاس.
اشټعل وجهي على الأخير وأحسست بدمائي تفور من غليانه إنه مستمر في تضييق الخناق عليها ركزت كامل حواسي معها وهي تواصل الكلام
إنه مزعج بشكل لا يطاق.
سألتها وأنا شبه حابسة لأنفاسي
هل ضايقك مجددا
دمدمت في غيظ مكتوم في نبرتها لكنه ظاهر بصورة جلية على ملامحها
ضايقني فقط إنه آ...
بترت باقي جملتها عن عمد 
زفرت في صوت مرتفع وأوضحت
تطفل علي وحاول إفساد ليلتي بوقاحته اللزجة.
تعقدت كامل تعابيري ونظرت إليها بعينين غلفهما الحنق أشاحت بوجهها بعيدا عن نظراتي المتفرسة فيها وواصلت التوضيح
لكني لم أمرر الأمر له تشاجرت معه وكدت أغرقه في المسبح.
تحركت لأغدو في مواجهتها وأنا أهتف مصډومة
ماذا
قالت بعد زفير بطيء يعبر عن عدم رضائها
لكنه أفلت مني.
تلقائيا وضعت يدي على جانبي ذراعيها ضغطت قليلا عليهما وقلت محذرة في صرامة
آن أنت تهذين قولي ذلك.
لم تنبس بشيء فهززتها مرة ثانية وأنا أكرر عليها في توتر
هل ما سمعته صحيح أنت تشاجرت مع هذا القاټل
أومأت برأسها مؤكدة في تصميم
نعم وسأكرر الأمر إن سنحت لي الفرصة فأن أبقى في السچن أرحم بكثير من أكون زوجة له.
من نبرتها شعرت أنها لن تتراجع عن رد الصاع صاعين له إن لم أجعلها ترحل سريعا لهذا أخبرتها من فوري وقد زادت ضغطاتي على ذراعيها
لن يحدث ستذهبين من هنا قريبا.
نفضت قبضتي عنها وقالت في يأس
أشك.
همت بالذهاب لكني اعترضت طريقها تنهدت مليا ثم خاطبتها في نبرة هادئة
ثقي بي.
طالعتني بهذه النظرة المتشككة ونفخت في سأم لم أحاول إطالة النقاش معها خاصة وعلامات التذمر قد انتشرت في كامل قسماتها لذا بكل ود وحنو ربت على عضدها وطلبت منها بابتسامة رقيقة
هيا بدلي ثيابك قبل أن تبردين.
تصبحي على خير.
حملقت في بنظرات مظلمة شبه مستهجنة كأنما تستنكر استخدامي للطافة في هذا الوضع الحرج ثم علقت بتشاؤم ساخط وهي تشرع في السير نحو غرفتها
لا يبدو لي أن هناك أي خير في وجودنا هنا.
كانت محقة في اعتقادها وأنا مثلها لا أؤمن في وجود ذلك لكنها بضعة كلمات مستهلكة نستخدمها مضطرين لمنح أنفسنا قدرا من الصبر حتى نجبرها على تحمل ما لا نطيق!
........
للحيظات معدودات وقفت في مكاني بعد أن أغلقت شقيقتي باب الغرفة خلفها انتظر لا أعرف ما الذي استحثني على البقاء بدلا من العودة إلى حجرتي مثلها ومحاولة استدعاء النوم ربما لأن فضولي نحو معرفة أسباب الضحكات الرقيعة بات متزايدا بشكل ملح خاصة أنها صدحت مجددا بالأسفل انسقت وراء ما يستعر بداخلي واستدرت متجهة نحو الدرج دون رهبة أو تردد وأنا أحفز نفسي
لن يحدث شيء سأتفقد المكان فقط في لمحة من الزمن.
هبطت عليه في خطى خفيفة ونظراتي تدور في الأرجاء شبه المعتمة عند نهايته تسمرت في مكاني أجول بعينين فاحصتين كل ركن تقع عليه نظراتي المدققة. لم أر شيئا مثيرا للريبة لكني سمعت أصواتا تأتي من جهة الخارج فاتجهت نحو البهو المتسع بنفس الخطوات الرشيقة غير المسموعة اقتربت من الجدار الزجاجي الذي يظهر من خلف ستائره البيضاء ما يحدث عند مدخل القصر.
أزحت جانب الستارة قليلا ولففت طرفها حول إصبعي ثم تطلعت إلى سيارات الدفع الرباعي المرصوصة خلف بعضها البعض بنظرات فضولية مهتمة بدا من المؤكد أن الصخب يأتي منهم كانت هناك أصوات موسيقى مكتومة ترتفع تارة وتنخفض مرة أخرى حين يفتح باب السيارة أو ينغلق. أملت رأسي للجانب لأتمكن من رؤية ما يحدث بالأمام فوجدت لوكاس يقف عند أول عربة ومعه بعض الفتيات تساءلت في استغراب
ما الذي يفعله معها هنا ألا يخجل
ظهرت شابة أخرى ترتدي ثيابا لا تليق سرعان ما راحت تبادله المشاعر الفياضة أبعدت نظراتي الساخطة عنهم ودمدمت في هسيس مستهجن
ما هذه الوضاعة!!
هاجت مشاعري فجأة بشكل صاډم استنكرته للغاية عندما طنت رأسي بأفكار تدور كلها
حول قيام فيجو بنفس الشيء مع مثيلات هذه الفتاة مما يدفعن بالرجل للسقوط في كل ما هو خاطئ. زاد تقلص أمعائي وعاتبت نفسي على تفكيري الأحمق لكني لن أنكر أني أحسست بشيء من الغيرة ينهش داخلي فأنا أحب الانفراد والتفرد لا المشاركة والتجزؤ. قاومته قدر استطاعتي ورحت أردد لنفسي
لا يهمني أمره ليفعل ما يشاء أنا لست زوجته بعد!
كررت مثل هذه العبارات السخيفة على نفسي لأقنعها بأنه أمر طبيعي لأمثاله طالما أنه خارج نطاق الزواج المقدس ومع ذلك تبدد ذلك في طرفة عين عندما لمحت من موضعي فتاتين تنتظران عند السيارة الموجودة في المنتصف وإحداهما تتساءل في ميوعة
أين الزعيم
أجابها لوكاس ضاحكا
سيأتي لالتهامك قريبا لا تتعجلي.
عبست وتكدرت واحټرقت وانكويت بنيران لم أعهدها سابقا لما طافت هذه الخيالات الجامحة برأسي وتضاعف احتراقي بكلام لوكاس المؤكد على حدوثها. كدت أنصرف قبل أن أبصره في أحضان خبيرات العشق لكن زكم أنفي رائحة عطر مميزة تنتشر في محيط المكان تصلبت في مكاني في تلبك يشوبه الضيق إنه هنا .. موجود بالقرب مني.
سحبت أنفاسا عميقة لأثبط بها ما يعتريني من هياج وكدر لكن ما استنشقته كان

________________________________________
مختلطا برائحته المميزة مما شوش تفكيري وأصابني بالمزيد من الارتباك. انتصبت شعيرات جلدي عندما سألني من مسافة بدت قريبة .. للغاية
ماذا تفعلين هنا
استخدمت نفس رد شقيقتي قبل وقت سابق في إجابته
هل محظور التجول هنا
رأيته رغم خفوت الإضاءة هادئا بشكل عجيب لا يبدو متفاجئا بوجودي سار بتريث تجاهي ويداه موضوعتان في جيبي بنطاله ثم نطق ممازحا
لا لم نضع واحدة بعد.
من هؤلاء
توقف على مسافة نصف متر ثم غاص بنظراته الثابتة في عمق عيني تلبكت من قوة النظرات التي تخترقني في يسر وتنفذ إلى رأسي كأنما تقرأ ما يحيرها من خواطر ومع هذا لم أحد بحدقتي بعيدا عنه كنت أتحداه بطريقة أخرى قد تكون ساذجة لكنها على أي حال تجدي نفعها. انفرجت شفتاي في ذهول عندما أجاب بصراحة صدمتني
بعض العشيقات جئن للقيام بحفل توديع العزوبية.
سألته في نزق وعيناي على اتساعهما
لك أنت
رد هازئا مني
ومن سواي سيودعها
مثل هذه الكلمات كفيلة بإفساد الزيجة قبل إتمامها بيومين لكن نحن نتحدث عمن يستطيع فعل ما
حقا!!
سألني وشبح ابتسامة يلوح عند زاوية فمه
أتغارين
من فوري رددت في توتر يشوبه القليل من العصبية
أنا لا إنهن حثالة لا أقارن بهن.
تفرس في ملامحي بتدقيق كأنما يكشف
كڈبي المفضوح وسألني في تسلية
إذا لماذا يبدو عليك الضيق
حصار أسئلته كان كفيلا بمضاعفة توتري لهذا نفيت في الحال بشدة وذرعاي ينحلان عن عقدتهما
من قال هذا أنت الزعيم حر في أفعالك ولا يجب استجوابك.
لم يكن مقتنعا بردي كليا فأنا أكاد استشعر نظراته النافذة تجوس من حولي ولم أحاول تبرير موقفي أكثر من ذلك بالرغم من اندفاعي لسؤاله كأنما أعاتبه بشكل مستتر
لكن ألا تعتقد أنه من غير اللائق أن تحضر أمثالهن إلى هنا
لن تفرضي علي قيودك في منزلي.
تجهمت لوقاحته وعقبت في عبوس
معك حق هذا منزلك ونحن لا نزال ضيوفك بعد...
ثم بدأت في الاستعداد للمغادرة وأنا أكمل جملتي
لذا أنت حر فأنا لم أتلو عهود الزواج بعد لأقيدك.
حين مررت بجواره استوقفني فيجو بقوله الصاډم
حتى وإن أصبحت كذلك فهذا نمط حياتي.
كلماته كالخڼجر المسمۏم انغرست في قلبي ونحرته بلا هوادة الټفت ناظرة إليه كدت ألامس بجانب ذراعي ذراعه رفعت رأسي للأعلى وقلت بكبرياء وعزة نفس
فهمت لا داعي لتذكيري بأني الطعم المناسب لخداع الأغبياء حتى يصدقوا في هذا الاتحاد الزائف.
قال بلا ابتسام
جيد.
استدار كلانا نحو الجدار الزجاجي حين نادى لوكاس عاليا من الخارج
فيجو ما الذي يؤخرك بالداخل
أجاب عليه من موضعه ونظراته تعاود التحديق في
أنا قادم.
كنت مثله أنظر إليه من مكاني لكن سرعان ما أدرت وجهي وهمهمت في خفوت بغيظ شديد كنت متأكدة من انعكاسه على ملامحي
لتصابوا بالټسمم جميعا.
يا إلهي إنهم يهجمون علينا.
أطبقت على جفني بقوة
لا تخافي أنت معي هنا في أمان.
جاء على سد هش فأطاح به دون عناء. هدأ روعي بعد برهة وانتبهت لما فعلته عفويا أنا لا أزال قابعة في حضنه تلفني ذراعاه تخشبت وانتفضت متباعدة عنه وأنا خجلى للغاية من نفسي لم أقو على النظر إليه فقط أحسست بانبعاث سخونة حرجة من وجنتي. لئلا تلعب الظنون برأسه أبديت ندمي على ما اعتبرتها رعونتي الهوجاء
معذرة لم أقصد...
تنبهت لكون سبب هذه الفرقعة جراء فتح إحدى زجاجات الخمر فاصطدمت الفلينة الخشبية بالزجاج مما تسبب في إحداث هذا الدوي القوي خاصة مع الهدوء السائد في هذه الساعة المتأخرة. رفرفت بأهدابي ثم لعقت شفتاي لأرطبهما وأضفت مبررة
كنت أظن أحدهم أطلق ڼارا بالخارج.
صمت فيجو للحظة قبل أن يقول في هدوء غريب وعيناه مرتكزتان علي
لا تقلقي!
نظرت إليه نظرة سريعة فكانت عيناه لا تزالا معلقتان
جاء صوت لوكاس مناديا بصبر نافد
هيا يا فيجو أنت تضيع وقت المرح.
تذكرت ما يحدث بالخارج فانسحبت دون أن أقول شيئا وشحنات من مشاعر الذنب تتدفق علي كأمطار كاسحة تزيح في طريقها كل ما هو ضعيف ومحطم. نفخت في حرج وأنا أصعد على الدرج معنفة نفسي بقساوة
ما هذا الغباء!
كيف أفعل ذلك أنا حمقاء!

حين عدت إلى غرفتي كانت أنفاسي سريعة غير منتظمة كنت ألهث إلى حد ما استشعر انتفاض دقات قلبي المفطور
لماذا أحزنتني صراحته هكذا وأثقلت صدري بالهموم أليس هذا ما يفعله غالبية الزعماء الزواج من واحدة مناسبة وممارسة طقوس الحب أخريات! ارتكنت بظهري إلى الباب بعد أن أغلقته ورائي وأبقيت الحجرة على ظلامها فڠرقت في السواد الذي بدا وكأنه يخيم على كلي اتجهت بناظري نحو الشرفة المفتوحة فتسلل منها ضوء القمر من خلف الستائر المتأرجحة في نعومة جراء النسمات الليلية اللطيفة ليتني مثلهم أغدو وأروح دون أذى! ارتفع صدى أصوات الضحكات المائعة فانقبض قلبي واعتصره الحنق
 

25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 57 صفحات